لقطة من فيديو تُبين لحظة سقوط الشاب محمود الجزيري بعد تعرضه لطلقة مسيل الدموع… وفي الإطار صورة للشاب المتوفى
أكدت أن رفض تسليمها الجثة بسبب نيتها تشييعه في «الديه»
وفاة المصاب محمود الجزيري… وعائلته: طلق مباشر أودى بحياته
توفي الشاب محمود عيسى محمد الجزيري (20 عاماً) من جزيرة النبيه صالح، نتيجة إصابته بكسر في الجمجمة، إثر إصابته بطلق مسيل للدموع في منطقة الرأس بالقرب من الأذن، بحسب عائلته.
وبينت عائلة الجزيري أنها تلقت «عند نحو الساعة الرابعة من فجر أمس (الجمعة) اتصالاً من مجمع السلمانية الطبي وعند الذهاب إلى المجمع أخبرونا أنه فارق الحياة، وبعدها انتقلنا إلى المشرحة، لنكتشف أن شهادة الوفاة كتب فيها أن سبب الوفاة هو الانزلاق».
وقالت العائلة عند إدخاله يوم الجمعة (15 فبراير/ شباط 2013) إن سبب إصابته «الانزلاق وليس طلقة بسبب الخوف من اعتقاله وخصوصاً أن أي شخص يدخل مجمع السلمانية الطبي يتم التحقيق معه قبل دخوله، فضلاً عن عدم امتلاكنا حينها معلومات عن السبب المباشرة لإصابته».
وذكرت العائلة أن «ملثمين نقلا محمود إلى المنزل وذلك في مساء يوم الخميس 14 فبراير وكانت في المنزل والدته، التي قامت بالاتصال بشقيقه». وتابعت «وكان محمود قد تلقى علاجاً أولياًَ حينها إلا أنه ظل يتأوه وبعد أن تدهورت حالته نقلناه إلى مستشفى ابن النفيس الذي رفض استقباله بسبب إصابته بسكلر حاد ونظراً لإصابته الشديدة».
وواصلت «حينها نقلناه إلى مجمع السلمانية الطبي وعند السؤال عن سبب الإصابة تم إبلاغهم أنه بسبب انزلاقه خوفاً من اعتقاله».
واستدركت العائلة «وأبلغت الضابط في مركز شرطة ميناء سلمان عصر اليوم نفسه وهو يوم الجمعة 15 فبراير أن ملثمين نقلاه إلى المنزل ولا نعرف تفاصيل إصابته، وبعد خروجنا من المركز اطلعنا على الفيديو الذي يبين إصابته من خلال طلق مباشر لمسيل الدموع».
وبشأن تسلم الجثمان، أوضحت العائلة أنها رفضت «تشريح الجثة لأن الضربة واضحة، ورفضنا التوقيع على شهادة الوفاة لأنها لا تحتوي على السبب الحقيقي للوفاة والواضح بالفيديو هو إصابته بطلقة في الرأس … ووقعنا على تسلم الجثة وعندما أردنا تسليمنا وتشييعه في منطقة الديه تم رفض تسلمينا إياها بسبب أن التشييع سيكون في منطقة الديه التي تربينا فيها وعشنا فيها سنوات»، وختمت بالقول: «إن الطبيب المعالج أكد لشقيقه أنه بسبب قوة الضربة وشدتها تقطعت بعض الشرايين في الدماغ وأتلفت بعض الخلايا»، وشدد على أنه «لا حل إليها».
وكانت «الوسط» قد نقلت في خبر نشرته بتاريخ 16 فبراير/ شباط 2013 قول العائلة إنها نقلته «إلى مجمع السلمانية الطبي وهو فاقد للوعي، وأخبرنا الطبيب المختص (آسيوي الجنسية) أن حالة ابننا خطيرة للغاية، لأنه يعاني من نزيف داخلي بسبب الكسر الذي تعرضت له الجمجمة، وقد تكتل الدم في منطقة المخ الأمر الذي أدى إلى تعرضه إلى نوبة تقيؤ بعد فترة بسيطة من تعرضه للإصابة»، مستدركة «إلا أن الطبيب عاد وأبلغنا في وقت لاحق، أنه تمت السيطرة على النزيف، حيث أجريت لمحمود عملية جراحية في موضع الإصابة، كما أبلغنا الطبيب أن الدماغ لم يتأثر وأن حالة ابننا استقرت إلى حد ما».
وأضافت «غير أن الطبيب أكد عدم قدرته على الحكم الأكيد على وضع الإصابة قبل مرور 48 ساعة، وهي المدة التي يجب أن يقضيها المصاب في وضعية التخدير الكلي».
من جهته، أشار الأمين العام لجمعية الوفاق إلى أن «الشهيد محمود الجزيري أصيب في يوم 14 فبراير/ شباط الماضي والصورة واضحة بأن محمود مع مجموعة من الفتية يرمون الحجارة ولم يكن في أيديهم «مولوتوف» أو أسلحة قابلة لإلحاق الأذى الذي يبرر إطلاق الرصاص أو مسيلات الدموع كرصاص أدت إلى كسر جمجمة محمود من مسافة قريبة»، مؤكداً أن «هناك فرقاً كبيراً بين تفريق وبين قصد الجزء الأعلى من الجسم، صور سقوط محمود هي الصور التي تدينها المنظمات العالمية، وهي استخدام القوة المفرطة وغير الضرورية والإلزامية تجاه المتظاهرين».
وتابع أن «لا مبرر لإطلاق السلاح الناري على حسين الجزيري أو محمود الجزيري، وكان بيد حسين الجزيري علم لم تكن في يده حجر أو مولوتوف».
وواصل «ان استخدم القوة المفرطة في ذلك اليوم في الديه والعديد من مناطق البحرين المختلفة أدى إلى استشهاد الفتى حسين الجزيري، واليوم أيضاً التحق الشهيد محمود الجزيري وكذلك لدينا مصاب من كرزكان ولدينا غيرهم من المصابين بعضهم تجاوزوا حالة الخطر وبعضهم مازال ولم يستخدموا العنف».
وكان مقطع مصور نشرته شبكة النبيه صالح الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر سقوط الشاب محمود عيسى على الأرض بعد تعرضه لإصابة مباشرة بعبوة مسيلة للدموع من مسافة قريبة، وذلك عصر الخميس (14 فبراير/ شباط 2013)، حيث كانت المنطقة تشهد فعاليات احتجاجية بمناسبة مرور الذكرى الثانية على انطلاق الاحتجاجات الشعبية في البلاد في الـ 14 من فبراير/ شباط 2011.
إلى ذلك، أفادت جمعية الوفاق بأن «عدداً من المسيرات السلمية خرجت يوم أمس (الجمعة) على إثر خبر استشهاد محمود الجزيري لكن قوات الأمن فرقتها … ما أدى إلى إصابة عدد كبير من المشاركين في المسيرات»، لافتة إلى أن «قوات الأمن استخدمت مسيلات الدموع بشكل مفرط، فضلاً عن سلاح الشوزن المحرم دولياً والقنابل الصوتية لتفريق الاحتجاجات التي شهدتها المناطق والقرى».
».







