بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم
د. عـلـي فــخرو: الـصـراع مـع الكيان الصهيوني هو صراع وجود
تغطية: مكي حسن
أكد الباحث في الشؤون العربية والدولية الدكتور علي فخرو أهمية ان تغادر الدول العربية مواقعها الضعيفة الى مواقع قوية فاعلة على الساحة الدولية لتستعيد حقوقها في فلسطين، وأردف ان ذلك لا يتحقق إلا من خلال استمرار الإصرار على تحقيق الوحدة العربية المنشودة، مشيرا في هذا الشأن الى ان الصراع مع الكيان الصهيوني حول القضية الفلسطينية هو صراع وجود.
جاء ذلك في ندوة بالتجمع القومي بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم، وقال ان ما يجعلنا نصر ّ على هذا الموقف هو منطلق الايديولوجية الصهيونية التي تؤكد أن القدرة العسكرية والأمنية لإسرائيل يجب ان تكون اكبر من قدرة الدول العربية الأمنية والعسكرية مجتمعة، بل يطرح قادة الكيان الصهيوني أنهم دولة العقل والعلم والتكنولوجيا مقابل دول عربية متخلفة علميا من جهة وغير ديمقراطية من جهة ثانية، وشدد في هذا الخصوص على أهمية ان يعي الشباب العربي ما هو وعد بلفور وخبايا القضية الفلسطينية وكيفية احتلالها وطرد شعبها منذ عامي 1948 و1967 وذلك من خلال البرامج المدرسية بالوطن العربي حيث هناك توجه ملموس لطمس الهوية العربية لفلسطين وخاصة في المدارس الخاصة.
وتساءل علي فخرو بغرابة عن عدم قدرة الأمة العربية على مواجهة الكيان الصهيوني، وكيف قبل الملك فيصل بن الحسين حينها بهذا الكيان مقابل موقف بريطاني داعم للانفصال عن الدولة العثمانية، واستغرب أيضا موقف الجماهير العربية التي لم تبد امتعاضا كبيرا إزاء بريطانيا او اتفاقية سايكس بيكو، وتساءل مرة أخرى: صحيح ان بريطانيا هددت بالمقاطعة التجارية ووقف شراء الأسلحة منها، ولكن ما الذي حدث؟ فهاهي الأمور تصب في صالح إسرائيل بدعم بريطاني وأمريكي.كما كشف المحاضر عن التوسع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية حيث كان القرار الصادر عام (1948), لذلك هو صراع وجود، ولا جدوى من المساومة على جزء من الأرض، ففلسطين تعني الدول العربية برمتها، وتابع: هناك العديد من الكتاب والأكاديميين في الدول والجامعات الغربية يدعون الى عدم التعاون مع إسرائيل (الكيان الصهيوني), فلماذا لا نتحرك بهذا المستوى الدولي؟ مشيدا بمواقف جمعيات مقاومة التطبيع من جهة، ومتسائلا في الوقت ذاته: لماذا لا تندمج هذه الجمعيات في جمعية واحدة على امتداد الساحة العربية بدلا من ان تعمل كل جمعية لوحدها؟واختتم بأن المبادرة العربية ليست هي الحل المناسب لقضية فلسطين بل رفضتها حتى إٍسرائيل في الشق المتعلق بعودة الفلسطينيين الى اراضيهم، مشددا في هذا الشأن على رفض فكرة الدولة العبرية، ودعا الى تبني فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة المتعددة الأديان، وذلك من خلال خلق كتلة عربية (قومية) مناهضة للاحتلال والتغلغل الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا انه ما لم يعمل العرب على هذا التوجه، فلا جدوى من الكلام عن قضية فلسطين.