مكي حسن
يعتقد بعض الخبراء والساسة ان قرار بدء الحرب على سوريا هو بيد رئيس لجنة المحققين وما يبديه من ملاحظات، وهم أٌقرب إلى الوهم فيما تعتقد جهات أخرى أن قرار الحرب قد أتخذ قبل قرار سفر اعضاء لجنة التحقيق الى دمشق للتحقيق في كيماوي الغوطتين ، وحتى هذه اللحظة فأن هناك إنقسام دولي بين مؤيد ومعارض للحرب حتى لو أٌعلنت 11 دولة من اصل 20 موافقتها في قمة العشرين الكبار لأن اعتراض 9 دول يظل لصالح عدم شن الحرب، إلا ان الأمور لا تؤخذ هكذا بمن يصوت ومن يعارض بقدر أخذها بقرار إستراتيجية الولايات المتحدة في أمنها القومي وتحقيق أهدافها بالمنطقة وتنتها الدائم كأقوى قوة عسكرية واقتصادية من جهة وكشرطي العالم الجديد من جهة اخرى.
كما يقول البعض من المحللين الذين تابعنا كتاباتهم عبر الصحف والمجلات وأجهزة التلفزيون أن أوباما ملامح الحزن بادية على وجهه كما هو في الصور التي نشرت له بعد قرار أهمية الضربة العسكرية لسوريا وبعد رفع قرار الحرب الى الكونجرس الأمريكي وحاجته للدعم من قبل خصومه حيث يواجه أمرين ، الاول : أنه حمامة سلام .. وهذه مهزلة .. ولا أدري هل يعي أوباما أنه واهم في هذا الشأن أم لا؟
وإذا منح جائزة السلام ، فالسؤال : يعطى على ماذا ؟ فبلاده خاضت حربا وشنت هجوما وعدوانا على افغانستان ثم العراق حتى لو كان في زمن بوش الابن أوكلينتون بدون غطاء دولي وبدون دلائل تمنحه الأحقية في القيام بذلك كما اتضح من خلال إعترافات وزير الدفاع الامريكي وغيره من المسئولين الكبار بأنهم كانوا وراء تدبير وتلفيق قضية السلاح الكيماوي في العراق.
والثاني: عدم التوقع بالضبط ما الذي يجري بعد الضربة ؟ صحيح لا يمكن ان تخاف الولايات المتحدة من دول المنطقة او من دول داعمة للنظام السوري إلا أن العملية لايستبعد ان تكون مكلفة وباهظة ، ولا احد يدري بالضبط مما يجري تحت الستار من إتفاقات دولية تكون فيها سوريا هي الخسرانة في ظل صراع دولي مكون من كتلتين ، ظاهرهما خلاف وعداء وباطنهما توافق ووئام ، وإلا العدوان على سوريا ليس اليوم بل حدث مرارا ، وهم ساكتون صامتون ماعدا الشجب والإستنكار الذي لايؤذي لكنه لايشبع البطون.
وباختصار ، وحتى لا نطول عليكم ، فأن كل الإحتمالات تظل قائمة وترجح كفة الهجوم على سوريا الشقيقة .. والخوف أكثر على شعبها الأبي .. وعلى بنيتها التحتية ، وعلى الآلاف من الناس الذين سيذهبون ضحايا العدوان لان بدت قبل أيام قليلة مضت دعوات أوروبية وأمريكية حرب أوسع وليس حرب مقيدة بأربع ساعات فقط .. ودعونا ننتظر .. فالأيام حبلى بالمفاجآت مع تمنياتنا ودعاؤنا للشعب السوري بالصمود.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.