حظوظ وصول المرأة الى المجلس النيابي طريق لا يصمد فيه إلا من تتحلى بروح التحدي في مجتمع يقال عنه انه منفتح بينما هو في الواقع لا زال متحفظا، ومن المتوقع أنه طالما الأيام تقترب رويدا نحو الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري، فأن المترشحات التسع للمجلس تضعن أيديهن على قلوبهن.
حظوظ المرأة صعبة أمام الكتل النيابية، وخاصة موقف بعض الجمعيات المتعصبة من ترشيح المرأة، فالأصالة وعلى لسان رئيسها أعلن ذات مرة (مطلع هذا العام) أن كتلته لا تؤمن بوصول المرأة الى المقعد النيابي، لأن القضية تتعلق بالتخويل والإنابة في مسائل التشريع، والتشريع لا يغوص في بحره غير الرجال.
وجمعية الوفاق ليست ضد ترشيح المرأة حسب ما نشر عنها لكن في الواقع لم يوجد اسم امرأة واحدة ضمن قائمتيها في انتخابات 2006 و2010، وهذا يبعث على الاستغراب! مع العلم انه قد نشرت أخبار عن استعداد واحدة من أعضاء هذه الجمعية للولوج في العملية الانتخابية، ثم اختفت مرة واحدة!
ولكي نستقرئ حظوظ المرأة في انتخابات يوم 23 الجاري.. نضيف هنا بعض الملاحظات علها تميط اللثام عن واقع حال قد لا يبشر بالخير، ولكن التحدي هو الذي يقلب المعادلات الصعبة.
أولا: في قائمة (زاجل) ذات مرة أعلنت مجموعة من النسوة أنهن يتمنين دخول البرلمان، لكنهن يقينا وحسب كلامهن لا يصلن إلا بدعم من الجمعيات السياسية، فطالما لا يوجد دعم من الجمعيات السياسية، فسوف يترددن في الترشيح، وهذا فعلا هو الذي حصل، وهذا يمثل خسارة مادية كبيرة لهن.
ثانيا: يقول البعض إن (المرأة ما رايح أحد يدعمها)، وعند سؤالهم: لماذا؟ فأنتم بهذا الموقف تظلمون المرأة.. وهل المرأة غير كفؤ؟ تراهم يجيبون: المرأة تظل امرأة، لا نشعر أن لديها استقلالية سياسية في توجهاتها، وعلى هذا الأساس لا نتوقع وصول واحدة الى المقاعد النيابية!
ثالثا: توجد حقيقة لا يفترض ان ننساها، وهي أن عددا من الرجال يضغطون على زوجاتهم لانتخاب من يريدونه من جمعياتهم، ويلحون عليهن في الذهاب الى خيمة مترشح معين، ويوم الانتخاب، يأخذون زوجاتهم بسياراتهم ضامنين أصواتهن لمن يريدونه مائة بالمائة.
رابعا: يقال ايضا، توجد نساء يغرن من نساء أخريات، ولا يتمنين لهن النجاح في الانتخابات لدرجة أن مترشحة ذهبت الى احدى القرى، وقابلت عددا من النساء، وقلن لها في النهاية: "ما رايح ننتخبك، فلا تتعبي نفسك".
خامسا: يقول البعض من النساء إن المرأة إذا دخلت الانتخابات، فإذا لم يحالفها الحظ، تنتشر عنها الإشاعات بما يسيء الى شخصيتها، لذا نرى ترددا في أوساط المرأة في الاندفاع نحو عالم الترشيح سواء البلدي او النيابي.
سادسا: توجد نسبة من الإحباط لدى عدد كبير من النساء، مثلما هو الحال لدى البعض من الرجال، من أنهن لم يلمسن مكسبا خاصا بهن في السنوات الثمانية الماضية حتى (قانون الأسرة أو الاحوال الشخصية) أقره برلمانيو طائفة، بينما آلاف الأرامل والمطلقات ينتظرن موافقة الطائفة الأخرى.
سابعا: يتردد ان احدى مترشحات المحرق، توشحت بالحجاب هذه الأيام في زياراتها للدوائر التي سوف تمثلها، ويعلق نساء عليها بالقول: "لو ظلت على عدم لبس الحجاب.. لكان حظها أوفر".
ثامنا: شاهدت حضورا مميزا من النساء في مخيمات البعض من المترشحين، حرصن على الحضور والمشاركة في النقاش، وهذه بادرة ممتازة تبعث الامل في النفوس على أن المرأة قادرة على المشاركة والعطاء.
هذه نماذج لبعض من الأفكار التي لازالت توشوش على نجاحات المرأة في انتخابات البرلمان في 23 أكتوبر الجاري.. لكنها قراءات ليست منزلة من السماء.. فهل نقرها ونغمض العينين أم نعمل على تغييرها؟
نغيرها من خلال تحد يقوده النساء بمشاركة واسعة، ووقف الاستهانة بمنزلة المرأة، وقلب المعادلة من خلال تصويت المرأة للمرأة.. فهي الاقرب إليها، وبحاجة الى صوتها، وهي الأكثر تفهما لقضاياها.
ختاما، أقول للمرأة: "احسمي أمرك، وتقدمي للانتخابات وادعمي أختك، فزوجك لا يمكن ان يكون شرطيا لحظة الاقتراع"، وأقول للزوج الموقر: "لا تتدخل في خيارات زوجتك فيمن ترشح أو تختار"!!