شيع أهالي قرية جدالحاج وحشد كبير من شعب البحرين، اليوم الأربعاء، الفقيدة الحاجة الشهيدة أسماء حسين (52 عاماً)، التي فارقت الحياة في منزلها بعد مداهمة قوات الأمن للمنزل فجر أمس (الثلاثاء)، وفقاً لما ذكرت عائلتها.
وأدى إغلاق الطريق المؤدي لشارع البديع من جهة دوار القدم قبل قليل إلى إزدحام كبير في الطرق المؤدية إلى شارع البديع قبل دوار القدم.
وروى محمد عبدعلي (ابن الفقيدة) تفاصيل الحادثة، قائلاً: "في حدود الساعة الثانية من فجر أمس، استيقظتُ على أصوات أقدام فوق سطح المنزل، علاوة على صوت لمحاولة فتح باب الكراج، وحاولتُ استطلاع حقيقة ما يجري عبر نافذة الغرفة، فشاهدتُ انتشار أعداد من قوات الأمن في محيط المنزل غالبيتهم كانوا ملثمين، وبعد لحظات تمت مداهمة المنزل وتفتيشه من دون إبراز إذن من النيابة العامة".
وتابع "أثناء ذلك استيقضت والدتي وهي مذعورة من وجود قوات الأمن، خوفاً من اعتقال أحد أبنائها أو مداهمة غرفة أختي، وما كانت سوى لحظات حتى سقطت مغشياً عليها، مع العلم أن والدتي تُعاني من الضغط والسكري، وقد حاولت إسعافها من خلال مساعدة والدي بإنزالها للطابق الأرضي، وطلبتُ من الشرطة مساعدتي لنقلها إلى المستشفى، ولكنهم منعوا أخواتها أو أي شخص من الاقتراب إلى المنزل، وأخبرتهم أن والدتي ستموت إذا تأخرنا في إسعافها، ولابد من نقلها مباشرة إلى المستشفى، وما كان منهم إلا أن اتصلوا بالإسعاف".
وقال عبدعلي: "قوات الأمن أبلغوني بالتوجه لمدخل القرية لأن سيارة الإسعاف وصلت، وبعد توجهي لم أجد الإسعاف، وعدتُ مرة أخرى للمنزل، إلا أنهم وبعد مرور مدة من الوقت أبلغوني بالتوجه مرة أخرى إلى مدخل القرية، وحينها وصل الإسعاف، إلا أن تأخُّر وصول الإسعاف أدى إلى وفاة والدتي في المنزل، كما أن محاصرة المنزل ومنع أي شخص من الاقتراب ومنعنا من نقلها إلى المستشفى، كان له دور في مفارقتها الحياة".
وتقدمت عائلة الفقيدة ببلاغ إلى مركز الشرطة مفاده مداهمة المنزل من دون إبراز إذن من النيابة العامة، ما أدى إلى وفاة الفقيدة.
وأعرب مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الفقيدة، موضحاً أن عملية دخول المنزل وتفتيشه مثبتة بالتصوير، وقد تم إخطار النيابة العامة بالواقعة.
من جانب آخر، أصدرت الأمانة العامة للتظلمات بياناً على لسان مدير إدارة شئون التظلمات عبدالرحمن علي فارس، ذكر فيه أن "الأمانة العامة للتظلمات فتحت تحقيقاً أمس في واقعة وفاة السيدة البحرينية أثناء تواجد أفراد من قوات الأمن العام داخل مسكنها في قرية جد الحاج بالمحافظة الشمالية".
وقال: "إن الأمانة العامة للتظلمات تواصلت مع الأطراف المعنية، من أهالي المتوفية ومنتسبي وزارة الداخلية".
وأشار إلى أن "الأمانة العامة للتظلمات تعرب عن صادق التعازي والمواساة إلى أسرة المتوفية، داعية لها بالرحمة ولأهلها وذويها بالصبر والسلوان".
وأكد حرص الأمانة على سرعة إنجاز التحقيقات، وتحديد مدى مسئولية منتسبي قوات الأمن عن حادثة الوفاة.
12/02/2014 م