روبن هود كما ذكر في موقع «ويكيبيديا» هو شخصية إنجليزية تبرز في الفلكلور الانجليزي وهي تمثل فارساً شجاعاً، مهذباً، طائشاً وخارجاً عن القانون، عاش في العصور الوسطى وكان يتمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام.
تمثل أسطورة روبن هود في العصر الحديث شخصاً قام على سلب وسرقة الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، وبالإضافة إلى ذلك حارب روبن هود الظلم والطغيان. كان يعمل هو ومجموعته القوية المسماة (ميري من) ومعناها الرجال المبتهجون، المكونة من 140 شخصاً معظمهم من اليومن (أبناء الطبقة المتوسطة) في غابات شيروود في محافظة نوتنغهامشاير بالقرب من مدينة نوتينغهام البريطانية.
حالياً، وتحت شعار «يا شعوب العالم انهضوا» و «انزل إلى الشارع»، و «اصنع عالماً جديداً»، دعا «الغاضبون» إلى التظاهر في 951 مدينة في 82 دولة بحسب موقع «15 أكتوبر»، وذلك احتجاجاً على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ عن الأزمة الاقتصادية العالمية وسلطة رؤوس الأموال.
ومع تحركات ومظاهرات «الغاضبين» التي تجتاح العالم، وبالخصوص مدن الدول الرأسمالية الكبرى، والتي كانت نتاجاً لرفض شعبي للسياسات المالية في تلك البلدان، استحضرت فكرة عودة «روبن هود» في فكر الأوروبيين، وعلي بابا في فكر العرب مع انطلاقة ثورات الربيع العربي، إذ إن هاتين الشخصيتين كانتا نتاج حلم المستضعفين في خلق سياسة عادلة لـ «توزيع الثروات» بين مختلف الطبقات.
أصبح العالم في كل أقطاره يسعى ويرغب في الإنصاف، والعدالة، سواء كان ذلك على صعيد الديمقراطية التي يفتقدها العالم العربي، أو العدالة في توزيع الثروات التي يفتقدها العالمان الغربي والعربي في آن واحد.
ربما روبن هود وعلي بابا، خلقا حالة من التوازن الشعبي في توزيع عادل للثروة، والإنصاف بطريقتهما الخاصة، حتى وإن كانت بأسلوب يجمع عليه الكثيرون بأنه «خطأ وغير صحيح»، إلا أن ذلك الأسلوب كان طريقاً للوصول إلى الغاية الحقيقية السامية.
روبن هود وعلي بابا، كانا لصين ولكنهما سرقا من لصوص أيضاً، وأعادا المسروق للعامة والناس، ولدينا في عالمنا من هم ليسوا لصوصاً ولكنهم يتسترون على اللصوص، ويدافعون عنهم، لحماية مصالحهم الشخصية والآنية، والتي من شأنها أن تتراكم لتولد أزمات عالمية لا يمكن معالجتها لاحقاً.
لدينا في عالمنا من يدعون الإصلاح والمعارضة ومحاربة الفساد، ولكنهم لا يتجرأون على ذكر منابعها أو أصولها، أو حتى المطالبة بإرجاعها فضلاً عن استردادها وإيجاد الآليات اللازمة لتوزيعها بعدالة، كما فعل روبن هود وعلي بابا من قبل.
روبن هود وعلي بابا، لم يخطبا في القوم بخطابات رنانة، ولم يتلاعبا ويدغدغا مشاعر الناس، في معاني الإنصاف والعدالة، ولا المعارضة السلبية والإيجابية ولا غيرها، بل تحركا بالفعل والقول من أجل استرداد الحقوق وإنصاف الجميع، واسترداد المسروق، ومحاسبة المفسدين وإيجاد آليات واضحة لتوزيع الثروة وإن كان بطريقتهما الخاصة، بعيداً عن الثرثرة والتلاعب بالكلمات.
روبن هود وعلي بابا، وقفا في وجه اللصوص، وحارباهم، ولم يقفا ليدعماهم ويشجعاهم على سرقاتهم، ويقدموا الدعم الكامل لهم. ولذلك خرج «الغاضبون» في كل العالم لمحاربة سرقة المال العام والداعمين لهم المستنفعين منهم
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3334 – الإثنين 24 أكتوبر 2011م الموافق 26 ذي القعدة 1432هـ