هاني الفردان
دعت وزارة الداخلية «كل من لديه أسلحة أو ذخائر غير مرخصة أن يبادر على الفور إلى مراجعة مكتب التراخيص بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية».
وأكدت وزارة الداخلية أهمية الالتزام بالقانون الذي ينظم حيازة وإحراز الأسلحة النارية أو الذخائر، والتي تعد حيازتها أو إحرازها من دون ترخيص أمراً محظوراً وفقاً للقانون.
ومع هذه الدعوة نوجه دعوتنا لجميع المواطنين والمقيمين في هذا الوطن العزيز للتعاون مع وزارة الداخلية، والمبادرة السريعة والعاجلة لكل من يملك سلاحاً غير مرخص مراجعة الوزارة، إلا أن ذلك يطرح سؤالاً منطقياً: هل سيتقدم مخالفٌ ليبلغ عن مخالفته ويضع نفسه تحت طائلة المساءلة القانونية؟
دعوة مثيرة للجدل رغم أنها وضعت اليد على مكمن الخلل، وهو انتشار الأسلحة المرخصة وغير المرخصة.
ربما يكون بيان وزارة الداخلية يوم الجمعة الماضي محل استغراب شديد من الكثيرين، ولكن نشكرها على جرأتها التي جعلت منها تخرج بهذا النداء، والذي لو لم يكن مهماً لما نادت به.
السلاح منتشر في البلد، هذه حقيقة، وانتشر منذ عامٍ تقريباً، وهذه حقيقة ثانية، وبالتالي كان من الضروري على الوزارة التحرك السريع من أجل الحدّ من هذه الظاهرة، أو على الأقل جمع ما وُزّع منه.
الصور منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي سواءً لمجهولين يحملون الأسلحة أو لمعروفين يتفاخرون على صفحاتهم بامتلاكهم أنواع عديدة من الأسلحة والذخائر.
«الداخلية» وجهت دعوتها لكل من يملك سلاحاً أو ذخيرةً، للمبادرة إلى مراجعة مكاتبها، ولكنها لم تخبرنا، ما هو الهدف من المراجعة؟ هل الحصول على ترخيص؟ أو لسحب السلاح والذخيرة؟ أم للتحقيق في كيفية إدخال السلاح؟ أم ماذا؟
ثم إنه بعد دعوة الوزارة، هل سيتم إعلام الرأي العام بعدد الأسلحة المرخصة، والذخائر الموجودة لدى أصحابها، ولماذا رُخّص لهم، وعدد من استجابوا لدعوة الوزارة، وما هي الإجراءات القانونية المتخذة ضدهم؟ أسئلة كثيرة حملتها دعوة وزارة الداخلية في طياتها.
نعم… نحن بحاجةٍ لمثل هذه المبادرات الشجاعة، ولكن أيضاً نحتاج لأن نخرج من خانة المبادرة لخانة المحاسبة والتطبيق والشفافية وتحمل المسئولية.
كما نتمنى أن تكون هذه الدعوة، لا علاقة لها بقضية قتل الشاب أحمد إسماعيل (22 عاماً)، في ظلّ فهم البعض أن الدعوة كانت من أجل الإيهام بأن السلاح منتشر وأن القتل حدث نتيجة انتشار السلاح، والجاني مجهول.
أعذروني… ولكن لو كان لدي سلاح أو ذخيرة غير مرخصة، فلن أذهب بقدمي لأبلّغ عن نفسي، فهذا هو الجنون بعينه!