عائلته طالبت «الداخلية» بالكشف عن تسجيلات الكاميرات التي تراقب الشارع
شيَّعت حشود عصر أمس السبت (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) فتى سماهيج الفقيد علي عباس رضي (16 عاماً) والذي قضى يوم الجمعة الماضي عندما صدمته سيارة على شارع الشيخ خليفة بن سلمان وذلك أثناء توجهه مع زميل له لتأدية صلاة الجمعة في قرية الدراز.
وكان المئات من المواطنين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة في موكب التشييع الذي انطلق عند الساعة الثالثة عصراً وحمل نعش الفقيد على سيارة تتقدم جموع المشاركين في التشييع، ثم أدوا الصلاة عليه بإمامة الشيخ جمال أحمد الخرفوش ليوارى فيما بعد جثمان الفقيد الثرى بمقبرة قرية سماهيج.
إلى ذلك؛ قال عم الفقيد لـ«الوسط» إن العائلة مازالت متمسكة برأيها على أن ملاحقة قوات الأمن للفقيد وزميله، بينما كانا متوجهين لتأدية الصلاة؛ هي السبب في وقوع الحادث ووفاة الفقيد.
يذكر أن وزارة الداخلية قامت باغلاق العديد من المنافذ المؤدية إلى القرى الشمالية وذلك بعد دعوات من قبل رجال دين إلى التوجه للصلاة في جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز.
وأكدت العائلة في بيان صادر عنها، أن الفقيد كان مع صديقه يحاولان تخطي الحواجز غير الأمنية ونقاط التفتيش للوصول للدراز والصلاة خلف عالم الدين الشيخ عيسى قاسم، وأنه عند وصولهما دوار القدم وتخطي الحواجز قادمين من جهة جدحفص؛ عبرا الشارع الأول وأثناء عبورهما الشارع الثاني شاهدا مركبة لرجال الأمن تسير في الاتجاه المعاكس نحوهما، فركبا سيارة احد المارة محاولين الهرب منهم لكن الازدحام حال دون تحرك السيارة، فلحقهما رجال الأمن وأنزلاهما من السيارة لاقتيادهما لدورية الأمن.
وأشار البيان، إلى أنه وبعد أن تمكن علي وصديقه من الهرب، قطعا الشارع الأول المؤدي إلى مدينة حمد فيما كانا ملاحقين من قبل رجال الأمن، إلا ان الشارع الثاني المؤدي إلى المنامة لم يكن مزدحماً والسيارات كانت تمر مسرعة.
ونقل بيان العائلة عن الشاهد الذي كان برفقة الفقيد؛ أنه وبعد تمكنهما من قفز الحاجز، أتت سيارتا شرطة مسرعتين باتجاههما، إلا أنهما تمكنا من تخطيها، وقال: «أثناء محاولتي عبور الشارع مبتعداً عن رجال الأمن؛ فإذا بي أسمع صوت ارتطام، وحين التفت نحو مصدر الصوت، رأيت علي يتطاير في الهواء من شدة الاصطدام، فشعرت بالصدمة، وتوقفت في منتصف الطريق حائراً، إلا أن قدوم مزيد من قوات الأمن دفعني إلى الفرار».
وأضاف «واصلت الجري بالقرب من إحدى المزارع، إلى أن أقلني أحد الاشخاص لمنطقة قريبة، ومازالت في ذهني لحظة الحادث حين رأيت علي يتطاير في الهواء، وبعد أن حاولت معاينة مكان الحادث مرة أخرى، فوجئت بأنه تم فتح الشوارع بالقرب من كوبري ودوار القدم، مع عدم وجود أي أثر لعلي أو حادث حدث. كما أني لست متأكداً ممن صدمه».
وأوردت العائلة في بيانها، أنها توجهت بعد ذلك إلى مجمع السلمانية الطبي، بعد أن انتشرت عبر الهواتف صورة ابنها ملقىً على الأرض بعد تعرضه للحادث، وذلك على رغم أن بيان وزارة الداخلية أكد أن الصورة هي لآسيوي قضى نحبه في حادث.
وقالت العائلة: «بحسب ما نقله لنا بعض الشهود؛ فإنه لم يحضر إلى الموقع سيارة إسعاف أو مرور إلى موقع الحادث كما هو معتاد من إجراءات في مثل هذه الحوادث، وإنما تم نقل الجثمان عبر إحدى دوريات الشرطة».
وتابعت في بيانها: «عند وصولنا لطوارئ السلمانية، تم إبلاغنا بأن هناك جثة غير معروفة الهوية، ليتبين لنا لاحقاً أنها جثة ابننا، وبعد أن قمنا بتصوير الجثة، قامت وزارة الداخلية بتعديل بيانها بشأن الحادث، والإشارة إلى أنه مواطن بحريني».
وأيدت العائلة في بيانها ما أوردتها وزارة الداخلية في بيانها بشأن شهادات الشهود على الحادث، إلا أنها اعتبرت أن بيان الوزارة أخلى مسئولية رجال الأمن الذين كانوا يلاحقون ابنهما ورفيقه.
وقالت العائلة: إن «الوزارة ذكرت أن المكان الذي توفي فيه ابننا يبعد عن جامع الدراز الذي كان مقصده، وهو أمر صحيح، لأنها قطعت كل الطرق المؤدية إلى الدراز، وأدى ذلك إلى ازدحام الطرق المقطوعة، ما أدى إلى قيام علي كما غيره، بمحاولة تخطي الحواجز مشياً على الأقدام من أجل الوصول إلى جامع الدراز».
وأضافت «ما يثير الريبة أنه على رغم الازدحام القائم، تم اخلاء الشارع ومسح معالم وآثار الحادث في وقت قصير، وهذا يدفعنا إلى السؤال: لماذا كله هذه العجلة، إن كان الحادث هو حادث سير عادي. كما أن الشارع الذي توفي فيه علي مراقب بالكاميرات الموضوعة على أعمدة إنارة الشارع، وبدورنا نطالب الداخلية بالكشف عن التسجيلات لوقت الحادث كاملة».
وكانت النيابة العامة قد نوهت أمس الأول إلى أنه بشأن ما تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي من أخبار ومعلومات مغلوطة من وجود ملاحقة أمنية للمتوفى أدت إلى هروبه ما تسبب في وقوع الحادث، وإثارة الشك في هوية السيارة التي صدمته وغير ذلك من أكاذيب بقصد إثارة البلبلة، فهي جميعها محض افتراء يعلم جيداً ناشروها مخالفتها للحقيقة والواقع، وأنها صورة من صور المتاجرة الرخيصة والمتدنية بحياة الأفراد، واستغلال كل الأحداث الإنسانية بما فيها حالات الوفاة لتحقيق أغراضهم في إشاعة الفتنة وبث الأكاذيب.