هاني الفردان
نظمت وتنظم وزارة التنمية الاجتماعية معارض متعددة لمنتجات الأسر البحرينية تحت عنوان «صُنع في منزلي» وهذا العام تنظم الوزارة النسخة الرابعة من هذا المعرض، لعرض منتجات الأسر البحرينية، ضمن إطار إبداعاتها، وإيضاح قدراتها.
في المقابل الآخر، تطرح المعارضة موضوعاً آخر مختلفاً هذه الأيام، وهو الأمر المتعلق بالمداهمات الليلية التي تشهدها منازل قرى ومناطق عدة في مملكتنا الحبيبة، وعلى إثرها وجه وزير الداخلية لسرعة التحرك والتأكد من صحة تلك الادعاءات التي توجه إلى منتسبي وزارته.
ماذا لو فكر الأهالي الذين يشتكون من سرقة منازلهم أثناء المداهمات الليلية، وخصوصاً أولئك الذين امتلكوا شجاعة تقديم بلاغات ضد ما تعرضوا له من انتهاكات، على تنظيم معرض شعبي بعنوان «سُرق من منزلي».
كم سيكون المعرض ذا إقبال كبير بالطبع إن سمح لهم ولو إني أشك في ذلك، عندما يستعرض الأهالي ما سُرق منهم خلال فترة تتجاوز العام والنصف، بالطبع لن يستطيعوا استعراض المسروقات الأصلية، ولكن حتى لو كانت صورها أو نماذج شبيهة لها، سيكون الأمر جميلاً.
بالإمكان، فتح أجنحة خاصة للهواتف النقالة، وبالتأكيد سيتصدرها «الآيفون» و«البلاك بيري» وستلحقها أيضاً هواتف السامسونج الجديدة.
وجناح خاص لأجهزة الكمبيوتر المحمول والأجهزة اللوحية الجديدة كـ «الآيباد» و«جالكسي تاب».
في مقالي السابق بعنوان «قف أمام نقطة تفتيش» تطرقت إلى المحظورات في تلك النقاط» ونسيت غافلاً وليس عامداً التطرق لخطر حمل المبالغ المالية الكبيرة، وكان من الأفضل أن أنصح المواطنين بأن يعتمدوا فقط على البطاقات البنكية، والوحدات النقدية المعدنية أثناء تنقلهم بين المناطق البحرينية.
وبما أني نسيت طرح الأمور النقدية في موضوع نقاط التفتيش، فإن من الضروري تخصيص جناح خاص للمسروقات من الأموال النقدية، بحيث يشمل المعرض ركناً لأكبر مبلغ، وآخر لأصغر مبلغ تمت مصادرته من الأهالي ليلاً من منازلهم وأمام أعينه، أو جناح خاص لسرد قصص مصادرة الأموال بالطرق المباشرة وغير المباشرة، سواء كان ذلك خلال مداهمات أو نقاط تفتيش.
أما عن المصوغات والمجوهرات، فأعتقد أن الجناح الأكبر سيكون لها لما تعد من غنائم ثمينة، تغري كل ذوي النفوس الضعيفة.
لكثرة العدد ولتعدده، أجد من المناسب أن لا يكون هناك معرض واحد، فعلى الأقل قد نحتاج أن نشهد معارض متعددة، بحسب المحافظات أو المناطق، وخصوصاً عندما تصدق رواية المعارضة بأن القيمة الإجمالية لما تمت مصادرته أو سرقته من الناس منذ بداية الأحداث وحتى الآن تجاوز 10 ملايين دولار.
لا تستغرب عندما تصل المسروقات، إلى حجم «ولاعة السجائر»، وبالتالي أعتقد أن تخصيص جناح في المعرض لغرائب السرقات سيكون جميلاً ومسلياً، ليعكس لنا حقيقة ما يحدث في البلاد، وكيف تحولت المنازل إلى غنائم.
على هامش معرض «سُرق من منزلي» يمكن إقامة معارض أخرى بعناوين مختلفة، وبالخصوص تلك المتعلقة بالسيارات المفقودة والمصادرة والتي تجاوز عددها المئات عندما كانت واقفة بالقرب من ساحة دوار اللؤلؤة» بالطبع سيكون المعرض عبارة عن صورة لذكرى سيارات، إذ كلنا يعلم مصير تلك السيارات التي سُرقت، وفُككت بعد ذلك لتتحول إلى قطع غيار، وترمى في السكراب، من دون حسيب أو رقيب.
قد تدخل البحرين بهذا المعرض وفروعه موسوعة غينيس للأرقام القياسية، في عدد المنازل التي تسرق ليلاً وأمام أعين الجميع، دون أن يكون هناك أي حراك لمنع ذلك من قبل الجهات الرسمية المعنية التي تعلم بها، وتغض الطرف عنها.
قد يستقطب هذا المعرض اهتمام الكثيرين وبالخصوص الغربيين الذين يهوون الغرائب، لكتابة رواياتهم البوليسية، أو لتحويل القصص التي سيسمعونها لأفلام لقصص واقعية.
معرض «سُرق من منزلي» دعوة لكل إنسان يرى أنه ظُلم، وأخذ منه حقه، أن يصرخ أمام الجميع، ويعلنها مدوية نعم هذا ما سُرق من منزلي.