راي القدس
وصفت منظمة العفو الدولية قيام السلطات البحرينية امس بسحب الجنسية من 31 معارضا بانه اجراء مخيف 'تقشعر له الابدان'، ونزيد على ذلك بالقول بانه انتهاك سافر لحقوق الانسان ولكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
الحكومات العربية وحدها، الى جانب اسرائيل التي تسحب الجنسيات من مواطنيها لاسباب سياسية محضة، ودون الاحتكام لاجراءات قانونية عادلة امام قضاء مستقل.
الجنسية ليست مكرمة من الحاكم، ولا هبة منه، وانما حق اساسي لكل مواطن، لا يجب المس بها تحت اي ظرف من الظروف، فاذا كان هناك من ارتكب جريمة او شق عصا الطاعة على الحاكم والحكومة فان الاحتكام للقانون والقضاء المستقل هو الطريق الوحيد لمعاقبته، اما سحب الجنسية وتحويله الى انسان مشرد عديم الجنسية فهذا تصرف غير حضاري علاوة على كونه غير انساني في الوقت نفسه.
وزارة الداخلية البحرينية ذكرت في بيان اصدرته لتبرير خطوتها هذه ان المعارضين، ومن بينهم سياسيون ونشطاء وشخصيات دينية وبرلمانية سابقة، تم تجريدهم من الجنسية بسبب اضرارهم بامن الدولة، وانهم اصبحوا الآن عديمي الجنسية البحرينية.
ولا نعرف ما هو الخطر الذي يشكله هؤلاء على امن الدولة طالما انهم يعبرون عن معارضتهم للسلطة، ويطالبون بالاصلاح السياسي بوسائل سلمية. فالتجريد من الجنسية وبجرة قلم هو الذي يؤدي الى تهديد امن الدولة البحرينية. ويقدم صورة سيئة عن البحرين واحترامها لحقوق الانسان، وصورة البحرين لدى الرأي العام العالمي، وفي الغرب خاصة، ليست وردية على الاطلاق.
والاخطر من ذلك، ان البحرين التي جنست اعدادا كبيرة من العرب لاسباب سياسية ستظهر بمظهر استخدام سلاح التجنيس من اجل ارهاب المجنسين الجدد وهز استقرارهم، واغلاق ابواب المطالبة بحقوقهم في حال المس بها لاسباب سياسية او دينية.
فاذا اصبح المواطن ابن البلد والمولود فيها مهددا في جنسيته، والطرد بالتالي من البلاد اذا ما قررت السلطات انه يشكل خطرا على امن البلاد، فانه لا توجد اي ضمانة للمجنسين الجدد وهم بالآلاف لعدم مواجهة المصير نفسه في اي وقت من الاوقات ولاي سبب كان.
لا نجادل في ان احترام القانون هو واجب على كل مواطن او مقيم، مجنسا كان او 'اصيلا'، ولكن نجادل بان المواطنين في البحرين ليسوا سواسية، وهناك بعض الاجراءات التمييزية بينهم بسبب المذهب او المعتقدات السياسية.
ادنا سحب الجنسية السعودية من الشيخ اسامة بن لادن، ومن بعض المواطنين الاماراتيين، مثلما ادنا قبلها سحب الجنسيات من مواطنين اردنيين من اصل فلسطيني، ولم ولن تتردد في فعل الشيء نفسه في اي دولة اخرى بما في ذلك بريطانيا وامريكا اقرب الدول الداعمة للبحرين، لان الجنسية هي حق اساسي للمواطن لا يجوز سحبها او حتى التهديد بسحبها تحت اي ظرف من الظروف وفقا للمادة الخامسة عشرة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي تنص على ان 'لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.. ولا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا او انكار حقه في تغييرها'