أستمر حصار قرية "العكر" لليوم الثالث على التوالي، مع وجود أمني كثيف ونقاط تفتيش دقيقة حالت دون دخول أو خروج الكثيرين من أهالي القرية.
يأتي ذلك في ظل حديث وزير الداخلية لمجلسي الشورى والنواب يوم أمس عن وجود "إشاعات مغرضة تصدر من بعض الجهات المشبوهة تتعمد إثارة الفوضى وتضليل الرأي العام كالتي يروج إليها الآن بان منطقة العكر الشرقي تخضع لحصار من قبل الشرطة مع العلم بأن الحقيقة مخالفة لذلك تماما حيث توجد نقاط تفتيش بقصد تتبع وضبط باقي المتهمين في واقعة العكر الشرقي".
إلا أن شهود عيان أكدوا أن التواجد الأمني المكثف على منافذ قرية العكر تسبب في منع 610 طلاب من أصل 617 طالباً من مدرسة المنذر بن ساوى التميمي الابتدائية للبنين من التوجه لمدرستهم الواقعة في القرية اليوم (الاثنين)، واقتصر الحضور في المدرسة على 7 طلاب فقط، ممن تقع منازلهم بالقرب من المدرسة.
وقد حال التواجد الأمني في منافذ القرية دون تمكن طلاب المدرسة الذين يقطنون في قرية النويدرات من الوصول إلى مدرستهم.
من جهة أخرى، أفاد عدد من أهالي قرية العكر أن "الحصار الأمني مستمر على القرية منذ يوم الجمعة، إذ لا يسمح بالدخول أو الخروج إلا لأهالي القرية وبعد تفتيش السيارات بشكل دقيق، إذ يشهد منفذ القرية طابوراً طويلاً من السيارات".
وقد تسلم بيت الأمم المتحدة بالعاصمة البحرينية المنامة نداء عاجلا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من قبل 10 جمعيات سياسية وحقوقية وطبية بحرينية، طالبته باتخاذ موقف عاجل إزاء حصار منطقة العكر وإرهابها من قبل النظام والانتهاكات المروعة التي تمارس بحق المواطنين فيها.
ومنع تجمع دعت له المعارضة بالقرب من مبنى الأمم المتحدة رفضاً للحصار الظالم الذي يدخل يومه الثالث، وفرضت حواجز عسكرية وانتشرت أعداد من الجنود وقوات النظام في محيط مبنى الأمم المتحدة والشوارع المؤدية إليه لمنع المواطنين من التوجه والاحتجاج على الممارسات الإجرامية والخارجة عن إطار الإنسانية أهالي منطقة العكر.
وبالرغم من الحصار سلم ممثلو المعارضة وقوى المجتمع المدني، لأحد مسئولي الأمم المتحدة بالمنامة رسالة عاجلة للأمين العام، وأكدوا له على أن الموقف لا يتحمل التأخير والمطلوب موقف عملي لوقف التهور الرسمي.
وقالت الجمعيات السياسية وقوى المجتمع المدني في ندائها العاجل الموجه اليوم الأحد (21 أكتوبر 2012) لبان كي مون في خطاب رسمي: نوجه لكم نداء بالتدخل العاجل مع حكومة البحرين لفك الحصار علي قرية العكر جنوب العاصمة المنامة والتي تفرض عليها قوات الآمن حصار وطوق أمني وتمنع التجوال بها ودخول الخدمات الطبية والآسعاف والمواد الغدائية ومنع محلات المؤونة والمخابز من فتحها ومنع الطلاب والمدرسين من الذهاب إلى المدارس و المعاهد والجامعات وعدم السماح في الدخول إلى المنطقة منذ 3 أيام.
وأوضحت: كما تزامن هذا مع المداهمات لليلاً و نهاراً إلى المنازل والتي بلغت بحسب رصدنا أكثر من 35 منزلاً، وتعرض الآهالي للاهانات بشكل مستمر والتعرض لهم أثناء تجوالهم، وأعتقال عدد من أبناء القرية دون إبراز إذن النيابة العامة.
وطالبت بموقف واضح ضد هذه الجرائم غير إنسانية المنتهكة لآبسط مبادىء حقوق الانسان وسياسية العقاب الجماعي الممنهجة، وحثها علي محاسبة المسؤولين في أتخاذ مثل هذا الإجراءات غير إنسانية.
ولفتت إلى أن الأوضاع الامنية في البحرين أخذت في التدهور بسبب النهج الحكومي المتصاعد في سياسة الحل الأمني واطراد وتيرة القمع.
ووقعت على الرسالة: جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، جمعية الإخاء الوطني، جمعية التجمع القومي الديمقراطي، جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"، جمعية التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، المرصد البحريني لحقوق الإنسان، الطاقم الطبي ممثلاً في الدكتور نبيل تمام، وجمعية التمريض البحرينية ممثلة في رولا الصفار، جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان.
22/10/2012 م
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.