والده: باغتوا ابني فأصابوه في ظهره
حشود تشيع الفتى علي نعمة لمثواه الأخير بصدد
شيّعت جموع غفيرة من المواطنين عصر أمس السبت (29 سبتمبر/ أيلول 2012) جثمان القتيل الفتى علي حسين نعمة (17 عاماً)، والذي توفي إثر إصابته بطلق ناري (شوزن) مساء أمس الأول (الجمعة) في منطقة صدد.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيانٍ صدر عنها أمس إن مجموعات من الإرهابيين قامت أثناء مرور القوات على شارع زيد بن عميرة بمنطقة صدد بمهاجمتها بالقنابل الحارقة والأسياخ الحديد من عدة جهات، ما استدعى التعامل معهم من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع أولاً تلاه طلقات تحذيرية، إلا أنهم لم ينصاعوا واستمروا في مهاجمة الدوريات، وعلى إثر ذلك تعرض أحد المشاركين في الهجوم الإرهابي للإصابة وعند وصول سيارة الإسعاف أفاد الفريق الطبي أنه توفي.
ومن جانبه، قال والد القتيل: «إن ابني كان في حالة فر وقد أطلق عليه رصاص الشوزن، وأصابه في الظهر من على بعد 3 أمتار».
والده: باغتوا ابني فأصابوه في ظهره
حشود تشيع الفتى علي نعمة لمثواه الأخير بصدد
الوسط – محرر الشئون المحلية
شيّعت جموع غفيرة من المواطنين عصر أمس السبت (29 سبتمبر/ أيلول 2012م) جثمان القتيل الفتى علي حسين نعمة (17 عاماً)، والذي توفي إثر إصابته بطلق ناري (شوزن) مساء أمس الأول الجمعة في منطقة صدد.
وانطلقت مسيرة التشييع من دوار المالكية متجهةً لمقبرة قرية صدد، فيما شهدت المنطقة بعد ذلك مناوشات أمنية ومسيرات متفرقة.
ووري الفتى نعمة الثرى في مقبرة صدد، في حين شهدت المنطقة اشتباكات لمجموعة من المحتجين مع رجال قوات مكافحة الشغب، بينما شهدت مناطق عدة مسيرات واحتجاجات إثر انتشار نبأ وفاة نعمة.
إلى ذلك، روى والد القتيل علي حسين نعمة تفاصيل الواقعة إلى «الوسط»، قائلاً: «كالعادة، خرجت مسيرة مساء الجمعة (28 سبتمبر 2012م) في منطقتنا صدد، وعليه جاءت قوات مكافحة الشغب وتوقفت بالقرب من دوار المنطقة وأطلقوا على المتظاهرين الذين تفرقوا، ومن ثم تلقيت اتصالا من زوجتي تخبرني باعتقال ابني علي».
وأوضح: «حينها لم أكن أعلم بالأمر، وتوجهتُ على الفور إلى القرية، وهناك نقل لي الأهالي التفاصيل، إذ ان رجال قوات مكافحة الشغب أتت في المرة الأولى إلى المنطقة وفرّقت المشاركين في المسيرة بعد أن أطلقت عدة طلقات، ومن ثم انصرف الأمن بانسحاب المتظاهرين».
وأضاف والد القتيل راوياً التفاصيل نقلاً عن شهود عيان من أهالي القرية: «في المرة الثانية قدمت قوات الأمن بشكل مفاجئ ووقفوا بسيارتهم على الدوار، ونزل من السيارة رجلا أمن، أطلق أحدهما مسيل الدموع ومن ثم هدد باستخدام الشوزن؛ ثم انصرفا من المكان».
وقال: «حينها كان ابني علي قد خرج في أحد أزقة القرية، وهناك باغته أحد رجال قوات مكافحة الشغب فهرع ابني، إلا أن رجل الأمن أطلق عليه رصاص (الشوزن) من مسافة قريبة لا تتجاوز الثلاثة أمتار، فسقط علي حينها أرضاً».
وأردف: «يقول الأهالي ان علي نهض محاولاً مواصلة الركض، إلا أن رجل الأمن عاود التصويب عليه مرةً أخرى، وكانت الإصابات في الظهر، وحينئذٍ سقط علي مرةً أخرى على الأرض، فاقترب منه رجل الأمن ووضع رجله عليه».
واستطرد والد القتيل علي حسين نعمة في سرد وقائع إصابة ابنه: «حينها حاول الأهالي الاقتراب من ابني، إلا أن رجال الأمن منعوهم وأطلقوا عليهم الغازات المسيلة للدموع، ومن ثم قاموا بسحب ابني علي وهو مصاب إلى الشارع العام، وهناك أحاطوا به بالسيارات ولم نكن نعلم ما يقومون به».
وقال: «في هذا الوقت تلقيت اتصالاً من زوجتي تخبرني باعتقال ابني، وسبقتني هي وأختي إلى موقع الحدث، وما ان وصلت حتى وجدت تجمعا من الأهالي بداخل القرية، فيما كانت قوات مكافحة الشغب وسيارات الأمن والمخابرات وأجهزة أمنية وسيارات مختبر البحث الجنائي تحيط بالموقع، فانتابني الخوف والهلع على صحة ابني الذي كان ممدداً على الأرض، فأسرعت بالاقتراب محاولاً إلقاء نظرة للاطمئنان عليه، إلا أنهم منعوني من ذلك، على رغم أني أخبرتهم بأنني والده وأن ذلك من حقي، وقد تكررت محاولاتي مرات عديدة، إلا أنهم في كل مرة يطلبون مني الابتعاد لاستكمال إجراءاتهم، وفي إحدى محاولاتي دفعني أحدهم ومن ثم أطلق عليّ قنبلة صوتية».
وأفاد والد القتيل: «جاءت سيارة الإسعاف، ولم أرَ المسعفين يقومون بإدخال علي في السيارة لإسعافه أو نقله للمستشفى، فتوجهت لهم مجدداً بالسؤال وطالباً منهم إسعافه ومعالجته، وهنا طلبوا مني الرجوع وأخبروني بأن علي في سيارة الإسعاف وأنه بإمكاني اللحاق بالسيارة عندما تتحرك من الموقع واستلامه من مجمع السلمانية الطبي». واستدرك: «ما ان تحركت سيارة الإسعاف حتى طلبت من أختي اللحاق بها، وفي الطريق طلبتُ منها استيقاف السيارة، وفعلاً استوقفتها، وسألت المسعفين عن علي، فأخبروهم بأنه توفي».
وعلّق والد القتيل علي: «طول تلك الفترة التي تقارب الساعتين كنت أحاول الوصول إليه وهم يمنعوني، ولم تكن لديهم أي شفافية، فابني كان متوفيا وهم يقولون لي انه بخير وستتسلمه من السلمانية».
وقال: «حينها قاموا بتفريق أهالي القرية، وأطلقوا الغازات المسيلة، فرجعنا إلى المنزل، وفي صباح يوم أمس السبت (29 سبتمبر 2012م) توجهت إلى المشرحة، وعاينت جثة ابني الذي رشق بالرصاص الشوزن في ظهره، وقال لي الطبيب ان الوفاة سببها الإصابة بالشوزن، وقد تمت كتابة ذلك في شهادة الوفاة».
وأشار والد القتيل إلى أن «ابني كان يريد النهوض بعد أول إصابة إلا أنهم لم يكتفوا بإصابته فصوبوا عليه مرة ثانية، واعتدوا عليه، في حين أنه كان في حالة فرار منهم وليس في حالة هجوم، والدليل إصابته في ظهره».
وتساءل: «ألا تكفي الإصابة؟ لماذا القتل بهذه الطريقة؟ هل يستدعي الأمر هذا كله؟ هل هذه هي توصيات جنيف التي قبلتها الدولة وتعهدت بتنفيذها؟».
وفي نهاية الحديث، استذكر والد القتيل علي حسين نعمة ابنه، فقال: «نحن على أبواب موسم الحج، وأنا في كل مرة أحج بيت الله الحرام مع مجموعة من الأصدقاء، وقبل أيام قال لي علي «أبوي انت تودي ناس واجد الحج متى توديني وياك»، فوعدته بالسنة المقبلة، إلا أنهم لم يتركوه لي». وأشار نعمة إلى أن ابنه علي من الطلبة المتميزين في الدراسة، وأن المعلمين يشهدون له بالكفاءة، إذ انه طالب في الصف الثاني ثانوي تخصص تجاري في مدرسة الشيخ عبدالله. كما وصف ابنه بالحنون والعطوف على أمه، وأنه كان مطيعا وذا خلقٍ رفيع.
واختتم نعمه كلامه مطالباً بالقصاص من «قتلة ابنه».
شمطوط يطالب بمحاسبة قاتل الطفل نعمة
طالب النائب المستقل علي شمطوط بضرورة التحقيق في مقتل الطفل علي نعمة ذي السبعة عشر ربيعا؛ والذي فارق الحياة يوم الجمعة الماضي بسبب تعرضه لطلق ناري برصاص الشوزن، وهو السلاح المحرم دوليّاً استخدامه ضد البشر.
وجدد شمطوط في بيان له أمس السبت (29 سبتمبر 2012) رفضه القاطع لاستخدام سلاح الشوزن ضد المتظاهرين، وقال: «لطالما جهرنا برأينا مع العقلاء بضرورة وقف العنف، وعدم استخدام هذا السلاح الذي خلف طوال العامين الماضيين العديد من الضحايا». وأشار إلى ضرورة محاسبة المتسبب في مقتل الطفل نعمة، وذلك انطلاقاً من مبدأ ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وترسيخ مبدأ عدم الإفلات من العقاب والمحاسبة.
——————————————————————————–
«بنا»: 7 قرى و3 شوارع شهدت أعمال عنف مساء الجمعة
قالت وكالة انباء البحرين (بنا) في تقرير لها، ان عددا من قرى وشوارع مملكة البحرين شهدت يوم أمس الاول الجمعة (28 سبتمبر/ ايلول 2012)، أعمال عنف وإرهاب منظمة، وتصعيدا في استهداف حياة المواطنين والمقيمين ورجال الشرطة، كما نتج عن هذه الأعمال أضرار بالممتلكات العامة والخاصة، فقد تعرضت قوات حفظ النظام لأعمال إرهابية، أثناء قيامها بواجبها في المعامير، العكر الشرقي، الدراز، جدحفص، دمستان، الخميس والسنابس بالإضافة إلى شارع ولي العهد قرب منطقة بوري، وشارع عيسى بن علي بالمحرق، وشارع الخدمات بمنطقة جدعلي.
واضافت الوكالة، ان مجموعات إرهابية قامت بقذف الدوريات بقنابل المولوتوف والأسياخ الحديد، مستهدفين من ذلك إزهاق أرواح عدد من أفراد الشرطة، وهو ما استدعى التعامل معهم وفق الضوابط القانونية المقررة في مثل هذه الحالات، وقد نجم عن هذه الأعمال الإرهابية إصابة عدد من رجال الأمن واحتراق سيارة إحدى الدوريات بالإضافة إلى تضرر 7 سيارات تخص مواطنين ومقيمين، جراء قنابل المولوتوف وحرق الإطارات.
واردفت، ضمن هذه الأعمال الإرهابية المنظمة، هاجم إرهابيون في نحو الساعة 11:00 مساء بالمولوتوف دوريات حفظ النظام التي كانت متجهة وبرفقتها آلية الدفاع المدني لإطفاء حريق في مستودع بمنطقة كرزكان، وأثناء تحرك عدد من الدوريات لتوفير الدعم والإسناد، قامت مجموعات من الإرهابيين أثناء مرور القوات على شارع زيد بن عميرة بمنطقة صدد بمهاجمتها بالقنابل الحارقة والأسياخ الحديد من عدة جهات، ما استدعى التعامل معهم من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع أولا تلاه طلقات تحذيرية، إلا أنهم لم ينصاعوا واستمروا في مهاجمة الدوريات، وعلى اثر ذلك تعرض أحد المشاركين في الهجوم الإرهابي للإصابة وعند وصول سيارة الإسعاف أفاد الفريق الطبي أنه توفي، وقد تم إخطار النيابة العامة بالواقعة، بينما تتواصل عمليات البحث والتحري لمعرفة ملابسات هذا الهجوم الإرهابي وتحديد هوية المشاركين فيه، وسوف نوافيكم لاحقا بأي معلومات إضافية في هذا الشأن.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3676 – الأحد 30 سبتمبر 2012م الموافق 14 ذي القعدة 1433هـ