فقدت الصمود بعد 6 أيام من اختفائها وإصابتها بطلق ناري في الرأس والكتف
حشود تشيِّع «بهية العرادي» إلى مثواها الأخير
المنامة – صادق الحلواجي
شيعت حشود كبيرة عصر أمس الثلثاء (22 مارس/ آذار 2011) بالمنامة، بهية عبدالرسول العرادي (51 عاماً) التي فارقت الحياة بعد 6 أيام من إصابتها بطلق ناري مباشر في الرأس من قبل القوات التي تدخلت صباح يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي (16 مارس 2011) لفض اعتصام دوار اللؤلؤة ومرفأ البحرين المالي.
ووري جثمان العرادي الثرى بمقبرة المنامة وسط مشاركة كبيرة من الرجال والنساء الذين توافدوا منذ الصباح للمنامة من مناطق مختلفة من البحرين. وذلك ضمن موكب انطلق من مأتم بن زبر وسط المنامة وحتى مقبرة المنامة (الحُورة).
واعتبرت العرادي أول امرأة تصاب بصورة قاتلة منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية واسعة في البلاد في (14 فبراير/ شباط 2011).
وهتف المشيعون بشعارات وأبيات شعرية نادت بالاستمرار على النهج السلمي في التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية واسعة في البلاد، مع ضرورة ضبط النفس وتهيئة الأرضية الملائمة للحوار وفقاً للمطالب التي طرحتها فئة كبيرة من الشعب، والإصرار على نبذ الفرقة الطائفية وإشعال الخلافات بين مختلف شرائح المجتمع البحريني.
هذا وسلم مجمع السلمانية الطبي ذوي القتيلة تقرير الوفاة متضمناً «إصابة مباشرة في الرأس» من دون إيضاح أنها إصابة بفعل طلق ناري، بيد أن المسئولين بالمجمع وعدوهم بتضمين سبب الإصابة وكل التفاصيل ضمن التقرير النهائي المفصل الذي يُنهي إجراءاته حالياً المجمع والنيابة العامة والتحقيقات الجنائية في غضون 4 أيام.
وكانت بهية العرادي قد تعرضت بحسب التقرير الطبي لإصابتين بليغتين في الجزء العلوي من جسمها، الأولى إصابة مباشرة بطلقة نارية من جهة الخلف استقرت بالرأس تم استخراجها لاحقاً ضمن عملية جراحية في المستشفى العسكري، والثانية في الكتف الأيسر بفعل طلقة نارية أيضاً اخترقت الجانبين.
وفارقت القتيلة العرادي الحياة بعد صمودها 6 أيام بالمستشفى العسكري في وحدة العناية القصوى، حيث أجريت لها عملية جراحية عاجلة فور إدخالها المستشفى يوم الثلثاء من الأسبوع الماضي (15 مارس 2011). واختفت المصابة منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، الذي شهد التدخل العسكري والأمني لفض اعتصام دوار اللؤلؤة ومرفأ البحرين المالي، لحين اكتشاف وجودها بعد يومين في المستشفى العسكري بناءً على اتصال ورد من جهة مجهولة لمنزل أسرتها أفاد بإصابتها وإدخالها للمستشفى.
وكانت إصابة العرادي قد حدثت في ظروف غامضة، حيث خرجت من منزل والدها بالمنامة بعد أذان المغرب متوجهة إلى مدينة عيسى حيث تقطن هناك، وانتهى بها المطاف للوصول إلى منطقة الرفاع حيث تزودت بالوقود هناك ثم عادت مجدداً لشارع البديع من جهة الغرب نزولاً للشرق بسبب التحويلات المرورية العسكرية التي كانت تصاحب التدخل العسكري لفض الاعتصامات، وتفاجأت بطلق ناري على أيدي قوات الجيش من الأمام عند دوار قرية القدم بحسب ما رواه شهود عيان، وذلك من دون سابق إنذار أو حتى وصولها للدوار حيث تتواجد الآليات العسكرية، إذ تعرضت لعملية قنص مباشر من بعد