الدكتور غالب الفريجات
بالامس تعرض النظام الوطني في العراق إلى حملة ظالمة شرسة من ابواق الاعلام المأجور العربي والدولي، وكأن الرئيس الشهيد صدام حسين كان يقوم بالتجول في شوارع بغداد ليحصد الآلاف من ابناء الشعب العراقي، كما ولديه الشهيدين عدي وقصي، وكان يجري تصوير الشهيد عدي بأنه كان يمارس أبشع الجرائم في حق المواطنين، ويعشق الحياة بلهوها وفجورها، وقد اثبتت الاحداث على غير ذلك، عندما واجه الامريكان بشجاعة منقطعة النظير، رافضاً الاستسلام لينجو ومن معه، ـ الشهيدان قصي والطفل مصطفىـ، وظل الشهداء الثلاثة يقاومون حتى آخر طلقة في ايديهم، ما يؤكد أن من يعشق الحياة لا يمكن أن يفرط فيها ويغامر على فقدانها، ولكن الشرف والكرامة التي تربى عليها هؤلاء ابت إلا أن تسيطر على سلوكهم في ميدان المواجهة حد الاستشهاد، نافية كل ما كان يدعيه البعض ويعمل على ترويجه من مسلكيات لنيل منه، كما هو الشهيد صدام حسين الذي قاد معركة المطار بنفسه، وبنى المقاومة، وهيأ لها كل مستلزمات انطلاقتها، ووفر لها كل سبل انطلاقتها جلًّ وقته، وتفكيره في كيف يواجه العدوان على العراق، فمن كان ديدنه هكذا لا يفكر إلا بما يخدم قضية شعبه؟، ما لا ينسجم على الاطلاق مع ما ضخه الاعلام المأجور عن ممارسة القهر والقتل في حق ابناء الوطن من قبل النظام.
وفي ثورة الشرف والكرامة التي يخوضها الشعب العراقي بكل مكوناته، وبقيادة مناضليه، وبسواعد أبناء المؤسسة العسكرية الوطنية التي أمر بريمر بحلها، كما أمر باجتثاث البعث، متوهماً أن في مقدوره انهاء دور جيش وطني، خاض معارك الوطنية والبطولة لما يزيد عن تسعين عاماً من عمره، وحزب عقائدي بدأ حياته في التركيز على المقاومة عندما كان مؤسسه في طليعة المتطوعين للجهاد في فلسطين، وربى أعضاءه على التضحية في سبيل تحقيق مبادئه، مبادئ الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية، واستطاع أن يبني العراق في السلم، وينجح في انجاز التنمية بكل جوانبها، وان يخوض معركة تحرير العراق في الحرب، في مواجهة اعداء الامة من صفويين وامبرياليين وصهاينة، إن في القادسية الثانية عندما تجرع كلب الشر وخنزيره كأس سم الهزيمة، أو في اذلال القوات الامبريالية الامريكية التي توهمت أن العراقيين سيستقبلون مرتزقتهم بالورود والرياحين، بدلاً من الرصاص والنار، فكانت المقاومة العراقية الباسلة التي مرغت الوجه الامريكي القبيح، التي خططت للبقاء في العراق لعشرات السنين، لتضع خططها في اعادة رسم حدود المنطقة والعمل على تفتيت المفتت وتجزأة المجزأ، ولكن المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية بقيادة المناضل عزت الدوري، تمكنت منها واجيبرتها على الهروب دون أن تكمل مشروعها الامبريالي الصهيوني، واما هزيمته قامت بتسليم العراق لقمة سائغة الى النظام الصفوي، وملالي الفرس المجوس ليعيثوا فيه فساداً.
حزب عقائدي وجيش عقائدي تربيا على النضال الوطني في العراق، لن يكون في مقدور أحد أن ينهي دورهما في الشارع العراقي، وهما من لبى نداء الوطن عند مواجهة الغزو والاحتلال، فتمكنت المقاومة من انهاء الاحتلال الامريكي، متسلحة بالعسكريين من الجيش الوطني العقائدي، وبحزب لا يقبل إلا أن يكون في خندق المواجهة الوطنية والقومية، فاعدا العدة لتحريرالعراق من بقايا الاحتلال بعد أن تحقق لهما طرد الامريكان، وقد كان حضورهما واضحاً في كل مواجهة مع افرازات الاحتلال، إن في تصدي رجال الدين أو العشائر أو في المجالس العسكرية، واخيراً في ثورة الشرف والكرامة.
يخوض العراق اليوم معركة الشرف والكرامة دفاعاً ليس عن طائفة، ولا من أجل مطالب زائلة، بل عن شرف العراق وكرامته، التي امتهنت على ايدي العملاء والخونة من ابناء التبعية الفارسية، الذين بطائفيتهم ارادوا أن يلحقوا العراق لاطماع ايران، وتحقيق المشروع الصفوي القومي، وبعد مرور ما يزيد عن عشر سنوات ذاق فيها المواطن العراقي كل صنوف الحرمان والاقصاء على ايدي من انتسب للعراق زوراً وبهتاناً، في وطن تربى فيه وناضل في سبيل رفعته، فقد هبت جماهير الشعب في وجه الطغمة الطائفية الحاكمة، من أجل خلاص عموم العراق من النفوذ الفارسي واتباعه في المنطقة الغبراء في بغداد.
ما كان من العملاء والخونة وفي مقدمتهم المالكي أن يواجهو ثورة الشعب، ثورة الشرف والكرامة إلا بالصاق تهمة الارهاب، وأن ما يقود هذه الثورة ويحرر المحافظات إلا تنظيم داعش الارهابي، فهذه داعش تقاتل في سوريا لجانب النظام وتواجه جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا لصالح القاعدة وضد النظام، وهذا الاخير حليف المالكي، فكيف تقوم داعش بمحاربة المالكي في العراق، وتقف الى جانب بشار والمالكي في سوريا، اليست اكذوبة يبتغي من ورائها المالكي لاستعداء العالم على ثورة ابناء الشعب العراقي ضد نظامه الطائفي المأفون؟، فالنظام الوطني في العراق بالامس يساند الارهاب، وثورة شعب العراق اليوم تقودها المنظمات الارهابية، وكل ذلك من أجل القضاء على العراق وليبقى في قبضة ايران من خلال اتباعها في بغداد، وهو بفضل سواعد أبناء العراق لن يكون لها ذلك، وليس في مقدور أي سلطة تحكم العراق ما لم تكن سلطة عراقية وطنية.