طالبت بالإفراج عن الناشطين الإعلاميين وإرجاع المفصولين لأعمالهم
أكدت رابطة الصحافة البحرينية استمرار انتهاكات واستهداف الصحافيين في البحرين، وخصوصاً بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العام الماضي (2011). وطالبت الرابطة في تقريرها الصادر، بمناسبة اليوم العالمي للصحافة الذي يصادف اليوم الخميس (3 مايو/ أيار 2012)، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وبمشاركة دولية في مقتل كل من المدون زكريا العشيري والناشر كريم فخراوي، وتقديم المتسببين في مقتلهما لمحاكمة عادلة.
وأوصت بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حالات التعذيب التي تعرض لها الإعلاميون في مراكز التوقيف، وبأن تتعهد الحكومة البحرينية السماح بإيفاد ممثل دائم للهيئات الدولية المعنية بحرية الإعلام والصحافة، كالاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، ولجنة حماية الصحافيين، للعمل كمراقب دائم لمدة عامين، وذلك بهدف الاطلاع على ما تشهده البحرين من انتهاكات للإعلاميين والصحافيين في البحرين.
وطالبت الرابطة بإيقاف العمل بقانون رقم (47) لتنظيم الصحافة والطباعة والنشر، وإطلاق سراح الناشطين الإعلاميين والمدونين المعتقلين في السجون البحرينية ممن تتعلق تهمهم بحرية التعبير على الفور، وإيقاف جميع المحاكمات الجارية للإعلاميين البحرينيين أمام المحاكم الجنائية، وكذلك مراجعة الأحكام الصادرة على المدونين البحرينيين بالسجن تحت جرائم النشر، وإعلان إيقاف الدعاوى المتبقية في النيابة العامة البحرينية وحفظها. ودعت رابطة الصحافة لإعادة جميع الصحافيين والمصورين والمدونين المفصولين إلى أعمالهم في المؤسسات الحكومية والخاصة، وإقرار تعويضهم عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية.
وأوصت بفصل إدارة شئون الإعلام الخارجي عن هيئة شئون الإعلام، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في النهج الإعلامي الذي تبنته هيئة الإذاعة والتلفزيون خلال الأحداث الأخيرة في البحرين، وتقديم المسئولين عن الانتهاكات التي أثبتها تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق للمحاسبة. وأشار تقرير الرابطة إلى أن حكومة البحرين لم تقم بأية إجراءات أو إصلاحات جادة فيما يتعلق بتوصيات تقصي الحقائق، بل استمرت الدولة بملاحقة الصحافيين والناشطين الإلكترونيين، كما مازالت هيئة شئون الإعلام تحكم سيطرتها على الإعلام الإلكتروني عبر منع العديد من المواقع الإلكترونية الإعلامية، من بينها موقع صحيفة «القدس العربي» اللندنية و «مرآة البحرين» والعديد من الصفحات الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي. وناشدت رابطة الصحافة البحرينية المنظمات والهيئات والاتحادات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإعلام والصحافة وحقوق الإنسان، إلى دعوة الحكومة البحرينية لضمان سلامة الإعلاميين في البحرين.
وجاء في تقرير الرابطة: «مازال الإعلاميون في البحرين يستذكرون ببالغ الأسى والحزن مقتل كل من الناشر كريم فخراوي والمدون زكريا العشيري، أثناء احتجازهما لدى السلطات البحرينية، إضافة إلى اعتقال وإقالة العشرات من الصحافيين والإعلاميين، وخصوصاً من تعرضوا للاعتقال التعسفي وسوء المعاملة في مراكز التوقيف».
وتابع التقرير: «الأوساط الإعلامية والصحافية في البحرين كانت تأمل في أن يكون لتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تأثير في تصحيح مسار السياسات الحكومية فيما يتعلق بحرية التعبير والإعلام، إلا أن شيئاً لم يتغير، إذ مازالت الانتهاكات مستمرة، ولا أدل على ذلك من تصنيف البحرين كواحدة من العواصم العشر الأكثر قمعاً للحريات، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود».
وأشار التقرير، إلى أن وسائل الإعلام الدولية ومراسلو وكالات الأنباء الدولية، مازالوا يعانون جراء السياسات الحكومية التي اتصفت بالعدائية معها، ودلالة على ذلك العديد من الحالات التي وثقتها المنظمات والهيئات الدولية لمنع المراسلين والصحافيين من دخول البحرين لتغطية أحداث مرور عام على الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، واحتجاز الصحافيين والنشطاء الإلكترونيين وإجبارهم على مغادرة البلاد.
وبين التقرير، أنه بالإضافة إلى ما أقرته بيانات ومواقف المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحرية التعبير، ومنها منظمة مراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحافيين ولجنة حماية الصحافيين، والهيئات والمنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، فقد وثق تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق العديد من الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون والصحافيون في البحرين، بما يشمل مقتل العشيري وفخراوي، والاعتقالات وحالات التعذيب والإقالات الجماعية للعديد من الصحافيين، ومن مختلف وسائل الإعلام في القطاعين الحكومي والخاص.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3526 – الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ