بعد احتجاز جثته 12 يوماً بتعسف وتأكيد على المطالبة بإنهاء الإستبداد
البحرين: حشود كبيرة من المواطنين يشيعون شهيد قتله النظام بوحشية
شيع عشرات الآلاف من المواطنين البحرينيين الشهيد محمود الجزيري الذي قضى بسبب عنف النظام ودمويته في التعاطي مع التظاهرات السلمية، بعد احتجاز جثمانه من قبل الأجهزة الأمنية لمدة 12 يوماً وتعسفها في طريقة وإجراءات دفنه على خلاف رغبة ذويه بالرغم من كونها هي الجهة التي قتلته.
وانطلقت الحشود المشيعة للشهيد في جزيرة النبيه صالح (جنوب العاصمة المنامة) عصر اليوم الثلاثاء 5 مارس 2013، وحملوا صوره وأعلام البحرين، وشعارات تؤكد على استمرار الثورة في البحرين مهما كثرت التضحيات، ومهما بلغ عنف النظام في التعاطي مع المتظاهرين.
وندد المشاركون بالوحشية البالغة التي تتعاطى معها قوات النظام واستهدافها المواطنين في حياتهم، عبر الأسلحة المختلفة، الأمر الذي شكل منهجية واضحة تسببت في إصابة عشرات الشهداء، وكان آخرهم الشهيد محمود الجزيري الذي أصيب بطلق مباشر في رأسه مما أدى لوفاته بعد اسبوع من إصابته.
وأكد المشيعون على القصاص من القتلة والمجرمين مهما علت مناصبهم، لأن في ذلك إنصاف للضحايا وحماية لحقوق الإنسان، فالإنتهاكات التي تستمر بسبب غياب المحاسبة وبسبب إفلات المجرمين من العقاب.
وأكدوا على أن مطالب شعب البحرين في التحول نحو الديمقراطية هي مطالب لا يمكن أن تنتهي بالعنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب، ولا يمكن لإستخدام القوة والسلاح ونشر الميليشيات المسلحة في المناطق لبث الإرهاب وممارسة الجرائم، كل ذلك لا يمكن أن ينهي اكثر من عامين من النضال الوطني المستمر والصمود الشعبي في إنهاء حقبة الإستبداد والظلم والتهميش.
وكانت إصابة الشهيد محمود الجزيري أظهرت مدى الإصابة البليغة التي أودت بحياته، بعد استهدافه بطلق ناري في ذكرى انطلاق الثورة الثانية في 14 فبراير 2013، إذ وجهت له قوات النظام أسلحتها واستخدمت عبواتها كذخيرة حية.
وفور تصويب السلاح الناري لرأس الشهيد الجزيري سقط على الأرض دون حراك نظراً لشدة الاصابة، ونقل للعلاج وبقي في المستشفى لأكثر من اسبوع في محاولة لإنقاذه، لكنه فارق الحياة بعدها، وبقت جثته محتجزة بسبب الأجهزة الأمنية لحوالي 12 يوماً.
وأظهرت صور الشهيد أثناء تغسيلة، حجم الإصابة التي تعرض لها، إذ تسببت في تهشم ونزيف داخلي للشهيد.
والجزيري ليش أول الشهداء الذين قتلوا بسبب تصويب المقذوفات النارية مباشرة واستخدامها كذخيرة حية ضد المتظاهرين، إذ سبق أن ازهقت أرواح العديد من المواطنين بسبب ذلك. إلى جانب استخدام الأسلحة النارية والرصاص الإنشطاري والحي في ذلك.
وقد تسلمت عائلة الشهيد محمود عيسى الجزيري (22 عاماً) جثمان أبنها بعد 12 يوماً من حادثة إستشهادة، إثر تعرضه لطلق مباشر من قبل قوات النظام في منطقة النبيه صالح.، وشيعت حشود غفيرة مساء اليوم جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير بالنبيه صالح، إذ لم تغلق قوات النظام الطريق الوحيد المؤدي للجزيرة.
و كانت العائلة تنوي تشييع ابنها في قرية الديه ودفنه في جزيرة النبيه صالح، في حين أصرت وزارة الداخلية على إجراء مراسم التشييع والدفن في الجزيرة.
وأظهرت صور للشهيد أثناء تغسيلة، حجم الإصابة التي تعرض لها، إذ توفي متأثراً بإصابته بطلق مسيل دموع في منطقة الرأس، كان قد تعرض لها أثناء مشاركته في فعالية احتجاجية يوم الخميس 14 فبراير/ شباط 2013.


