التهجم على الاسلام أصبح بضاعة كثير من السفهاء والتافهين في الغرب الباحثين عن الشهرة وعن دور، يساعدهم في هذا المناخ العام الكاره للاسلام والمسلمين.
آخر هؤلاء، ذلك الهولندي، من اصل ايراني، المدعو احسان جامي، الذي اعد وعرض منذ ايام فيلما قصيرا عنوانه "مقابلة مع محمد" يسيء الى الاسلام، والى معتقدات ومشاعر المسلمين. ويكفي استفزازا ان ممثلا ملثما يقوم بتجسيد دور الرسول الكريم.
واحسان جامي هذا شاب تافه، عمره 22 عاما، اسس منذ سنوات ما اسمي "حركة المسلمين السابقين" أي المرتدين عن الاسلام في هولندا. وما جاء بالفيلم كلام سخيف لا يستحق حتى ان نشير اليه.
لكن الامر الذي لا يقل سخفا واستفزازا من الفيلم ما فعله وما قاله وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجن.
قال انه اجتمع مع سفراء الدول الاسلامية وبحث معهم مسألة الفيلم. ودعا الدول الاسلامية الى العمل على الا يؤدي عرض الفيلم الى أي اعمال عنف ضد المواطنين الهولنديين او الشركات الهولندية. واضاف ان حكومات الدول الاسلامية تتحمل مسئولية منع هذه الاعمال.
ماذا يعنى هذا الذي قاله وزير خارجية هولندا؟
معناه ان حكومته تعلم ان الفيلم ينطوي على اساءة الى الاسلام والمسلمين، وتعلم ان عرضه سوف يستفز بالضرورة مشاعر المسلمين. ومع هذا، فهو يحذر الحكومات الاسلامية من أي أعمال تستهدف اهدافا هولندية، ويحملها مسئولية منعها.
معناه بعبارة اخرى، انه يقول للمسلمين، اقبلوا هذه الاهانة الى الاسلام والى الرسول وإليكم، ولا تفعلوا شيئا او تحركوا ساكنا، والا فالحكومات الاسلامية سوف تتحمل المسئولية.
هذه صفاقة بأخف التعبيرات.
وبالمناسبة، في نفس اليوم الذي قال فيه الوزير الهولندي هذا الكلام الصفيق، كان السياسي الهولندي المدعو جيرت فيلدرز الذي سبق وعرض فيلما آخر يتهجم على القرآن الكريم هو فيلم "فتنة"، يعلن انه سيقوم بجولة يزور فيها بريطانيا وفرنسا واسرائيل لعرض الفيلم، وللدعوة الى تشكيل ما اسماه بـ "تحالف دولي لمعاداة الاسلمة".
نعلم ان مثل هذه الافلام التافهة، وكل مظاهر الحرب المعلنة على الاسلام سياسيا واعلاميا في الغرب، لن تنال لا من القرآن الكريم ولا من الرسول الاعظم ولا من الاسلام.
لكن القضية هنا هي، لماذا يتجرأ هؤلاء على الاساءة الى الاسلام والمسلمين بهذا السفور؟.. ما السبب الذي يجعل مثل هذا الوزير الهولندي يخاطب الحكومات الاسلامية بهذه الصفاقة؟
كما نقول باستمرار، السبب الاساسي هو ان الحكومات الاسلامية تتراخى في الاقدام على الرد الواجب على هؤلاء وفي اتخاذ الخطوات اللازمة في مواجهة هذه الحملة.
والمنطق الذي يجب ان تواجه به الحكومات الاسلامية هذه الحملة بسيط.. هم يقولون باستمرار ان السماح بعرض مثل هذه الافلام وبكل صور الاساءة الى الاسلام والمسلمين في اعلامهم، هو من دواعي ومقتضيات الحرية. وببساطة، يجب ان يقال لهم: اذا كانت هذه حرية، فنحن ايضا احرار في ان نرد بالطريقة التي نراها مناسبة على اهاناتكم الى الاسلام والمسلمين.. نحن احرار مثلا في ان نقاطع شركاتكم والا نستورد منتجاتكم.
والمسألة بالطبع ليست ان يقال لهم هذا الكلام فقط، وانما يتم تنفيذ هذا عمليا.
لو فعلت الحكومات الاسلامية هذا، لما تجرأوا مرة اخرى على السماح بهذه الاهانات، ولما تجرأ مثل هذا الوزير الهولندي على ان يتحدث بمثل هذه الصفاقة.