بقلم: إنصاف قلعجي
وكما نعرف، أو أحيانا لا ندرك كيف تصاغ هذه (اللغوصات)، فإن بعض الشيوخ يفتون بما يتوافق مع مصالحهم ومصالح من يعملون في إمرتهم، حتى وإن كان في تلك الفتوى إضرار بالأمة وبالأوطان وسفك دماء الشعوب· وهؤلاء يسمون(وعّاظ السلاطين)، والذين هم وكلاء الله على الأرض، فيحلون ما هو محرم، ومن هؤلاء السلاطين جورج بوش الصغير(وعصابته) الذي افتعل كل الذرائع للعدوان على العراق· واستند في فتواه التوراتية على قصة يأجوج ومأجوج· و في هذا الصدد، يقول الصحفي الفرنسي جان دانيال في مجلة لا نوفيل أوبزرفاتور بأنه تم نشر وثيقة سرية في3/4/2004 حول اتصال هاتفي دام أكثر من ساعة قبل غزو العراق بثلاثة أشهر، بين بوش والرئيس شيراك محاولا إقناعه بالدخول في الحرب على العراق أو الموافقة عليها· وأمام إصرار شيراك على الرفض، فاجأه بوش بقوله: علينا أن نتحرك قبل فوات الأوان لأن جيش يأجوج ومأجوج(رمز الشرور في الأرض) في صدد الانتهاء من تجهيزاته في بابل حيث سيهجم على"إسرائيل الكبرى"· ويضيف الصحفي الفرنسي: وهنا حدث ما يشبه الزلزال عند شيراك لأنه لم يسمع هذا الكلام من قبل، فاستدعى مستشاريه الذين اتصلوا بالمراجع الدينية في أوروبا، وأعطوه الجواب حول ما كان يقصده بوش حيث ورد في بعض الأساطير التي يعتقد بها بعض المسيحيين سيأتي يوم تعاد فيه حكاية سبي اليهود على يد نبوخذ نصر في بابل، وهذه الجيوش ستنطلق هذه المرة من بابل إلى "إسرائيل" لتدمر مشروع"إسرائيل الكبرى"· ويقول بوش: لا بد من التحرك للقضاء على الجيش(جيش يأجوج ومأجوج) قبل أن يتحرك· وهذا الجيش كما يراه بوش هو جيش العراق··(ربما لهذا السبب الواهي حل جيش العراق البطل)·
هل انتهت أسطورة الشيخ بوش عند هذا الحد؟ أم لا بد من إيجاد أسطورة أخرى للانقضاض على سوريا· وهذه المرة انقلبت الآية، فالعراق، كما في أسطورة بوش، الذي انطلق منه جيش يأجوج ومأجوج لمحاربة "إسرائيل" والذي، كما زعموا، له علاقة بالقاعدة، أصبح هذا الجيش قياسا على نظرية بوش، يتمثل بالعصابات الإرهابية ومجالسها الكثيرة التي تدافع عن الكيان الصهيوني ضد سوريا، وتحت ذريعة"الدكتاتورية" التي حفظناها عن ظهر قلب منذ غزو العراق وما قبله· إذا، فإن كل الحروب التي يشنها أعداء العروبة وعملاء الغرب ، ما هي إلا حماية للكيان الصهيوني ونهب ثروات الأمة· والدكتاتورية والديمقراطية لا علاقة لهما بهذه الحروب، لأن الغرب ذاته يساند دكتاتوريات بشعة، ويساند جيش يأجوج ومأجوج الذي انضوى تحت لواء الدول الاستعمارية· وهو لا يريد أن يرى إلا بعين واحدة، يرى ثروات هذه الدول" الدكتاتورية"، أما الديمقراطية فلتذهب إلى الجحيم·
المجد3/5/2012 الإثنين
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.