في كلمة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للعمال 1 مايو… المحفوظ:
الحكومة مسئولة عن تطبيق معايير العمل وفي رقبتها حق كل مفصول
العدلية – الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين
قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان المحفوظ في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للعمال الذي يصادف الأول من مايو/ أيار، إن «ممثلي الحكومة وخصوصاً وزارة العمل، مسئولون عن تطبيق واحترام معايير العمل الدولية وفي رقبتكم حق كل مفصول ومتعسف ضده في موقع عمله».
وأشار إلى أنه «في يوم العمال نوصل رسالتنا للجميع، أننا لن نتنازل عن حق عامل واحد وفينا عرق ينبض وقلب يتحرك، وندعو الحكومة لتفهم هذه الرسالة بوضوح وهي أن مرونتنا في الوسائل والأساليب لن تعني تنازلنا عن الحقوق والمبادئ، لكننا نقدر الظروف ونراعي الحساسيات ونتصرف بما توجبه علينا مسئوليتنا الوطنية والإنسانية في ظل ظروف متغيرة وتجاذبات مختلفة».
وأضاف «رسالتنا الأولى لكل عامل وعاملة من أبناء هذا الوطن العزيز أو من العمال المهاجرين، نقول لهم شكراً وتهنئة لكم لأنكم بعملكم بالعقل والساعد تجعلون حياتنا أكثر قابلية للاستمرار، وبكل حركة في مصنع أو مكتب تحركون عجلة الحياة لتمضي البلاد نحو مستقبلها أكثر رخاء وتقدماً وإنتاجية وازدهاراً، وهذا هو المعنى الحقيقي لعيد العمال العالمي. ونقول لكل العمال ثقوا في أننا معكم نحمل همومكم وندافع عن حقوقكم ونصون مكتسباتكم لا تأخذنا في ذلك لومة لائم، ولا نفرط في جزء يسير من هذه الحقوق، رائدنا في ذلك قائد هذا الوطن العزيز الذي لا يقبل إهدار حق عامل أيا كان موقعه أو عمله ورائدنا أيضا معايير حقوق الإنسان ومعايير منظمة العمل الدولية والدستور والقانون».
وتابع المحفوظ «أقول لمن لايزال منكم مفصولاً، اعتمدوا علينا في العمل معكم ومن أجلكم في سبيل الإنصاف والعدالة ولا نعدكم بالنتائج بل بالعمل والنضال من أجلكم وعدم التنازل عن إنصافكم، إذ جربتم وخبرتم التزامنا ونحن عليه بعون الله ثابتون. وأقول لمن عادوا اصفحوا عمن أساء لكم وابنوا مستقبلاً خالياً من الأحقاد والثارات، وكونوا أحرص وأكفأ وأكثر إبداعاً وإنتاجاً في عملكم ولوطنكم».
ووجه الأمين العام رسالته الثانية إلى الحكومة كشريك إنتاج ممثلة بوزارة العمل، قائلاً: «هذا يوم نحتفي فيه بالإنتاج والعمل عموماً لكل أطراف الانتاج وليس العمال وحدهم، فالله الله في الأمانة يا ممثلي الحكومة وخصوصاً وزارة العمل، فأنتم مسئولون عن تطبيق واحترام معايير العمل الدولية، وفي رقبتكم حق كل مفصول ومتعسف ضده في موقع عمله».
وأردف «بتعاوننا معكم أنجزنا الكثير وتبقى الكثير أيضا، فلايزال مئات المفصولين بعيدين عن مصدر رزقهم ومواقع عملهم، ومازلنا ننتظر الانتهاء من تطبيق الاتفاق الثلاثي كاملاً، وإغلاق ملف المفصولين إغلاقا كاملاً وعادلاً وشاملاً قبيل مؤتمر العمل الدولي، ومازلنا ننتظر تفعيل عمل اللجنة الثلاثية وانعقاد الاجتماع الثنائي الأسبوعي كما اتفق عليه والاجتماع الثلاثي أيضا على مستوى القيادات».
وقال المحفوظ: «نتطلع للعمل معاً للخروج من صندوق موضوع المفصولين إلى آفاق أخرى في العمل المشترك والحوار الاجتماعي والشراكة الاجتماعية، ولكن هذا مرهون بحل هذا الملف حلاً ناجزاً وخصوصاً على صعيد استكمال إرجاع من تبقى من القطاع الحكومي والشركات الحكومية وشبه الحكومية، وتسكين المرجعين على وظائف تحترم خبرتهم وكرامتهم ووضع حلول لمفصولي الشركات الخاصة المطلقة، والأهم وضع تصور لحل مشكلة أجور فترات الفصل والتوقيف التي تطال ما يفوق أربعة آلاف عامل وعاملة من مختلف الوظائف والقطاعات».
ووجه المحفوظ الرسالة الثالثة إلى أصحاب العمل قائلاً: «أنتم شريكنا الثاني في الانتاج، منعتنا ظروف خارجة عن الإرادة من الاحتفاء معكم في العام الماضي بعيد العمال العالمي، وبعون الله تعالى سنحتفي هذا العام بعد حصولنا على موافقة العاهل على الرعاية، ونسعى لأن يكون ذلك في 19 مايو، ونتطلع لتجاوبكم كما كنتم وأكثر باختيار مكرميكم لينالوا جوائز إبداعهم وإنتاجهم وتميزهم برعاية عاهل البلاد، وندعوكم وقد سعينا معكم للخروج من أزمة الفصل والتسريح التي نريد أن نتركها وراءنا كصفحة سوداء في تاريخ البحرين، أن تبادروا إلى تصحيح ما تبقى من الانتهاكات وخصوصاً في الشركات التجارية الخاصة التي لكم فيها دور وقرار أكبر من الشركات الحكومية، وهو دور ننتظر منكم بصدق وإخلاص أن تلعبوه وتعيدوا تأسيس علاقة العمل على قاعدة احترام حق العمل وحرية الرأي والتعبير والمساواة وعدم التمييز والكرامة الإنسانية ورص اللحمة الوطنية وتجبروا بالخواطر الكسيرة لعمالكم المظلومين وترجعوا لهم حقوقهم».
كما وجه رسالته الرابعة إلى النقابيين في كل موقع عمل بقوله: «حافظوا على وحدتكم فهي مصدر قوتكم، واحموا نقاباتكم وقواعدكم العمالية من التشرذم والضياع، ودافعوا عن استقلاليتكم ووحدة قراركم فدون الوحدة والاستقلالية لا قيمة لأي عمل نقابي على أن يكون ذلك كله في إطار الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وتعزيز الوحدة الوطنية والعمالية».
ووجه المحفوظ رسالته الأخيرة إلى المنظمات العمالية والشخصيات العمالية الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية والحقوقية المحلية والدولية، وخصوصاً منظمة العمل الدولية، والاتحاد الدولي للنقابات، والاتحاد الدولي للبناء والأخشاب، والاتحاد النقابي النرويجي، واتحاد عمال أميركا، ومركز التضامن العمالي، وجميع المنظمات المساندة والصحافة باللغتين العربية والانجليزية، قائلاً «شكرا لكم جميعا فقد كانت مساندتكم ودعمكم هو زادنا في طريقنا النضالي الطويل من أجل بحرين أكثر ازدهارا وعدالة وإنتاجية ورقياً وتقدماً، وقد خبرناكم في لحظات الانتهاكات المريرة ووجدنا فيكم العون القوي والنصير الثابت، وكان الإعلام الذي كشف حجم الانتهاكات والدعم الدولي الذي رافقنا في كفاحنا في أروقة منظمة العمل الدولية، سبباً لاشك فيه لتمكننا من الوصول إلى ما وصلنا إليه من حل أجزاء كبيرة من ملف الانتهاكات، وسنواصل اعتمادنا عليكم لأننا نثق في صداقتكم ودعمكم ونؤمن بأن معركة حقوق العمال هي معركة حقوق الإنسان سواء بسواء، وأن الرخاء والعدالة والعمل اللائق في عالمنا اليوم قضية مشتركة للإنسانية جمعاء وتحقيقها وانتصارها في أي مكان هو انتصار لها في كل مكان».
—————————————————————————
للعام الثاني على التوالي… «عيد العمال» بلا مسيرة عمالية
يحتفل البحرينيون في الأول من مايو/ أيار 2012 بمناسبة اليوم العالمي للعمال، ولكن من دون الخروج في مسيرة عمالية كما جرت عليه العادة من كل عام.
إلى ذلك، قال الأمين العام لنقابات عمال البحرين سيدسلمان المحفوظ ان «المعطيات الحالية في ظل المشكلة القائمة وقضية المفصولين تحتم على الاتحاد تأجيل تنظيم المسيرة لأن المرحلة الحالية تقتضي ذلك، مع الأخذ في الاعتبار المصلحة العامة للوطن، ويمكن أن تقام هذه المسيرة في فترات أخرى».
وأشار إلى أن «المسيرة ليست المحطة الأولى والأخيرة التي يعبر من خلالها الاتحاد لإيصال صوته، إذ هناك وسائل أخرى يستطيع الاتحاد من خلالها إيصال صوته ورسائله وموقفه، وخصوصاً أننا مقبلون على حفل لتكريم العاملين المجدين في الشركات والمؤسسات الأهلية تحت رعاية عاهل البلاد».
وعبر الأمين العام للاتحاد عن سعادته بأن احتفال يوم العمال العالمي سينظم ولو متأخرا عن موعده المعتاد بعد وصول موافقة عاهل البلاد على الرعاية، مؤكدا أن الاتحاد العام سيخاطب بالفعل الشركات والوزارات لترشيح مكرميها لتجاوز آثار الفترة الماضية وغلق ملف المفصولين بإرجاع من تبقى منهم ودفع رواتب الفصل، وتسكينهم على مواقعهم.
ودعا المحفوظ الجميع لاستلهام روح هذه المناسبة العزيزة على قلوب عمال العالم، لإحياء الحوار الاجتماعي عبر المنشآت وعلى المستوى الوطني وتنفيذ الاتفاق الثلاثي واستمرار عمل اللجنة الثلاثية وما اتفق عليه من عقد اجتماع عال ثنائي، وآخر ثلاثي الأطراف، قائلاً «سيصل وفد منظمة العمل الدولية قريبا، ونأمل أن نشهد نهاية حقيقية وفعلية لملف المفصولين المؤرق قبيل انعقاد مؤتمر منظمةالعمل الدولية خلال يونيو/ حزيران القادم».
يذكر أن مناسبة «عيد العمال» في العام 2011 لم تشهد مسيرة عمالية، وذلك بسبب حالة «السلامة الوطنية» المعلنة في البحرين والتي كانت تحظر خروج المسيرات والتجمعات.
صحيفة الوسط البحرينية