عندما ينام الحراس
السيد زهرة
هذا مقال أعجبني
المقال كتبه منذ يومين جريج ميتشيل، وهو كاتب امريكي معروف صدر له من قبل كتاب عن العراق وآخر كتبه بعنوان "لماذا فاز أوباما".
المقال بعنوان "عندما ينام الحراس.. نتعرض جميعا للسرقة". وبالحراس يعني الصحافة الأمريكية والقائمين عليها.
وجهة نظرالكاتب التي يطرحها في المقال تتلخص في ان مصداقية الصحافة الامريكية وما تحظى به من احترام لدى الرأي العام تلقت ضربة قاصمة سوف تؤثر عليها لسنوات طويلة قادمة.
اما سبب ذلك في تقديره، فهو ان الصحافة الأمريكية خذلت الشعب، وتقاعست عن لعب
دورها المفترض، في اكبر كارثتين حلتا بالبلاد، وهما العراق والأزمة الاقتصادية الحالية.
بالنسبة الى العراق، يقصد بالطبع الدور السلبي المدمر الذي لعبته الصحافة الامريكية عموما حينما روجت لمزاعم ادارة بوش حول ما اسمي بأسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي تم اتخاذها ذريعة لتبرير الغزو والاحتلال، وعجزت عبر مقالات محلليها وتغطياتها الصحفية عن ان تحذر من الكارثة التي يمكن ان تحل بأمريكا بسبب الاحتلال.
وبالنسبة للأزمة الاقتصادية، يقول الكاتب ان لسان حال عامة الناس في امريكا اليوم هو: لعنة الله على الصحافة.. لماذا لم تقم بتحذيرنا من هذه الأزمة الطاحنة في الوقت
المقال كتبه منذ يومين جريج ميتشيل، وهو كاتب امريكي معروف صدر له من قبل كتاب عن العراق وآخر كتبه بعنوان "لماذا فاز أوباما".
المقال بعنوان "عندما ينام الحراس.. نتعرض جميعا للسرقة". وبالحراس يعني الصحافة الأمريكية والقائمين عليها.
وجهة نظرالكاتب التي يطرحها في المقال تتلخص في ان مصداقية الصحافة الامريكية وما تحظى به من احترام لدى الرأي العام تلقت ضربة قاصمة سوف تؤثر عليها لسنوات طويلة قادمة.
اما سبب ذلك في تقديره، فهو ان الصحافة الأمريكية خذلت الشعب، وتقاعست عن لعب
دورها المفترض، في اكبر كارثتين حلتا بالبلاد، وهما العراق والأزمة الاقتصادية الحالية.
بالنسبة الى العراق، يقصد بالطبع الدور السلبي المدمر الذي لعبته الصحافة الامريكية عموما حينما روجت لمزاعم ادارة بوش حول ما اسمي بأسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي تم اتخاذها ذريعة لتبرير الغزو والاحتلال، وعجزت عبر مقالات محلليها وتغطياتها الصحفية عن ان تحذر من الكارثة التي يمكن ان تحل بأمريكا بسبب الاحتلال.
وبالنسبة للأزمة الاقتصادية، يقول الكاتب ان لسان حال عامة الناس في امريكا اليوم هو: لعنة الله على الصحافة.. لماذا لم تقم بتحذيرنا من هذه الأزمة الطاحنة في الوقت
المناسب؟
ويقول، وعن حق، انه ليس امرا غريبا ان تخطئ الصحافة او تسيء الحكم والتقدير ازاء تطورات او أحداث او قضايا معينة. ولكن ان يحدث هذا مع كوارث كبرى مثل هاتين الكارثتين، بما لذلك من تهديد للأمة وتأثيرات بعيدة المدى، فهذا ما لا يمكن ان يغفره الرأي العام للصحافة.
اذن، هذا هو المعنى الذي يقصده.
عندما يغيب دور الصحافة كأداة رقابة ومحاسبة وكشف مسبق للأخطاء وأوجه القصور الفادحة.. وعندما تعجز عن التحذير في الوقت المناسب من اخطار السياسات والممارسات الخاطئة، فإن الشعب كله يتعرض للسرقة، بالمعنى السياسي والاقتصادي، وتتعرض مصالح الأمة كلها للخطر.
بالطبع، هو يتحدث من منطلق ان الصحافة الأمريكية هي صحافة حرة، وانها يجب ان تستخدم هذه الحرية لا لخداع الناس وتضليلهم، او للتستر على الاخطاء وتبرير سياسات وممارسات من الممكن ان تكون مدمرة للمصالح العامة للدولة والشعب.
من العبث الى حد كبير محاولة تطبيق ما يقوله الكاتب على هذا النحو عن حال الصحافة العربية ودورها.
ففي اغلب الدول العربية، يغيب الشرط الأكبر والأول كي تلعب الصحافة دور "الحارس" لمصالح الشعب والدولة والأمة. نعني تغيب الحرية للصحافة.
ذلك انه في كثير من الدول العربية، ليس مطلوبا من الصحافة، ولا مسموحا لها ان تلعب هذا الدور اصلا. مطلوب منها على العكس ان تلعب دور "الحارس" لنظم الحكم، وأن تدافع عن سياساتها وممارساتها ايا كانت، حتى لو كانت تقود الدولة والأمة الى الهاوية. ولهذا، "الحرية" الممنوحة للصحافة في هذه الدول هي حرية مقيدة ومشروطة بلعب هذا الدور الذي يراد لها.
وعندما تحاول الصحافة التمرد على هذا الدور المرسوم لها، و"تستيقظ"، وتسعى الى لعب دور "الحارس فعلا" للدولة والشعب في مواجهة سياسات وممارسات كارثية، يجري لها ما نعرفه جميعا من قمع وقهر، ويتم اجبارها قسرا على العودة للاستغراق في النوم.
وهكذا "نتعرض جميعا للسرقة"، بتعبير الكاتب الأمريكي، في الوطن العربي.. تتم سرقة مصالحنا واحلامنا ومستقبلنا كله، في غيبة الحراس.
اذن، هذا هو المعنى الذي يقصده.
عندما يغيب دور الصحافة كأداة رقابة ومحاسبة وكشف مسبق للأخطاء وأوجه القصور الفادحة.. وعندما تعجز عن التحذير في الوقت المناسب من اخطار السياسات والممارسات الخاطئة، فإن الشعب كله يتعرض للسرقة، بالمعنى السياسي والاقتصادي، وتتعرض مصالح الأمة كلها للخطر.
بالطبع، هو يتحدث من منطلق ان الصحافة الأمريكية هي صحافة حرة، وانها يجب ان تستخدم هذه الحرية لا لخداع الناس وتضليلهم، او للتستر على الاخطاء وتبرير سياسات وممارسات من الممكن ان تكون مدمرة للمصالح العامة للدولة والشعب.
من العبث الى حد كبير محاولة تطبيق ما يقوله الكاتب على هذا النحو عن حال الصحافة العربية ودورها.
ففي اغلب الدول العربية، يغيب الشرط الأكبر والأول كي تلعب الصحافة دور "الحارس" لمصالح الشعب والدولة والأمة. نعني تغيب الحرية للصحافة.
ذلك انه في كثير من الدول العربية، ليس مطلوبا من الصحافة، ولا مسموحا لها ان تلعب هذا الدور اصلا. مطلوب منها على العكس ان تلعب دور "الحارس" لنظم الحكم، وأن تدافع عن سياساتها وممارساتها ايا كانت، حتى لو كانت تقود الدولة والأمة الى الهاوية. ولهذا، "الحرية" الممنوحة للصحافة في هذه الدول هي حرية مقيدة ومشروطة بلعب هذا الدور الذي يراد لها.
وعندما تحاول الصحافة التمرد على هذا الدور المرسوم لها، و"تستيقظ"، وتسعى الى لعب دور "الحارس فعلا" للدولة والشعب في مواجهة سياسات وممارسات كارثية، يجري لها ما نعرفه جميعا من قمع وقهر، ويتم اجبارها قسرا على العودة للاستغراق في النوم.
وهكذا "نتعرض جميعا للسرقة"، بتعبير الكاتب الأمريكي، في الوطن العربي.. تتم سرقة مصالحنا واحلامنا ومستقبلنا كله، في غيبة الحراس.