المعارضة: الشعب مصدر السلطات وندعو للاستجابة له وإقرار حل سياسي شامل
شكّلت حشود من المواطنين طوفاناً بشرياً يوم أمس الجمعة (9 مارس/ آذار 2012)، على امتداد شارع البديع، من دوار الدراز إلى دوار القدم، وذلك للمطالبة بالديمقراطية الحقيقية، رافعين أعلام البحرين، ويافطات تعبر عن الرغبة في الديمقراطية.
واحتشد المواطنون من الرجال والنساء، والكبار في السن والأطفال، على امتداد شارع البديع باتجاهيه (المتجه إلى المنامة، والمتجه ناحية قرى البديع)، وذلك قبل 5 ساعات من موعد انطلاق المسيرة، الذي كان مقرراً عند الساعة الثالثة عصراً.
ولوحظ تواجد علماء ورجال دين، من بينهم (السيدجواد الوداعي، الشيخ عيسى قاسم، السيدعبدالله الغريفي، الشيخ محمد صالح الربيعي)، إلى جانب عدد كبير من كبار السن على كراسي متحركة، وكذلك حضور عدد من الأجانب، في الوقت الذي وضعت فيه قوى المعارضة طاولات ضيافة على امتداد شارع البديع.
وانطلق أهالي قرى شارع البديع من قراهم سيراً على الأقدام، وصولاً لموقع المسيرة على شارع البديع، مصطحبين معهم عوائلهم.
وطالبت القوى السياسية المعارضة، المنظمة للمسيرة التي حملت عنوان «لبيك يا بحرين»، السلطة بأن تستجيب لصوت الشعب، كونه مصدر السلطات، بحسب الدستور والميثاق، مشددة على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل لأزمة البحرين.
وقال البيان الختامي لمسيرة «لبيك يا بحرين»، الذي ألقاه نائب الأمين العام لجمعية الوفاق، الشيخ حسين الديهي: «إن الشعب هو مصدر السلطات جميعاً… وفقاً للدستور والميثاق والمواثيق الدولية التي صادقت عليها البحرين، وفي مقدمتها ا او اص ق ا وا، وقد آن الأوان إلى تفعيل ذلك على أرض الواقع، وتمكين الشعب من حقه الواضح والأصيل باعتماد دستوره، وانتخاب السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأن يكون شريكاً أصيلاً وفاعلاً في المنظومة الأمنية وأن يتمتع بسلطة قضائية مستقلة».
واعتبر البيان أن «هذا الحضور التاريخي يبعث برسالة واضحة، أن الشعب متمسك بمطلبه، حتى تحقيق هذا الحق الطبيعي والثابت، في أن تكون إرادة الشعب البحريني بأكمله وليس القبيلة أو الطائفة أو العرق، هي مركز النظام السياسي ومرجعيته».
وذكر البيان أن «هذه الجماهير تحمل السلطة مسئولية كل الخسائر التي لحقت وتلحق بالوطن والأفراد، لأنها صمت الآذان عن سماع نداءات الشعب المسالم، في المطالبة بحقوقه المشروعة، ورفضت الانصياع لما يدعو له العقل والمنطق والمصلحة الوطنية، واستخدمت أقسى أنواع البطش والتنكيل ضد الشعب الذي لم يزده ذلك إلا صموداً وإصراراً وتمسكاً وقناعة بمطالبه الحقة والواضحة».
واعتبر البيان أن «السلطة أجهدت نفسها في محاولة الالتفاف على الحاجة نحو الإصلاح الجذري والجدي والشامل، وتقديم المشاريع الشكلية وإحاطتها بالبهرجة الإعلامية الفارغة على مدى عام كامل، وباءت كل تلك المحاولات البائسة بالفشل الذريع، وتكسرت على صخرة الوعي الشعبي والسياسي للقوى المعارضة. وسيكون مصير أية محاولات التفافية أو حلول ترقيعية أو مشاريع وهمية أو وعود كاذبة هو مصير سابقتها نفسه من الفشل».
وأشار البيان إلى أن «تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة محمود شريف بسيوني، وضع نقطة على نهاية السطر، بأن الحراك البحريني منبعه وطني محلي، وأن لا دخل لإيران فيما يحدث، كما أثبت التقرير حجم الانتهاكات الجسيمة والممنهجة».
وأكد البيان أن «التنفيذ الكامل والشامل والجاد لتوصيات بسيوني، وفي مقدمتها إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وعودة المفصولين ومحاكمة المسئولين عن الانتهاكات وإشراك جميع المكونات في الأمن، ضرورة لازمة وفورية».
ودعا بيان القوى السياسية المعارضة، المنظمة لمسيرة «لبيك يا بحرين»، «السلطة إلى الاستماع إلى صوت الشعب والاستجابة الفورية له، وتوفير المعاناة غير اللازمة على نفسها وعلى الوطن والمواطنين، وإقرار حل سياسي شامل ينبع من الشعب ويوافق عليه الشعب بصورة ديمقراطية حقيقية، يخلق الاستقرار الدائم ويطلق عجلة التنمية المستديمة».
وتحت عنوان «رسالتنا إلى شركائنا في الوطن» ممن لم يحضروا هذا المشهد الوطني، قال البيان: «إننا نؤمن بأن الوطن للجميع على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وأن مطالبنا الوطنية التي تنبع من التاريخ النضالي لشعب البحرين، هي من أجل إصلاح فساد السلطة وضمان عدم فسادها ثانية، عبر اعتماد النظام الديمقراطي التوافقي، الذي يحقق مصالح جميع أبناء البحرين ويضمن مستقبل أبنائهم جميعاً، عبر ما يوفره هذا النظام من شراكة في اتخاذ القرار، وتكافؤ في الفرص على أساس المواطنة، وتوزيع عادل للثروة بين الجميع بشكل مؤسساتي حديث ومتحضر، لا يكون فيه ظلم لأي مكون من مكونات البحرين الحبيبة».
وأضاف البيان «أحبتنا في الوطن… إننا نفتح قلوبنا وعقولنا ونمد أيدينا لكم من أجل التلاقي على ما يحفظ مصلحة بلدنا ويرسم الأمل لمستقبل أبنائنا».
وفي «رسالتنا إلى الأسرة الدولية»، طالب البيان بأن «ينظر المجتمع الدولي والدول النافذة فيه إلى مطالب شعب البحرين العادلة، بالنظرة نفسها التي نظر فيها إلى ثورات الربيع العربي الأخرى، وأن يكيل بالمكاييل نفسها التي كال بها مطالب الشعوب العربية الشقيقة الأخرى، والتي وقف المجتمع الدولي فيها موقفاً واضحاً، كان مركزه ومرجعيته في أن الشعب مصدر الشرعية، وأن الحكومات التي تقمع شعوبها تفقد شرعية استمرارها…».
وشدد البيان على أن «تتخذ الأسرة الدولية وفقاً لالتزاماتها المتعارف عليها، الخطوات الكفيلة بدعم المطالب الشعبية في التحول إلى الديمقراطية، وحماية حق الشعب البحريني في التظاهر السلمي وحرية التعبير، وعدم المراوحة في خانة التصريحات الخجولة والمترددة».
هذا، ورأى بيان القوى السياسية أن «الشعب الواعي، والمجاهد والمناضل والصابر والمسلم، الذي قدم التضحيات الجسام، من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفصولين، على مدى عقود أربعة ماضية وضاعفها في السنة الأخيرة بسيل من الدماء والتضحيات، والذي لبى نداء الوطن في هذا اليوم التاريخي (التاسع من مارس 2012)، لهو أقوى من ذي قبل مرات ومرات، وأنه على كامل الاستعداد لأن يلبي في أي زمان ومكان وتحت مختلف الظروف نداء الوطن مستقبلاً، لتأدية مختلف المهمات النضالية والشعبية الميدانية والسياسية التي تساهم في انتزاع حقوقه المشروعة، في كونه مصدراً لكل السلطات، وانتزاع حقه الثابت في أنه الجهة الوحيدة التي تضفي الشرعية وتنزعها عن أية حكومة قائمة أو قادمة».
——————————————————————————–
منازل «قرى شارع البديع» تفتح أبوابها للمشاركين في «لبيك يا بحرين»
فتحت غالبية منازل القرى الواقعة على شارع البديع، أبوابها للمشاركين في مسيرة القوى السياسية المعارضة أمس الجمعة (9 مارس/ آذار 2012)، وذلك منذ الصباح وحتى المساء.
وقدم أهالي منازل القرى، وجبات الغداء للمشاركين، كما أقيمت مضايف في تلك القرى. وقد وجّه أهالي القرى الدعوات للمشاركين في المسيرة، طالبين منهم الحضور في منازلهم وتناول وجبة الغداء.
كما وزّع أهالي بعض المناطق، وجبات الغداء على السيارات التي يتواجد بها مشاركون في المسيرة.
وحلّ المشاركون في مسيرة «لبيك يا بحرين»، ضيوفاً على أهالي قرى شارع البديع، قبل أن يتوجهوا للمشاركة في المسيرة، سيراً على الأقدام.
——————————————————————————–
مناوشات أمنية بعد انتهاء مسيرة «لبيك يا بحرين»
شارع البديع – محمد الجدحفصي
شهد موقع انتهاء مسيرة «لبيك يا بحرين» أمس الجمعة (9 مارس/ آذار ) مناوشات أمنية بين عدد من المتظاهرين الذين توجهوا إلى موقع دوار اللؤلؤة (تقاطع الفاروق حاليا) وقوات مكافحة الشغب الذين عمدوا إلى تفريقهم، وذلك بعد ختام المسيرة الجماهيرية الحاشدة بساحة المقشع. وقد امتدت المواجهات حتى ساعات المساء، وأغلق المحتجون الشوارع بحاويات القمامة، بينما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريقهم، وقد أسفر ذلك عن حدوث اختناقات متعددة بين المتظاهرين. وكانت وزارة الداخلية قد ذكرت عبر حسابها الرسمي بـ «تويتر» خروج مجموعة من المشاركين بمسيرة الوفاق على شارع الشيخ خليفة بن سلمان قامت بقذف الحجارة على رجال الأمن، ما استوجب التعامل معهم.
——————————————————————————–
إزدحام في المنافذ المؤدية للمسيرة منذ الصباح
شهدت جميع المنافذ المؤدية إلى شارع البديع ازدحاما شديدا منذ الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم أمس الجمعة ( مارس/ آذار ) ، حيث امتد طابور السيارات على طول الشوارع الرئيسية المؤدية إلى كوبري القدم في اتجاه شارع البديع، كما شهد الطرف الاخر لشارع البديع من جانب منطقة الجنبية ازدحاما خانقاً للحركة المرورية.
ويأتي تدفق الالاف من السيارات ناحية موقع انطلاق مسيرة المعارضة «لبيك يا بحرين»، والتي أعلنت وزارة الداخلية ترخيصها، ودعت المواطنين الى تجنب استخدام الشارع من الساعة الثالثة ظهرا حتى السادسة مساء.
وكانت الادارة العامة للمرور قد أهابت بالمواطنين والمقيمين من مرتادي شارع البديع سلك شوارع بديلة وذلك لوجود ازدحام شديد على الشارع المذكور، كما لوحظ تواجد مكثف لأفراد شرطة المجتمع بمحيط المنافذ المؤدية للمسيرة وذلك لتسهيل وتنظيم حركة السير بالشارع.
الوسط – العدد 3472 – السبت 10 مارس 2012م الموافق 17 ربيع الثاني 1433هـ