دانت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي العملية الإجرامية ضد الرعايا المصريين في ليبيا. واعتبرت هذا العمل الإرهابي نتيجة للانكشاف الوطني واستفحال التدخل الدولي والإقليمي في الشؤون العربية.
جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية هذا نصه:
إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إذ تدين بشدة الجريمة التي نفذتها قوى إجرامية تمارس الإرهاب المنظم، ترى بأن هذا العملية التي أودت بحياة مدنيين يكافحون لتحصيل لقمة عيشهم، ما كانت لتحصل لولا الانكشاف السياسي والوطني الذي تعيشه ليبيا كما أقطار عربية أخرى.
إن هذه العملية التي هزت الوجدان الإنساني، هي واحدة من مشهديات الجرائم التي تنفذ في العراق وسوريا وكل قطر عربي باتت ساحته مسرحاً لكل أشكال التدخل الدولي والإقليمي الذي يعبث بالأمن المجتمعي للأمة العربية التي يتعرض أمنها القومي للاختراق والتخريب من الداخل والمداخل.
وإذا كانت قد ارتفعت الأصوات لإدانة هذه الجريمة، فإن جرائم إرهابية أخرى ترتكبها قوى دولية وسلطوية وقوى مذهبية طائفية في أكثر من ساحة عربية ويجري التعتيم عليها وتجاهلها ولا يتم وضعها في سياق تهديد الأمن الوطني للعديد من المكونات الوطنية العربية.
وعليه فإن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إذ تضع هذه الجريمة في مصاف الجرائم ضد الإنسانية، ترى بأن الرد عليها لا يكون عبر الرد الثأري إرضاء للمزاج الشعبي العام، بل بالرد السياسي الشامل، الذي يضع كل سلوكيات القوى الطائفية والمذهبية على اختلاف مصادر إرضاعها الفكري والسياسي في سلة واحدة، واعتبار سلوكها الإرهابي الإجرامي إنما يبرر بعضه البعض ويتكامل بكل نتائجه وأن الحلول السياسية على قاعدة البرامج الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب هي التي تحقق الامتلاء السياسي الوطني وتدفع مشاريع التفتت المذهبي والطائفي المحمولة على رافعات التدخل الإقليمي والدولي إلى الانكفاء.
وإذا كان هذا الذي جرى في ليبيا، قد حصل نظراً لانفلات قوى التكفير الديني والسياسي من عقالها، وارتكاب جريمتها النكراء، فإن هذه الجريمة وعلى فظاعتها تبقى دون الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق العراق وتتوالى فصولها، منذ استباح التحالف الدولي الإقليمي أرضه وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبه.
إن الذي حصل في ليبيا، وما يحصل في سوريا واليمن ومصر وغيرها من الأقطار العربية إنما هو نتيجة لما تعرض له العراق، وأن هذا المشروع الخطير الذي يهدد الأمة العربية لا يمكن وأده إلا إذ وئد في العراق وعليه فإن الانتصار للمشروع الوطني الذي تحمل لواءه القوى الوطنية العراقية التي قاومت الاحتلال الأميركي وتقاوم اليوم الاجتياح الإيراني العسكري والسياسي والقوى المذهبية والطائفية على اختلاف مصادر إرضاعها الفكري والمادي هو نقطة الانطلاق لإسقاط مشاريع الإرهاب السياسي والتكفيرالديني والتي لم تكن مجزرة ليبيا إلا واحدة من مشهدياتها.
القيادة القطرية
لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في 18/2/2015