صباح العام الجديد صباح البعث في كل يوم
في الأول من كانون الثاني من العام 2016
حسن خليل غريب
صباح العام الجديد
صباح البعث في كل يوم
صباح البعثيين يا أبهى صباح
صباح القومية والقوميين، صباح العروبة والعروبيين.
صباح الملتزمين بقضايا أمتهم، بل حلُّوا فيها، وحلَّت بهم، فأصبحوا هي، وأصبحت هم.
وهكذا تتواصل لياليهم وصباحاتهم وهم يهجدون باسمها، ويناضلون من أجلها.
وهكذا تتواصل العروبة بهم، فأصبحوا ليلها وظهرها ومساءها، وأصبحت قوتهم فيتغذون منها، ويرضعون حبها بعثي عن بعثي.
فالعروبة والبعثيون كالماء والتراب، إذا التقيا تحولا إلى طين، وحين يتعرَّض الطين إلى حرارة الشمس، يتحول إلى صخرة من الصوان. فالبعث صوان هو، تتكسر الرؤوس عليه وعبثاً يتكسَّر. تثبت التجارب أن الكثير من الرؤوس قد تحطمت على صخرة البعث حيثما حلَّ واستقر.
وكما الإنسان جُبل من تراب وماء، هكذا جُبل البعثيون مع العروبة. وُلدا معاً، ولن ينفصلا، وسوف يظلان عصاة على الموت.
العروبة ليست عيباً في البعث العربي، كما يروِّج أعداؤها، فالعروبة شرف انتماء لأرض، وانتماء لتاريخ. والبعثيون يعشقون أرضهم لأنها حصنهم المنيع في وجه أعدائها.
أمتعصبون هم أبناء العروبة؟
ٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ…
يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا…
يَا أَيُّهَا النَّاسُ
ِإنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ…
ليس في حب العروبة عصبية، لأنها غُرست في كيان البعثي غرساً، كما غُرس حب الطفل لوالديه وإخوته. وإذا كان حب البعثيين لأسرهم عصبية فهو ما يعتزون به. وإذا كان في حبهم لها حباً لجارهم فهو المثال ومقصد المنال. فالحب حبل النجاة في الحياة، وهو حبل الوريد الذي يصل الجنين برحم أمه. ولأن الأم ترضع فلذة كبدها حب الآخرين فليس في ذلك عيب ولا هنة، بل فيه سر الإنسانية الأبدي. وهكذا هو االمثال الذي يسير على هديه البعثيون مع عروبتهم.
قومية البعثيين هويتهم، ومن أنكر قوميته فقد أنكر هويته.
قوميتهم هي شعبهم وقبيلتهم، ومن أنكر منكم شعبه وقبيلته، فقد أنكر أصله وفصله.
قوميتهم هي التقوى التي أُكرموا بها، ومن كانت قوميته منبعاً لتقواه فهي منبع لكرامته.
أيها الناس، من كان منكم بلا حب لقوميته، ومن كان منكم من يتنكر لقوميته فلينكر عليهم حبهم لقوميتهم. ومن كُتبت له النجاة من دون أخ يدفع به البلاء عن نفسه، فليجردهم من حبهم. ومن كان يُنكر أن أرض الوطن ليست ملاذاً آمناً له، تدر عليه الخير والبركة، وأنها الموطن الذي يذود عن حدوده من عداوات الأعداء، فليترك الآخرين يستبيحون أرضه. ولكن البعثيين لم يفعلوها، ولن يفعلوها.
القومية أرض وعرض وكرامة، ولم يتلكأ البعثيون عن حماية أرضهم وعرضهم وكرامتهم منذ أن بُعث البعث، هكذا بدأوا وهكذا سيكملون الطريق.
أحالمون هم؟
ومن قال إن الحلم في العيش بين أعزاء كرام مسبَّة، وفي حدود أرض محصَّنة إهانة. ومن كان لا يحلم بغد سعيد حتى بعد الممات فلينكر على البعثيين حلمهم.
أيها الناس، سيظل البعثيون نائمين على وسادة حلمهم بالمنعة والكرامة، ووحدة مجتمعهم، وقدسية روابطهم مع القوميات والشعوب الأخرى. وما أحلاه من حلم يرديهم ثملين هانئين بما يحلمون به.
أيها الناس لكم أحلامكم وللبعثيين أحلامهم، ومن حلم بوطن هانئ وسعيد، فهو ليس بكافر، بل هو مثال للإيمان.
فمن آمن بقضية ولا يدافع عنها، فهو ناقص إيمان. وأما البعثيون فإيمانهم كامل بقوميتهم، ويبذلون كل غال ونفيس من أجل أن تبقى حية، لا بل يقدمون حياتهم في سبيل بقائها وديمومتها، فموت العروبة موت لهم، وكذلك موتهم موت لها. وهكذا استمرت العروبة في الحياة، ويستمر البعثيون أحياء يُرزقون.
أيها الناس،
يبقى البعثيون أحياء يُرزقون ويناضلون على العكس من أحلام أعدائها، فهم منغرسون في ترابها، إذ كلما خُيِّل لأعداء العروبة أن البعثيين قد ماتوا، فإذا بهم ينبتون من جديد في جبال العروبة ووديانها، في صحاريها ووهادها. ينبتون على كل مفارق الطرق وزواياها.
أنظروا إلى خنادق المقاومة في فلسطين ولبنان. وانظروا إليهم في العراق يزرعون الرعب في كل دسكرة فيه. في كل خندق يزهرون ليصْلوا المعتدي الآثم، ليس بالزهور والورود، بل بالرصاص والبارود.
أيها الناس،
طالما ظلَّت العروبة عصية على الاقتلاع، وطالما ظلَّ البعثيون عصاة عليه، فسوف يعلن أعداؤهم إفلاسهم ولو بعد حين.
ولأن البعثيين هم العروبة، والعروبة تحيا بهم، فقد أصاب أعداءها الخوف والهلع.
ولأن اقتلاعها من دون اقتلاعهم أمر مستحيل،
فاقتلاع الشجرة هو اقتلاع لجذورها،
بل ستبقى جذور شجرة العروبة يانعة ترويها دماء البعثيين.
أيها البعثيون،
ألا ترون أن صباح العام الجديد، وكل عام جديد، هو عام للبعث، عام للبعثيين.
صباح العيد ومساؤه، وكل عيد منذ فجره حتى غروب شمسه، نلقي التحية للعروبة وبعثها العظيم، فهو درعها الواقي، وهي درعهم العصي على الموت، وستبقين أيها العروبة عزيزة أبية، وستبقون أيها البعثيون أعزاء أباة.
فيا أيها البعثيون كل عام وأنتم بخير لتبقى أمتكم بألف خير.