صفعوني على وجهي وزحفت على الأرض
الطبيبة حنين تروي لـ «الوسط» بعض تفاصيل ما حدث في «سترة»:
السلمانية -علي الموسوي
روت الطبيبة حنين البوسطة لـ «الوسط»، تفاصيل اعتراض 4 سيارات تابعة لقوات مكافحة الشغب طريق الطاقم الطبي عندما كانوا في سيارة إسعاف متوجهة لإسعاف جرحى ومصابين في سترة.
وذكرت أنها خرجت مع سيارة إسعاف بطاقم طبي متكامل عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، ولم يعودوا إلى مجمع السلمانية الطبي إلا عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، بواسطة سيارات خاصة، إذ فجرت قوات مكافحة الشغب جميع إطارات سيارة الإسعاف.
وقالت البوسطة إنها مع مسعفين وممرضين كانوا يحاولون انتشال أكبر عدد من الجرحى الذين سقطوا في سترة بالقرب من مركز سترة الصحي، موضحة «توقفنا بجانب الشارع عندما طلبت منا امرأة في سيارتها أن نسعف مصابَين، الأول مصاب برصاص الشوزن، والآخر مضروب على يده وظهره، وهما كانا في منزلها، وبعد أن وصلنا إلى المنزل، بقينا فيه محاصرين من قبل قوات مكافحة الشغب».
وتابعت الطبيبة «بعد أن شعرنا بقليل من الأمان خرجنا من المنزل، وركبنا مع شخصين من سترة، وفجأة تلقيا اتصالاً بأن هناك 4 جرحى آخرين، الأول مصاب بالشوزن في وجهه بالكامل وحتى عينيه، والثاني مصاب في رجله اليسرى، والثالث مصاب بكسر في ركبته اليسرى، أما الرابع فمصاب بالشوزن في الرأس وأسفل ظهره».
وتابعت «اتصلنا بعد ذلك بسيارة إسعاف أخرى وجاءت لنا عند باب المنزل الثاني الذي ذهبنا له، أركبنا المرضى في سيارة الإسعاف وكانت الطائرة تراقب المنطقة، بعدها لاحقتنا 4 سيارات مكافحة شغب، وضربوا على سيارة الإسعاف الرصاص المطاطي، إلى أن حاصرونا من جميع الاتجاهات واضطررنا إلى الوقوف في الشارع».
وأضافت «أنا أول واحدة نزلت من السيارة، وإذا بالضابط يصفعني على وجهي، وركلني برجله، وطلب مني أن أزحف في الشارع، وكذلك ضربوا المسعفين الذين كانوا معي، بعد أن وصلت إلى جنب جدار وقال لي الضابط ابقي في مكانك ولا تتحركي».
وأردفت «ربطوا أيادي 3 من المسعفين والسائق، وفجروا إطارات السيارات بواسطة المسدسات التي كانوا يحملونها، وعادوا لي مرة يستجوبوني ويسألوني عن سبب تواجدي في المنطقة، فأجبتهم بأنني طبيبة وجئت لأعالج الجرحى، ولا يهمني من هم ولا إلى أية جنسية أو ديانة ينتمون».
واستطردت الطبيبة حنين أن «الضابط يطلب من قوات مكافحة الشغب عدم الاعتداء عليّ، إلا أنهم لا يستجيبون لطلبه، إلى أن بدأوا بالانسحاب عنّا، بعدها ذهبت إلى سيارة الإسعاف وأخذت منها مقصاً وقطعت الحبال التي ربطوا بها المسعفين».
وواصلت الطبيبة في عرضها لما واجهوه وهم يؤدون واجبهم الإنساني «بعد ذلك توجهنا إلى بيوت سترة، وطرقنا أبواب عدة منازل، إلا أنهم لم يفتحوا لنا الأبواب من الخوف، إلى أن ذهبنا إلى منزل يقع في ممر ضيق، ودخلنا فيه، وبقينا في هذا المنزل ومعنا أحد المسعفين مصاب في رأسه».
وذكرت أيضاً «كنا نحاول علاج المسعف، وعلى أقل تقدير أن نعطيه السائل المغذي، إلا أن المغذي في سيارة الإسعاف، فطلبنا من أحد الشباب الذهاب لسيارة الإسعاف وجلب كيس مغذي، وعندما خرج من المنزل كانت هناك طائرة مروحية تراقب الوضع، وكلما اقترب الشاب من السيارة كان هناك شخص يطلق الرصاص عليه، ولا نعرف من أي اتجاه، إلى أن جلب لنا المغذي، إلا أن المسعف رفض أن نعطيه إياه، على رغم أنه كان يتألم».
وأضافت «بعد كل هذا عدنا في سيارات خاصة إلى مجمع السلمانية الطبي عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، أي بعد قرابة 7 ساعات من وقت خروجنا، وكنا نلاحظ أن قوات مكافحة الشغب والشرطة تمنع وصول أية سيارة إسعاف إلى منطقة سترة».
طاقم مسعفين توجه إلى سترة: رأينا الموت بأعيننا…
أكد أحد طواقم الإسعاف التي توجهت إلى سترة لنقل الجرحى إلى مجمع السلمانية الطبي، أنهم تعرضوا للتهديد والإهانة.
وقالوا في نقلهم لمجريات ما تعرضوا له لـ»الوسط»: «رأينا الموت بأعيننا، ولم نصدق أننا سننجو بحياتنا»، وخصوصاً بعد أن تم إجبارهم أثناء وصولهم إلى سترة على الانبطاح على الأرض مع تقييد أيديهم، وإشهار الأسلحة على رؤوسهم.
وأكدت الممرضة المرافقة للطاقم الصحي: «حاولت استعطاف رجال الأمن، وسألتهم إن كانوا يرضون ذلك على بناتهم وأمهاتهم، وأكدت لهم أننا لم نأت إلا لإنقاذ المصابين والجرحى».
وتابعت: «لم يسمحوا لنا بمغادرة المكان إلا بعد اشتراط علاجنا لأحد عناصرهم المصاب بجرح في يده، وحاولنا التأكيد لهم على أننا نعالج الجميع، بغض النظر عن جنسياتهم وفئاتهم، لأننا أقسمنا على تقديم العلاج لكل مريض، وبالفعل قمنا بتقديم المعالجة له، ومن ثم تم السماح لنا بنقل جريح كان ملقى على الأرض، وكانت رجله مهشمة تماماً».
فيما أكد الطبيب المرافق، أن أحد عناصر الأمن قام بخنق رقبته بالسماعة الطبية في محاولة لتهديده، وذلك قبل وصولهم إلى مجمع السلمانية