دور المثقف العربي في استنهاض الامة
بقلم: د· زيد احمد المحيسن
يلعب المثقف العربي دورا هاما وحيويا في استنهاض الامة، وفي ترسيخ مبادئ القيم النبيلة، وفي تصليب جبهتها الداخلية من العقدة الدونية، و من محاولات الاستلاب الثقافي والغزو الفكري لمنظومة القيم السامية التى يؤمن بها المواطن العربي، كما يقف سدا منيعا ضد محاولات تهميش الامة وجعلها تعيش على قارعة الطريق مستهلكة لكل قمامات الغرب من صرعات وسلوكيات تعمل على تمزيق المجتمع واضعافه حتى يصبح لقمة سائغة لمخططات الدوائر الغربية وخدمة اجنداتها الخاصة و غير المعلنة ، فالمثقف العربي هو اكثر الناس التصاقا بقضايا امته وهو المالك للرؤية الاستشرافية المستقبلية للنهوض بالواقع المعاش للامة لما لديه من كنوز معرفية مخزونة في وجدانه يخرجها عملا فكريا قيما يخدم المجتمع ويعمل على اصلاحه وازالة اسباب الضعف والخنوع والاستسلام، فالكلمة هي سلاح المثقف، يعرف كيف يستعملها ومتى والى اي هدف يسعى اليه، يشحذ بها الهمم و يصوبها تجاه الاهداف المرئية له·
لهذا فان المجتمع المدني الديمقراطي يميز نفسه عن غيره باعداد الكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يعملون بداخله ويصوغون قيمه ومبادئه النبيلة- فهم الضامن الاكيد لمصدر قوة الامة واقتدارها – فوراء كل منتج سلعي او خدمي او صناعي فكر وثقافة ومع الاسف الشديد استوردنا المنتج الاستهلاكي ولم نسأل عن الفكر الذي انتج هذه السلع·
من هنا فان منح المفكرين والمثقفين حرية التعبير هو الحجر الاساس في بناء المجتمع المدني الديمقراطي والذي ينشده كل شرفاء الامة ولنا من صور الطبيعة الدليل المتيقن بأن الحرية هي اول شئ ينشده المثقف، فالطيور لايمكن لها ان تغرد وتعطي افضل الاصوات وهي حبيسة الاقفاص حتى لو كانت هذه الاقفاص مصنوعة من الذهب الخالص، انما يمكن ان تنشد افضل الالحان وهي طليقة لانها تملك الفضاء الواسع والملهم لاصواتها، اننا بحاجة اليوم قبل الغد الى العناية بهذه الفئة من المثقفين وتوفير كل سبل العيش الكريم لهم حتى يساهموا في عمليات النهوض القومي وفي زرع القيم النبيلة والمبادئ السامية التى تساهم في اخراج هذه الامة مما هي فيه من جهل وتخلف ومرض وكسل وعجز وتحصين مجتمعاتنا العربية من الغزو الخارجي·
يقول عمرو موسى، الامين العام لجامعة الدول العربية (المثقفون اليوم هم جنرالات المعركة المقبلة وقادتها ومحددو نتائجها، لقد بات عليهم من الان فصاعدا القيام بدور محوري في معركة الدفاع عن الامة وحضارتها)، نعم المثقفون هم طلائع الامة وهم الامل والرجاء لبناء قوتنا الذاتية ووضع الامة على المسار الصحيح في معركة الوجود الانساني، والتى شعارها اليوم "اكون او لا اكون"·
·