طليعة لبنان:
لأوسع تحرك شعبي وسياسي دعماً لثورة العراق الوطنية
تعقيباً على الأحداث الجارية في العراق أصدرت
القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان الآتي:
مرة جديدة يفصح شعب العراق البطل عن مخزونه الثوري، الذي تفجر مقاومة شاملة ضد المحتل الأميركي الذي انسحب ذليلاً، وها هو اليوم يطلق ثورته الشاملة ضد إفرازات الاحتلال وكل العابثيين بأمن العراق الوطني، والناهبين لخيراته، والساعين لجعله ملحقاً بالقضاء السياسي الإيراني.
إن الثورة الشاملة، التي انطلقت حراكاً شعبياً منذ سنة ونصف، واستحضرت في تحركها كل عناوين المسألة الوطنية لجهة التأكيد على وحدة العراق وعروبته وحريته تستعيد وهجها في تحرير العديد من المحافظات والمدن من هيمنة النظام الميليشاوي الذي مارس كل أشكال القمع بحق أبناء العراق الشرفاء، وربط العراق بمسرح العمليات الأمنية والسياسية للنظام الإيراني لأجل توظيف معطى ساحة العراق في تنفيذ أجندته السياسية حيال هذا القطر الأصيل في عروبته وحيال العمق القومي العربي.
إن حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الذي أكبر ويكبر في شعب العراق تصديه لكل أشكال العدوان التي تعرض لها ومقاومته للاحتلال الأميركي، يكبر اليوم ثورته التي أطلقها ثوار العشائر بدءاً من الأنبار ومروراً بكل مناطق العراق ومحافظاته، ويشدد على أهمية هذا الإنجاز الذي تحقق، والذي ثبت من خلاله أن جماهير العراق التي هتفت للثورة والثوار، لا يمكن أن تسكت على ضيم، وهي لن تستكين إلا بعد إسقاط كل إفرازات الاحتلال وإعادة توحيد البلد على الأسس الوطنية والديموقراطية وبما يجعل العراق سداً منيعاً أمام كل من تراوده نفسه التدخل في الشؤون العراقية.
إن ثورة العراق المنطلقة من غربه وشماله وشرقه، والمتفاعلة معطياتها الإيجابية في وسطه وجنوبه وعاصمته بغداد هي ثورة كل الذين عانوا الظلم والاضطهاد من الاحتلال المباشر وغير المباشر، وهي ثورة الأحرار ضد الهيمنة والاستغلال، وهي ثورة التوحيد الوطني ضد كل أشكال التقسيم المناطقي والطائفي، وهي ثورة الديموقراطية ضد التسلط والاستبداد، وهي ثورة العدالة الاجتماعية ضد الفساد والإفساد والرشوة. ولهذا فإن واجب حماية هذه الثورة، إنما هو واجب كل الحريصين على تحرير العراق وإعادة توحيده، وإن على الجماهير العربية، الذي كان العراق في ظل نظامه الوطني الحضن الدافئ لكل قضاياها المحقة والعادلة وفي الطليعة قضية فلسطين أن تنتصر لقضية العراق انتصاراً لنفسها.
إن ثورة العراق المنطلقة تحت عنوان المسألة الوطنية، هي ثورة وطنية الحدود، قومية الأبعاد، ديموقراطية المضمون، وان الصاق صفة الإرهاب بها، فلاجل تشويه صورتها واستنفار أوسع حملة تحريض ضدها لضربها. وليس أدل على ذلك، سوى الاستنفار الأميركي للتدخل العسكري، والتحضيرات الإيرانية لغزو العراق تحت حجة التصدي للإرهاب.
من هنا، فإن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، تدعو كل القوى الخيرة في الأمة العربية والعالم إلى رفع الصوت عالياً وإطلاق أوسع تحرك شعبي وسياسي ضد أي عمل عدواني ستقوم به أميركا وضد أي شكل من أشكال التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية ومن يريد أن يقف على حقيقة الوضع العراقي عليه أن يقاربه بموضوعية، للوقوف على مدى الاحتضان الشعبي لثورة العراق القائمة، وللمسؤولية الوطنية العالية التي تدار فيها شؤون المناطق التي تحررت من هيمنة النظام الميليشاوي الطائفي.
تحية لشعب العراق وثورته الملتهبة،
تحية لعشائر العراق التي شكلت حاضناً للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الأميركي، وهي اليوم تشكل مادة الثورة الأساسية.
تحية لشهداء العراق الذين سقطوا ويسقطون وهم يواجهون الاحتلال بكافة أشكاله وأطرافه وأجهزة القمع والاستبداد والنهب.
والنصر لن يكون إلا حليف الشعوب المكافحة والمدافعة عن حقها بالحرية والعيش الكريم.
القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في 13/6/2014