علي الصالح ومحاربوه
هاني الفردان
كشف الخطاب الذي بعثه رئيس اللجنة الوطنية المعنية بتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح، إلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يوم السبت والذي التمس فيه من العاهل إعفاءه من رئاسة اللجنة، حقيقة الحرب الطائفية التي تشنّ على كل من هم من نوع الصالح.
لا تستغرب ذلك، فقد سبق الهجومَ على الصالح هجومٌ على كلِّ مَنْ هُم مِنْ نوعه في أي منصب قيادي، وآخرهم رئيس مجلس إدارة شركة نفط البحرين (بابكو) فيصل المحروس الذي تقاعد، ووزير الطاقة عبدالحسين ميرزا وغيرهم.
كان خطاب الصالح ضربةً قويةً للطائفيين في بلدنا ورسالة واضحة لكل من يريد أن يقسم البلد لنصفين، ولكل من يريد أن يحقق المغانم في ظل الأزمة السياسية الخانقة التي تعصف بالبلد.
لماذا شنّ خطيبٌ يدّعي أنه حريص على البلد أكثر من غيره هجوماً على علي الصالح؟ لأن الصالح رئيس مجلس الشورى ورئيس اللجنة الوطنية، ولأن الصالح ليس من طائفته، ولأنه في نظره «خائن» و «طائفي». لأنه باختصار أراد إرجاع المفصولين لأعمالهم.
بيئة البلد قابلةٌ في الوقت الراهن لنمو هذا النوع من الكائنات التي ستعمل على الاستهداف، ومحاربة مَنْ يختلفون معهم، في ظل بحث نظام الدولة عمَّنْ يدعمه ويسانده ويقف إلى جانبه، حتى وإن علم بأن هؤلاء سيكونون غدداً مريضةً سيصعب استئصالها لاحقاً.
الصالح ليس معارضاً، ولا يميل للمعارضة، والجميع يعلم من هو الصالح، فهو من رموز الدولة، ومع ذلك لم يستحملوه، فحربهم ليست على المعارضين فقط، بل على كل من يمتلك قدرة وصلاحية ومسئولية، وهدفهم هو إزاحة كل من لا يرتضونه عن طريقهم ليضعوا من يسهل عليهم مآربهم ويحقق مكاسبهم.
الصالح رغم تاريخه الوطني الطويل، والذي لم يخرج فيه عن خط الدولة، كان واضحاً ومستعداً لأي لجنة تُشكَّل للتحقيق في كل ما قام به من أعمال، بدءاً من عضويته في المجلس التأسيسي العام 1973 إلى رئاسته لمجلس الشورى، مع تعهده بكشف ذمته وذمة أفراد عائلته المالية، وأن يضع تحت تصرفهم كل أوراقه وحساباته وحسابات أفراد عائلته، وأن يتحمل مسئولية أي تجاوزات صدرت عنه إن وجدت حتى ولو كانت صغيرة.
والسؤال: هل محاربوه، من خطباء وكتّاب قادرون على ذات الخطوة من الكشف عن ذممهم المالية؟ هذا هو السؤال الذي يتحداهم.
بعض التعليقات التي وردتني بهذا الخصوص عندما وضعت هذا السؤال على صفحتي بـ «تويتر» كانت تقول «سنكون قنوعين، عندما يكشفون فقط عن ذممهم المالية منذ بداية الأزمة السياسية في البحرين»!
الناس تعلم كيف استنفع كثيرون من وراء الأزمة، وكيف ربحت تجارتهم وزادت مدخراتهم، وغصت حساباتهم، حتى أصبحت سفراتهم الخارجية «على نفقة الدولة»، وهو الأمر الذي كشف عنه أصحابهم عندما بدأت الخلافات تدبّ بينهم
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3404 – الإثنين 02 يناير 2012م الموافق 08 صفر 1433هـ