مخالفات ومشادات كلامية بين مواطنين وسائقين و«المرور» بسبب أزمة الشاحنات
شهد التقاطع العلوي للجسر المطل على بوابة العبور نحو جسر الملك فهد خلال الأسبوع الماضي تسجيل مخالفات مرورية، وحدوث مشادات كلامية بين مواطنين وسائقي شاحنات ودوريات مرورية؛ وذلك بسبب تحرير الأخيرة مخالفة بحق بعض سائقي الشاحنات، وكذلك مواطنين حاولوا التخلص من الاختناق المروري، إلى جانب تجاذب بعض سائقي السيارات الخاصة مع المقطورات.
واستمر توقف الشاحنات والمقطورات الكبيرة في الشوارع الرئيسية المؤدية لجسر الملك فهد لساعات، وكان أكثر المواقع تضرراً هو التقاطع العلوي القريب من بوابة العبور.
ولجأت الإدارة العامة للمرور إلى توفير دوريات مرورية بصورة دائمة عند التقاطعات، وعلى الشوارع المؤدية لجسر الملك فهد لتنظيم عملية تفويج الشاحنات، وتشغيل الإشارات الضوئية، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً باعتبار أن العدد الكبير من الشاحنات خلال أوقات الذروة تبقى متوقفة ضمن طوابير طويلة على الطريق السريع (عيسى بن سلمان)، وكذلك الطريق الآخر المؤدي إلى الجنبية وسار وشارع البديع؛ بسبب بطء دخولها للجسر.
وشهدت التقاطعات المرورية فوق الجسر المحاذي لبوابة العبور أزمة مرورية يومية، ما اضطر بالدوريات المرورية إلى إغلاق بعض المسارات على الشاحنات، وكذلك السيارات الخاصة لتفادي عدم قطعها الشارع بالكامل مع توقف سير الطابور،فيما سعت خلال أوقات أخرى إلى إرغام الشاحنات على سلك مسار آخر ضمن دائرة مرور أكبر لتسهيل حركة السير.
ومن جانبه، قال رئيس جمعية أصحاب مؤسسات النقل والمعدات الثقيلة والمواصلات العامة البحرينية أحمد ضيف: «إن سائقي الشاحنات بمنطقتي سار والجنبية يسجل بحقهم عدد كبير من المخالفات المرورية من جانب إدارة العامة للمرور ممثلة في دورياتها الميدانية، مع العلم أنهم ليسوا سبباً للمشكلة، وإنما إجراءات غرفة العمليات بالجسر هي التي تجبر الشاحنات على الانتظار لساعات وأيام حتى يسمح لها بدخول الجسر. وهذا الإجراء سبب خسائر إضافية إلى أصحاب مؤسسات النقل ومعاناة لسائقي المقطورات، علاوة على عملية التدوير والانتظار في منطقة ثم أخرى بأوامر من مراقبة الجسر والإدارة العامة للمرور، ما تسبب في وقوع حوادث مرورية خطيرة ومميتة، وشلل في الحركة المرورية في منطقة الجسر والمواقع القريبة منه».
وأضاف ضيف: «نبهنا سابقاً إلى هذا الموضوع، لكن للأسف لم يتم حتى الآن التعامل مع هذه المشكلة رغم حجمها، والاكتفاء بمنح المخالفات المرورية على سائقي الشاحنات، وبما أن وزارة الداخلي هي الجهة المسئولية، فإننا نطالب الوزير الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بوضح حل لمشكلة المخالفات المرورية التي نعتبرها غير قانونية، ومراعاة الوضع الاقتصادي لأصحاب مؤسسات النقل والمواصلات».
وزاد رئيس الجمعية على قوله: «حدثت قبل نحو يومين مشادة كلامية تسببت في زحام مروري كبير على الجسر المطل على بوابة العبور نحو جسر الملك فهد، وذلك بين إحدى الدوريات المرورية ومقيمة أجنبية، وذلك بعد أن منعت من العبور عبر أحد الشوارع أعلى الجسر، الذي سبق وأن أغلق لعدم مرور الشاحنات خلاله رغبة في تكبير حجم الدائرة لتقليص حجم الازدحام، الأمر الذي أثار حفيظتها، لاسيما مع تحرير مخالفة بحقها».
وأوضح ضيف أن «الأمر في المنطقة المحيطة ببوابة العبور للجسر فوضى بمعنى الكلمة، وكل الجهات المسئولة تتقاذف المسئولية ولا أحد يتحمل عبء التنسيق مع الطرف الآخر، في الوقت الذي أصبح فيه المواطن علاوة على سائقي الشاحنات هم الضحية مع نقل الأزمة لداخل الأحياء السكنية في منطقتي سار والجنبية».
وبيّن رئيس الجمعية: «مؤسسات النقل وأصحاب المصانع والمستثمرون في انتظار إيضاح من وزارة الداخلية، ممثلة في شئون الجمارك والإدارة العامة للمرور، عن خطة متكاملة لإدارة هذه المشكلة، وعدم الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية فقط، فالأمر تعدى أن يكون تأخر عبور شاحنات، وأصبح اليوم مشكلة مرورية تتعلق بالمواطنين القاطنين بمحيط الجسر، بل بلغ الأمر إلى وقوع حوادث خطيرة ومشاداة يومية مع رجال المرور، الذين يسعون لتنظيم حركة السير دون فائدة».
واستعرض ضيف بعض المخالفات المرورية المسجلة بحق بعض الشاحنات، وبيّن أنها «أثبتت على السائقين بتصنيف (تعمد عرقلة السير)، بالرغم من وجود موعد لدخول الجسر في نفس وقت المخالفة ويومها»، مشيراً إلى أن «هناك العشرات مثل هذه المخالفات بسبب ضياع التنسيق والمسئولية بين كل الأطراف المعنية بمشكلة تكدّس الشاحنات على الجسر».
وفي المقابل، جدد مواطنون ومقيمون من منطقتي سار والجنبية، وكذلك مناطق أخرى تقع بغرب شارع البديع، شكواهم من الاختناقات المرورية خلال أوقات الذروة تحديداً، مطالبين بإيجاد حل جذري للمشكلة عوضاً عن إخفائها بنقل الشاحنات إلى مساحات مفتوحة بداخل المناطق السكنية، والتصوير للرأي العام بأن الأزمة انتهت.
وقال المواطن عبدالله الحداد، من سكنة منطقة الجنبية: «إن الأمر أصبح أكثر خطورة وتأزيماً عن ما كان عليه حين قررت إحدى الجهات الحكومية نقل الشاحنات قيد الانتظار لساحة في منطقة الجنبية، وذلك من جانبين، الأول يتمثل في استحداث أزمة مرورية جديدة، علاوة على التي كانت موجودة على طوال الشارع السريع انطلاقاً من بوابة العبور، وربط المواطنين بتداعياتها. والثاني إمكانية حدوث الكثير من الحوادث الخطيرة بحق الأطفال وغيرهم من سائقي السيارات الخاصة الصغيرة بسبب مزاحمة المقطورات الضخمة الطرق والشوارع الفرعية الضيقة بداخل المناطق السكنية».
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3862 – الخميس 04 أبريل 2013م الموافق 23 جمادى الأولى 1434هـ