• منشورات
    • نشرة الطليعة
  • صور وتسجيلات
    • معرض الصور
    • تسجيلات
  • دراسات واوراق عمل
  • وثائق وتقارير
  • فعاليات وانشطة
  • بيانات
  • مقالات
  • من نحن
    • هوية التجمع
    • الامانة العامة
    • النظام الأساسي
    • برنامج العمل
    • طلب الإنتماء
    • اتصل بنا
  • البداية
التجمع القومي الديمقراطي
  • منشورات
    • نشرة الطليعة
  • صور وتسجيلات
    • معرض الصور
    • تسجيلات
  • دراسات واوراق عمل
  • وثائق وتقارير
  • فعاليات وانشطة
  • بيانات
  • مقالات
  • من نحن
    • هوية التجمع
    • الامانة العامة
    • النظام الأساسي
    • برنامج العمل
    • طلب الإنتماء
    • اتصل بنا
  • البداية
01 يناير 2020

حكاية الأعرابي‮ ‬ومنطق الانتهازيين

...
يناير 1, 2020 16

في‮ ‬التاريخ والتراث العربي‮ ‬حكاية تتحدث عن أعرابي‮ ‬عاش أيام الفتنة الكبرى،‮ ‬تصفه الرواية بأنه كان‮ ‬يجسد قمة الانتهازية والوصولية،‮ ‬والسعي‮ ‬وراء مصالحة الشخصية دون الاكتراث بما‮ ‬يمكن أن تجلبه مآربه الشخصية على مجتمعه أو المحيطين به،‮ ‬والسبب أن هذا الأعرابي‮ ‬ليس لديه رادع أخلاقي‮ ‬يمنعه من التلون والتقلب حسب تغير الظروف ومقتضيات المصلحة‮. ‬لذلك كان‮ ‬يشاع عنه بأنه‮ ‬يقول‮: ''‬أصلي‮ ‬وراء الإمام علي‮ ‬لأنه أعلم،‮ ‬وأتغدى مع معاوية لأنه أدسم،‮ ‬وأنام في‮ ‬الجبل لأنه أسلم‮''.‬

وهذا القول‮ ‬يشرح نفسه بنفسه،‮ ‬وفيه من الوضوح ما‮ ‬يغني‮ ‬عن الشرح والتفسير،‮ ‬كما أنه‮ ‬يكشف عن ظاهرة لا‮ ‬يخلو منها مجتمع،‮ ‬وهي‮ ‬الوصولية التي‮ ‬يتصف بها بعض الناس،‮ ‬والقدرة على التلون والتشكل مثل‮ ''‬الحرباء‮''‬،‮ ‬والتخفي‮ ‬وراء‮ ‬يافطات وشعارات براقة لذر‮ ‬الرماد في‮ ‬العيون،‮ ‬والضحك بها على بعض السذج الذين‮ ‬يمكن أن تنطلي‮ ‬عليهم ألاعيب هؤلاء‮ ''‬الحواة‮''.‬

وكما قلنا فإن هذه النوعية من البشر لا‮ ‬يقتصر وجودها على زمن محدد أو مكان آخر،‮ ‬بل هي‮ ‬ظواهر وحالات تتكرر بأشكال مختلفة في‮ ‬كل العصور‮.‬

وحالنا اليوم مع بعض مدعي‮ ‬الثقافة من الكتاب والصحفيين هو حال ذلك الأعرابي‮ ‬الوصولي،‮ ‬الذي‮ ‬يتظاهر بالصلاة وراء‮ ''‬الإمام علي‮'' ‬وفي‮ ‬الوقت ذاته‮ ‬يحرص ألا‮ ‬يفوته‮ ''‬دسم معاوية‮''‬،‮ ‬وفي‮ ‬لحظات بروز بعض المشاكل أو اشتداد الأزمات التي‮ ‬تتطلب التضحية والمواقف الواضحة والصريحة،‮ ‬نجد صاحبنا هذا‮ ‬يلوذ بالصمت‮ (‬الجبل‮)‬،‮ ‬ويتقدم صفوف المتفرجين،‮ ‬ثم تجده فجأة في‮ ‬مقدمة المصلين‮ ‬يلوك الشعارات ويتمتم بالدعوات،‮ ‬ويبحث عن بعض الموضوعات ليطل من خلالها مرة أخرى على الناس ليمارس سياسة الخداع والتضليل،‮ ‬والظهور بالمظهر الوطني‮ ‬الغيور على مصالح الوطن والناس،‮ ‬وإضفاء بعض الطلاء والمساحيق التي‮ ‬يزين بها‮ ''‬كتاباته‮'' ‬لإخفاء ما‮ ‬يُرَوِج له من فتنه وتحريض مبطن،‮ ‬يخدم به مصالحة ومصالح من‮ ‬يلتقي‮ ‬معه في‮ ‬الهوى الأيديولوجي‮ ‬والسياسي‮. ‬لذلك نجد هذا الكاتب هو معدوم الثقة عند الناس وإن وجد من‮ ‬يجامله،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن لمثله لمجرد التظاهر بالصلاة‮ ''‬وراء الإمام‮'' ‬أنه‮ ‬يعرف معنى الشرف والاستقامة والالتزام،‮ ‬والانحياز إلى جانب الحق،‮ ‬ورفض الباطل،‮ ‬ذلك لأن‮ ''‬دسم معاوية‮'' ‬قد عقد لسانه إلا من قول الزور وأكل السحت،‮ ‬وعطل ضميره،‮ ‬وشلَّ‮ ‬تفكيره عن رؤية العدل والإنصاف،‮ ‬فهذه هي‮ ‬قيم ومبادئ الإمام علي‮ (‬ع‮)‬،‮ ‬ومن هنا كان قوله‮: ''‬إن من طلب الحق وأخطأه ليس كمن طلب الباطل وأدركه‮''. ‬

ونحن نستعرض هذه النماذج أو نتوقف عند بعض هذه الحالات الاجتماعية المَرضِيّة في‮ ‬وقتنا الحاضر،‮ ‬نجد أنفسنا وجهاً‮ ‬لوجه أمام نموذج‮ ‬يفرض نفسه بقوة،‮ ‬لأنه‮ ‬يؤكد ويكشف ذلك الخيط الموصول والرابط بين‮ ''‬الانتهازيين‮'' ‬و‮''‬النفعيين‮'' ‬مهما اختلفت أزمانهم وتعددت أماكنهم أو تنوعت صورهم ومشاربهم السياسية والفكرية‮. ‬فهناك دائماً‮ ‬ما‮ ‬يوحدهم وهو حُب الذات والمصلحة الخاصة ولا شيء قبلها أو بعدها‮. ‬ويبرز هذا‮ ''‬النموذج‮'' ‬الذي‮ ‬نتحدث عنه هنا في‮ ‬تلك التقارير التي‮ ‬كشفت عن أن الجيش الأمريكي‮ ‬قد قدّم‮ ''‬رشاوى‮'' ‬لعدد من‮ ''‬الكتاب‮'' ‬و‮''‬الصحفيين‮'' ‬مقابل نشر تقارير وأخبار ومقالات تجمّل صورة المحتل الأمريكي‮ ‬وتتستر على جرائمه التي‮ ‬يرتكبها في‮ ‬العراق،‮ ‬كمما أن بعض تلك التقارير قد أكدت أن بعض الصحف قامت بنشر التحقيقات والأخبار الصحافية التي‮ ‬تتصف بالكذب والخداع في‮ ‬محاولة منها لتحسين صورة الوحش الأمريكي‮ ‬الغازي،‮ ‬وهي‮ ‬صورة من صور التدليس والنفاق التي‮ ‬أشاعها الاحتلال لإخفاء فضائحه وفظائعه في‮ ‬حق العراق والعراقيين‮. ‬والذي‮ ‬ليس موضع شك هنا هو أن هذا الإغراء‮ ''‬بالدسم الأمريكي‮'' ‬قد أسال لعاب العديد من الانتهازيين من الكتاب والصحفيين،‮ ‬الذين هم دائماً‮ ‬تحت الطلب،‮ ‬وعلى استعداد لبيع أقلامهم وضمائرهم،‮ ‬والتغذي‮ ‬من هذا‮ ''‬الدسم الأمريكي‮'' ‬على حساب العراق وعلى حساب دماء الضحايا والثكالى من شعبه الصابر‮.‬

هنا‮ ‬يلح علينا سؤالٌ‮ ‬جوهري،‮ ‬هل الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تملكه من قوة إعلامية ودعائية هائلة،‮ ‬وما لديها من إمكانيات وقدرات على الإغراء والإغواء،‮ ‬هل مارست أسلوب شراء الذمم والضمائر وقامت بانتهاك أخلاقية المهنة الإعلامية والصحفية في‮ ‬داخل العراق؟ أم أن هذا الإعلام الخادع والكاذب استطاع أن‮ ‬يوجد له فروعاً‮ ‬وأتباعاً‮ ‬في‮ ‬العديد من الدول؟ ومنها دولنا العربية؟ وبعض هؤلاء الأتباع والذيول من‮ ‬يعيشون بين ظهرانينا وقد تمرسوا في‮ ‬فنون الكذب والنفاق،‮ ‬والتخفي‮ ‬وراء شعارات خادعة ومضللة‮! ‬لذلك تجدهم لا‮ ‬يملون في‮ ‬كتاباتهم من التشدق بالحديث عن‮ ''‬الحريات‮'' ‬وحقوق الإنسان،‮ ‬ولا‮ ‬يتوقفون عن تصديع رؤوسنا‮ ‬يومياً‮ ‬في‮ ''‬أعمدتهم الصفراء‮'' ‬عن أنظمة القمع والاستبداد،‮ ‬ولا‮ ‬يكفون عن العويل والعواء وهم‮ ‬يرصون الكلمات الإنشائية الفارغة من أي‮ ‬محتوى عن‮ ''‬التعددية‮'' ‬و‮''‬الديمقراطية‮'' ‬وحرية الرأي‮ ‬والاعتقاد‮! ‬وإذا ما انتقلنا من العموميات إلى التخصيص سوف لن نجد في‮ ‬معرفة هذه الفئات والنوعيات من الأقلام التي‮ ‬بات الناس على وعي‮ ‬تام بشخوصها وبأهدافها القائمة على النفعية الذاتية،‮ ‬وبنواياها الهادفة إلى النيل من سمعة ومكانة المخالفين لها،‮ ‬وتبييض صحائف المحسوبين عليها؟

وبالتمعن جيداً‮ ‬فيما‮ ‬يكتبونه والأسلوب الذي‮ ‬يتناولون به مقالاتهم سوف تكتشف أسلوب الدس والتلفيق،‮ ‬وسنرى حجم الألغام والصواعق السياسية والطائفية المشحونة بها هذه الكتابات،‮ ‬إضافة إلى ما تحمله من صفات التلون في‮ ‬المواقف خلال العديد من القضايا الوطنية والقومية،‮ ‬كما سنلاحظ أن بعض تلك الأقلام لا تتورع في‮ ‬الذهاب إلى أبعد حد في‮ ‬ممارساتهم‮ ''‬الوصولية‮'' ‬و‮''‬الانتهازية‮''‬،‮ ‬ولا‮ ‬ينتابهم شعور بالوجل أو الخجل مما‮ ‬يبثونه من سموم وأحقاد،‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعلهم بعيدين عن أية مصداقية فيما‮ ‬يطرحونه من أفكار سواء مع الناس أو مع الوطن‮. ‬هم فقط‮ ‬ينطلقون من رواسب وعُقد لا زالت تفعل فعلها في‮ ‬تشويه نفوسهم وعقولهم وتدفع بهم إلى نوازع متبدلة من الانتقام لدرجة جعلتهم موضع سخرية وشفقة في‮ ‬آن واحد‮!‬

ومن المناسب هنا من قبل التذكير أو تقديم بعض الأمثلة من هذه النماذج،‮ ‬أن لا نغفل‮ ‬‭-‬‮ ‬ومن باب المقارنة بالشيء فقط‮ ‬‭-‬‮ ‬بالكثير من الكتاب والصحافيين الذين‮ ‬يتميزون بعفة النفس واحترام الذات،‮ ‬واحترام القلم الذي‮ ‬يكتبون به،‮ ‬وهم لا‮ ‬يخوضون في‮ ‬أوحال السياسة لتحقيق مآرب وأطماع شخصية،‮ ‬ولا‮ ‬يستخفون بعقول ومشاعر قرائهم،‮ ‬ولا تحركهم أحقاد شخصية أو تاريخية تجاه الناس أو بعض القوى السياسية،‮ ‬لذلك هم موضع احترام وتقدير،‮ ‬حتى ممن‮ ‬يخالفون أو‮ ‬يختلفون معهم في‮ ‬وجهات النظر‮! ‬بعكس أصحابنا الذين هم صورة‮ ''‬عصرية‮'' ‬لذلك الأعرابي‮ ‬الانتهازي‮ ‬في‮ ‬حكايتنا التراثية‮.‬

والنموذج الأول نجده في‮ ‬ذلك الكاتب المسعور والطائفي‮ ‬حتى النخاع،‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يرى الأشياء من حوله ولا‮ ‬يبصرها إلا من خلال منظار الطائفية،‮ ‬ولا‮ ‬يحلل أو‮ ‬يفسر الأحداث الوطنية أو القومية إلا من زاوية ما‮ ‬يراه أو‮ ‬يعتقده صحيحاً،‮ ‬والذي‮ ‬يتماشى مع أفكاره ومعتقداته السقيمة،‮ ‬لذا لا تجد‮ ‬غير قلم موتور وحاقد ورافض لكل ما‮ ‬يتناقض مع توجيهاته وقناعاته الطائفية والفئوية،‮ ‬ولا‮ ‬يحمل أية صفة خلقية تردعه عن استخدام كل ما‮ ‬يسعفه به قاموس الشتائم والسباب،‮ ‬وما‮ ‬يزخر به ممن‮ ''‬مفردات‮'' ‬و‮''‬عبارات‮'' ‬نابية للتعرض بها إلى قادة رموز وطنية وقومية،‮ ‬هم بكل المقاييس أكثر علماً‮ ‬وعلواً‮ ‬وشرفاً‮ ‬منه،‮ ‬ولكن‮ ''‬حمى الطائفية‮'' ‬و‮''‬فيروس الكراهية‮'' ‬اللذين أصابا قلبه وعقله هما المسؤولان عن هذيان وهلوسات هذا الكاتب،‮ ‬وبالصورة التي‮ ‬جعلته‮ ‬يتوهم بأن‮ ''‬شطحاته‮'' ‬الفارغة‮ ‬يمكن أن تنال من‮ ''‬قامة الرجال‮'' ‬العظام والشرفاء المدافعين عن عز وشرف الأمة،‮ ‬والمتمسكين بالحق والمبادئ مهما بلغت شدة وقسوة الظروف‮.‬

أما النموذج الآخر فهو من ذلك النوع الذي‮ ‬يمكن أن تصفه‮ ''‬بالصنيعة‮'' ‬أو‮''‬الخلطة الإعلامية‮''‬،‮ ‬ولكن‮ ''‬الشيوعية‮'' ‬هي‮ ‬الماركة المسجلة له،‮ ‬وإن حاول أحياناً‮ ‬ارتداء قميص اليسارية أو القومية أو الدينية أيضاً،‮ ‬فهذا التمويه المقصود هو جزء من شخصيته واستراتيجية في‮ ‬التعامل مع القراء،‮ ‬وكل كتاباته تحمل رسائل وتوجهات ذات مغزى لا تخطئها العين،‮ ‬وهو لديه قدرات ليس قليلة على تشويه الحقائق وقلب النقائص إلى مزايا وبالعكس‮! ‬كما أنه‮ ‬يمتاز بأسلوب الدس والتحريض،‮ ‬ومحاولة اللعب على بعض التناقضات أو الخلافات بين الأطراف،‮ ‬وإثارة كل ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يزيد من حدتها واشتعالها بهدف الوصول إلى‮ ‬غاياته وأهدافه الخبيثة،‮ ‬وأشد ما‮ ‬يغيظ هذا الكاتب ويقلقه هو أن القوى السياسية قد تتناسى خلافاتها وتقترب من جوهر القضايا الوطنية المتفق عليها وتسعى إلى توحيد صفوفها،‮ ‬وتعزيز تحالفها حول قضايا وملفات وطنية ملحة،‮ ‬كما هو حاصل على مستوى الساحة السياسية عندنا،‮ ‬بوجود ما‮ ‬يطلق عليه‮ ''‬بالتحالف‮'' ‬أو‮''‬التنسيق الرباعي‮'' ‬حول المسألة الدستورية،‮ ‬وما أفرزته من تجاذبات واصطفافات في‮ ‬العملية السياسية،‮ ‬ومن المشاركة أو المقاطعة للانتخابات البرلمانية‮. ‬وكان رد فعل هذا الكاتب هو أنه وعلى مدى أربع سنوات لم‮ ‬يترك سانحة أو‮ ‬يضيع فرصة دون التعرض السلبي‮ ‬للجمعيات السياسية الأربع من خلال‮ ''‬فضاءاته الفارغة‮''‬،‮ ‬ومحاولة النيل أو التأثير في‮ ‬قراراتها والتشكيك في‮ ‬مواقفها،‮ ‬واللجوء‮ ‬إلى أسلوب التحريض عليها،‮ ‬وهو لا‮ ‬يألو جهداً‮ ‬في‮ ‬توظيف بعض الأخطاء أو الممارسات السلبية التي‮ ‬تصدر من هذا الطرف أو ذاك للطعن في‮ ‬دوافع ونزاهة‮ ''‬الأطراف المتحالفة‮''‬،‮ ‬والعزف المستمر على وتر الخلافات الفكرية أو السياسية بين هذه القوى حول بعض القضايا القومية كما هو الحال بالنسبة إلى‮ ''‬القضية العراقية‮''‬،‮ ‬والموقف من الاحتلال الأمريكي،‮ ‬ولا‮ ‬يزال هذا الكاتب‮ ‬يسعى إلى إحداث قطيعة بين هذه الأطراف وهدم أسس هذا‮ ''‬التحالف‮'' ‬من خلال تقليب صفحات الماضي‮ ‬والنبش في‮ ‬التاريخ القديم واستحضار بعض الأحداث فيه وتحويلها إلى سلاح في‮ ‬حربه الراهنة والمستعرة ضد الجمعيات‮ ''‬الأربع‮''‬،‮ ‬وينكشف هذا السياق قمة‮ ''‬الانتهازية‮'' ‬لدى هذا الكاتب عندما لا‮ ‬يخجل من إرسال إشارات الغزل أو التقرب صراحة من بعض أطراف هذا‮ ''‬التحالف‮''‬،‮ ‬والتمادي‮ ‬في‮ ‬توجيه الطعون والشتائم للقوى الأخرى فيه،‮ ‬خاصة التيار القومي‮ ‬فيها،‮ ‬في‮ ‬تناغم وانسجام تامين مع مواقف بعض القوى السياسية من بقايا‮ ''‬الشيوعية المندثرة‮'' ‬التي‮ ‬ترفع شعار التقدمية والحرية،‮ ‬ولم تجد حرجاً‮ ‬في‮ ‬القفز إلى قطار‮ ''‬الإمبريالية الأمريكية‮'' ‬القادم لغزو المنطقة،‮ ‬والقبول بالدور السياسي‮ ‬المذل والمهين الذي‮ ‬يخدم قوى الاحتلال كما هو الموقف ممن الاحتلال الأمريكي‮ ‬‭-‬‮ ‬البريطاني‮ ‬للعراق‮. ‬لذلك كان‮ ‬يزعج هذا الكاتب أن‮ ‬يرى القوميين الشرفاء في‮ ‬مقدمة الصفوف للدفاع عن العراق وشعبه،‮ ‬ويقلقه أن‮ ‬يجد‮ ''‬البعثيين الأصلاء‮'' ‬والأوفياء لمبادئ وقيم الأمة هم من‮ ‬يقودون المقاومة الوطنية العراقية،‮ ‬ويتصدون للاحتلال وأعوانه وحلفائه،‮ ‬ويصنعون ملحمة ثورة تحرير العراق،‮ ‬ويلحقون العار والمهانة بأكبر وأقوى دولة في‮ ‬هذا العصر،‮ ‬وإن وصفهم‮ ''‬بالصداميين‮'' ‬أو‮ ''‬العفلقيين‮'' ‬لا‮ ‬يسيء ذلك لهم،‮ ‬بل‮ ‬يزيدهم شرفاً‮ ‬وسمواً‮. ‬وأمام هذه الحالة‮ ''‬البطولية‮'' ‬والرجولية‮ ‬يظهر ويكشف عجز وحقد القوى المناوئة بكل ما‮ ‬يحمله هذا الحقد الأعمى من خيبة وهزيمة وانحطاط‮.‬

فهذا الكاتب الذي‮ ‬درج على الطعن والتشكيك في‮ ‬طبيعة التحالف بين القوى القومية واليسارية والدينية لا‮ ‬يخجل من مخاطبة القوى‮ ''‬الدينية‮'' ‬منها،‮ ‬ويطالبها إعادة تحالفها والالتفات إلى بعض العناصر المحسوبة على‮ ''‬القوى الشيوعية‮'' ‬التي‮ ‬قفزت إلى البرلمان في‮ ‬ظل ظروف معروفة،‮ ‬وباتت حظوظها في‮ ‬المرة المقبلة ضعيفة إن لم تكن معدومة؟ كما أن هذا الكاتب لا‮ ‬يرى‮ ‬غضاضة في‮ ‬تحالف الحزب الشيوعي‮ ‬في‮ ‬العراق مع الاحتلال الأمريكي‮ ‬ومع بعض القوى والرموز الخائنة والعملية،‮ ‬والدخول معها في‮ ‬جبهة للمشاركة في‮ ‬الفتات الذي‮ ‬يجود به المحتل عليهم من المحاصصة الطائفية؟ بل إن هذا الكاتب لا‮ ‬يجد ما‮ ‬يعيبه شخصياً‮ ‬من أن‮ ‬يحل ضيفاً‮ ‬على الإدارة الأمريكية لعدة أسابيع ليعود محملاً‮ ''‬بالدسم الأمريكي‮''‬،‮ ‬وينضم إلى جوقة المطبلين والمزمرين للاحتلال،‮ ‬والمساهمة في‮ ‬الحملة الإعلامية والدعائية ضد العراق ونظامه الوطني‮ ‬والقومي‮ ‬الذي‮ ‬يقوده حزب البعث قبل الاحتلال واستمراره في‮ ‬نفث سمومه وهجومه المسعور حتى هذه اللحظة،‮ ‬دون أي‮ ‬رادع أخلاقي‮ ‬أو مهني‮. ‬إنها حكاية الأعرابي‮ ‬الانتهازي‮ ‬المتواصلة والمستمرة عبر كل العصور وفي‮ ‬كل الأوقات‮.‬

كلمة أخيرة نهمس بها في‮ ‬إذن كل المعنيين فيما قلناه وكتبناه هنا،‮ ‬وهي‮ ‬أننا لم نكن نود أو نرغب في‮ ‬اللجوء إلى هذا النوع من الكتابات،‮ ‬لكن وجدنا أنفسنا مضطرين لإفهام من‮ ‬يعنيه الأمر بأن سكوتنا وتجاهلنا‮ ‬‭-‬‮ ‬طوال هذه المدة‮ ‬‭-‬‮ ‬لكل من‮ ‬يصدر عنهم من‮ ''‬إساءات‮'' ‬و‮''‬تجاوزات‮'' ‬لم‮ ‬يكن ناتجاً‮ ‬من ضعف أو خوف،‮ ‬بل هو ترفع عن هذا المستوى من السجال الذي‮ ‬لا‮ ‬يقدم معرفة ولا‮ ‬يخدم الحقيقة‮. ‬وإننا دائماً‮ ‬نعتقد‮ ‬‭-‬‮ ‬ولا زلنا‮ ‬‭-‬‮ ‬بأن الوطن والأمة لديهما من القضايا والهموم ما‮ ‬يلزمنا توجيه كل الطاقات والجهود لمواجهتها وحل معضلاتها،‮ ‬بدل الدخول في‮ ‬هذا النوع من‮ ''‬المهاترات‮'' ‬و‮''‬المناوشات‮'' ‬التي‮ ‬لا طائل من ورائها سوى النفخ في‮ ‬صورة بعض المهووسين بحب الظهور‮. ‬وقد اكتفينا هذه المرة‮ ‬‭-‬‮ ‬الذي‮ ‬نرجو مخلصين أن تكون الأخيرة‮ ‬‭-‬‮ ‬اكتفينا بالتلميح دون التصريح،‮ ‬واكتفينا بالسباحة على ضفاف الشاطئ كما‮ ‬يقال دون ولوج أعماق البحر،‮ ‬وإن عادوا عدنا،‮ ‬وعلى الباغي‮ ‬تدور الدوائر‮.‬

Follow on Instagram

© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.