على أثر الجريمة المروِّعة التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني بحق النشطاء السياسيين من شتى الجنسيات من الذين عملوا على كسر الحصار على غزة، أصدرت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان التالي:
للمرة الألف يرتكب العدو الصهيوني جرائمه ضد الشعب العربي بشكل عام، وبشكل أخص ضد الشعب العربي الفلسطيني، وهو اليوم يمارس الحصار الجائر لتجويع سكان قطاع غزة من دون أن يجد بين أنظمة العرب الرسمية، أو الأنظمة الإسلامية، ناهيك بأنظمة دول الرأسمال العالمي، من يرف له جفن، أو ينطق بكلمة استنكار وشجب وإدانة ضد ما يرتكبه هذا الكيان الغاصب والمحتقن بالكراهية ضد كل ما هو بشر أو حتى شجر أو حجر.
لقد حوَّل العدو الصهيوني قطاع غزة إلى كتلة من الركام، هدم فيه حجرها، وحرق فيه شجرها، وقتل أطفالها، وبقر بطون نسائها، ونكَّل بشيوخها. وهو اليوم يعمل على تجويع من بقي من أهلها حياً، ودفع المرضى إلى الموت لفقدانهم حبة الدواء.
ولما بقي بعض من ضمير حي عند فئة من النشطاء السياسيين من شتى المؤسسات الإنسانية والأهلية من شتى دول العالم. ولما عمل هؤلاء بدافع من الإنسانية على كسر هذا الحصار. وهم قرروا اختراق ليس الحصار الصهيوني لغزة فحسب، وإنما تحفيز للضمير الإنساني أيضاً، وقرروا حشد أسطول محمل بالدواء والغذاء لسكان غزة، راح الصهاينة يعملون على قتل هؤلاء بأيد لم تعرف الرأفة والإنسانية وبدم بارد.
لقد فعل الصهاينة تلك الجريمة الكبرى، وهم يعرفون أن الضمير العالمي قد مات، ولولا ذلك لما فعلوا ما فعلوه.
إن قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
إذ تجد شبهاً كبيراً بين حصار غزة وحصار العراق قبل احتلاله، وبين قتل شعب العراق وتجويعه بعد الاحتلال وقتل شعب غزة وتجويعه، تقف لتناشد كل شعوب العالم، وأصحاب الضمير فيه، وخاصة في الوطن العربي وشعوب العالم الإسلامي، لكي يقوموا بعمل فعلي يردع الصهاينة المدعومين من أميركا، ويناضلوا من أجل محاكمتهم أمام المحاكم الدولية بتهمة جرائم الحرب المنظمة.
كما تناشد كل العرب من أجل إعادة القضايا العربية إلى الحضن العربي بعد أن تاجر فيه الآخرون نتيجة غياب أصحاب الحق عن رعاية حقوق مجتمعاتهم. وعلى الأنظمة العربية أن تملأ الفراغ السياسي والأمني والإنساني الذي تركوا فيه الشعبين الفلسطيني والعراقي خاضعين لبطش أميركا والصهيونية.
كما تدعو الفلسطينيين لأن يتناسوا خلافاتهم الذاتية ويعلنوا تصالحهم، اليوم قبل الغد، لرعاية شأن الشعب الفلسطيني المتروك سلعة سائبة لكل المتاجرين بدمه ولقمة عيشه ومصيره الوطني والقومي، ويعلنوا أن خيارهم الوحيد هو المقاومة بكل أنواعها.
وإذ تتوجه القيادة بالتحية للحكومة التركية التي رفعت صوتها عالياً في وجه الصهاينة المجرمين، كما تتوجه بالتحية لكل المؤسسات الإنسانية والمدنية التي أسهمت في حملة أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة، فإنها أيضاً تترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا برصاص الصهاينة، وتدعو للجرحى بالشفاء العاجل، وإنها أيضاً تدعو إلى تحرك سريع في الشارع العربي من أجل نصرة حملة فك الحصار عن غزة، وأن لا تتوقف حتى يبلغ الصوت أهدافه.
حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في 31/5/2010