المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي ضد سفن أسطول الحرية وشرفاء العالم على متنها، ليس لها إلا معنى واحد.. ان هذا الكيان المسمى بإسرائيل ليس في حقيقة الأمر سوى عصابة إرهابية لا مكان لها في العالم.. المفروض ألا يكون لها مكان في العالم.الذي فعله العدو لم يكن مجرد جريمة حرب دولية كاملة الأركان.. لم يكن مجرد إرهاب بشع ضد نشطاء شرفاء أرادوا التضامن مع شعب محاصر في غزة.. الذي فعله العدو كان اعتداء إرهابيا على العالم كله بالمعنى الحرفي للكلمة.700 ناشط أتوا على متن سفن الحرية ينتمون الى 50 دولة من دول العالم. هؤلاء يمثلون ضمير العالم وضمير البشرية بأسرها.. ضمير العالم والبشرية الذي يأبى الصمت في مواجهة إرهاب الحصار والإبادة اليومية الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.. ضمير العالم والبشرية الذي أبى إلا أن يضع هذه العصابة الإرهابية المجرمة موضع المساءلة والمحاكمة أمام العالم.ولهذا السبب بالضبط أقدم العدو الإرهابي على ارتكاب هذه المجزرة.. لم يرتكب المجزرة فقط ليمنع تضامنا أو عونا إنسانيا عن أهل غزة المحاصرين، وإنما قبل هذا خوفا ورعبا من ضمير العالم حين يصحو وحين يأبى الصمت.. العدو الإرهابي خشي أن يكون "أسطول الحرية" هذا بداية لسلسلة من الاحتجاجات العالمية تتوالى حتى تحاصره بالكامل وتضع وجود كيان الإرهاب الإسرائيلي نفسه موضع المحاكمة والمساءلة.. العدو ارتكب مجزرته البشعة كي تكون رادعا لكل الشرفاء في العالم كله.العالم الذي يقول إنه صدم من المجزرة يدفع كله ثمن التعامل مع كيان الإرهاب الإسرائيلي كما يتعامل مع دول العالم، وليس كما ينبغي التعامل معه ككيان لا شرعية لوجوده.العالم كله بهذه المجزرة، يدفع ثمن خضوعه الذليل لعصابة الإرهاب الإسرائيلي، وغض النظر عن كل ما ارتكبته من مذابح وجرائم، وثمن وضع هذا الكيان فوق القانون الدولي وفوق المساءلة الدولية.لا أحد في العالم كله من حقه ان يقول إنه فوجئ، أو إنه صدم بعد وقوع المجزرة الإرهابية. منذ ان تم إعلان الاستعدادات لإبحار أسطول الحرية، أعلن الكيان الإرهابي الإسرائيلي انه وضع الخطط لشن هجوم عسكري على سفن الأسطول، وانه لن يسمح لها أبدا بالوصول الى غزة، وانه سوف يعتقل كل الناشطين على متن هذه السفن.. العدو الإرهابي الإسرائيلي أعلن سلفا بعبارة أدق أنه سوف لن يتردد في ارتكاب جريمة حرب ضد هذه السفن ومن على متنها.ورغم هذا، لم يحرك أحد ساكنا. ولم يصدر أحد تحذيرا للعدو مما يعتزم الإقدام عليه لا في مجلس الأمن ولا في أي مكان.وكان المعنى واضحا.. إن هذه العصابة الإرهابية بمقدورها ان تمضي قدما لتفعل ما تشاء مع "أسطول الحرية" وانها مهما حدث لن يتعدى الأمر كالعادة بضعة بيانات شجب وإدانة، وسوف ينجو العدو بجريمته كالعادة.اليوم، بعد هذه المجزرة الإرهابية، العالم كله أمام حقائق عارية لم يعد بمقدور أحد أن يتهرب منها.الحقيقة الأولى كما قلنا أن هذا الكيان الإسرائيلي ما هو إلا عصابة إرهابية اغتصبت فلسطين.والحقيقة الثانية، أن هذه العصابة الإرهابية لا تغتصب فلسطين ولا ترتكب جرائم بحق شعبها وحسب، وإنما تمثل خطرا على العالم كله، وتهديدا له.والحقيقة الثالثة، أنه آن الأوان لأن يضع العالم شرعية وجود هذا الكيان الإسرائيلي موضع المساءلة الدولية.بعبارة أدق، آن الأوان لأن يعلن العالم هذا الكيان الإرهابي كيانا عنصريا إرهابيا منبوذا، كما سبق أن فعل العالم مع نظام جنوب افريقيا العنصري.آن الأوان لأن يتجه العالم الى طرد هذا الكيان من الأمم المتحدة، والى فرض المقاطعة العالمية الشاملة عليه.ان البعض قد يعتبر هذه الدعوات مواقف متطرفة. لكن حقيقة الأمر ان العالم لن يأمن خطر وتهديد هذه العصابة الإرهابية إلا إذا تبنى مثل هذه المواقف. وهل كان من الممكن ان يتخلص العالم من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لو لم يعلنه نظاما منبوذا ويفرض عليه المقاطعة الشاملة.أما شهداء سفن أسطول الحرية والجرحى وكل الشرفاء على متن هذه السفن، فيكفيهم فخرا أنهم يعبرون عن ضمير البشرية كلها.. ويكفيهم فخرا أن التاريخ سوف يسجل لهم أنهم بدمائهم وبشجاعتهم تقدموا بالعالم خطوة على طريق مسيرة طويلة.. مسيرة التخلص من النظام الذي تحكمه عصابة الإرهاب الإسرائيلي هذه