حزب الطليعة العربي الديمقراطي – تونس
بيان لا لعودة الاستبداد
اجتمع المكتب السياسي لحزب الطليعة العربي الديمقراطي مساء يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 في الذكرى الثالثة لاندلاع شرارة الانتفاضة في سيدي بوزيد والتي انتهت بالإطاحة بحكم بن علي وتداول في اخر المستجدات السياسية وخاصة النتائج التي أفضى إليها الحوار الوطني في مساره الحكومي وانتهى الى ما يلي :
أولا : يتوجه الحزب بتحية إكبار لأرواح الشهداء الذين سقطوا من اجل إزاحة حكم الاستبداد والفساد والعمالة من اجل الحرية والكرامة والعدالة ويذكر بان المسار الثوري لا يزال متواصلا حتى تحقيق الأهداف التي ناضل واستشهد من اجلها التونسيون ويعاهد أرواح الشهداء والجرحى بمواصلة النضال من اجل تحقيق أهداف الثورة والتصدي لكل انحراف يهدف لإخضاع الشعب لاستبداد جديد ومقاومة كل محاولة للتفريط في سيادة تونس ورهن مستقبلها والاعتداء على قوت شعبها ويسجل عجز وفشل حكومتي الترويكا بعد ثلاث سنوات من نهاية حكم بن علي وأكثر من سنتين من حكمهما في تحقيق الحد الأدنى الذي قامت من اجله الثورة وتسببت سياستهما في ادخال البلاد في اتون الانقسام وتفشي العنف واستشراء الإرهاب الذي سقط ضحيته الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وكوكبة من منتسبي جيشنا الوطني وأعوان الامن انتهت مسيرتهما بالبلاد الى حافة الانهيار الاقتصادي والمالي ومزيد تفقير شعبنا الكادح.
ثانيا : يعتبر ان الانتهاء بترشيح مهدي جمعة لرئاسة الحكومة المقبلة كنتيجة للحوار الوطني في مساره الحكومي – وبغض النظر عن التفاصيل التي رافقت منهج اختياره وانتمائه لحكومة الترويكا ولا نعتبره الشخصية التوافقية المثلى – خطوة أولى في مسار رحيل حكومة الترويكا الفاشلة ويؤكد انه ما كان لهذه النتيجة ان تحصل لولا النضالات التي خاضتها الجبهة الشعبية ونجاحها في تعبئة المواطنين وبناء تحالف سياسي عريض لإجبار النهضة على مغادرة الحكومة.
ثالثا : يؤكد حزب الطليعة العربي الديمقراطي ان التمسك بالمصلحة الوطنية العليا تقتضي تحقيق الهدف السياسي المرحلي المتمثل في تشكيل حكومة مستقلة ومحايدة تنقذ البلاد من حالة التردي والانهيار وذلك بتحييد الإدارة عبر مراجعة التعيينات والتصدى للعنف والإرهاب بحل مليشيات روابط حماية الثورة بمسمياتها المختلفة وتحييد المساجد وبناء امن جمهوري والإسراع بالكشف عن قتلة الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وحماية قوت الشعب بالرجوع عن مشروع قانون المالية لسنة 2014 وتجميد الأسعار ووضع حد للرشوة والفساد والتهرب الضريبي والتهريب والتجارة الموازية واتخاذ إجراءات اسعافية عاجلة للفئات والجهات المحرومة وإعداد البلاد للانتخابات المقبلة.
رابعا : يدعو الحزب رئيس الحكومة المقبل الى التقيد بمبادرة الرباعي و ذلك بالإسراع بتشكيل فريق حكومي محدود العدد من الكفاءات الوطنية المستقلة تعوض بالكامل كافة أعضاء الحكومة الحالية من وزراء وكتاب دولة ومستشارين ومكلفين بمهام و الانكباب على المهام المنصوص عليها بمبادرة الرباعي وعدم الانزلاق الى إعادة انتاج حكومة ترويكا ثالثة لا يمكن ان يكون مصيرها إلا الفشل.
خامسا : يثمن المكتب السياسي لحزب الطليعة الدور الريادي للرباعي الراعي للحوار ومحاولاته في الوصول الى التوافق ويدعوه الى مواصلة الجهد لتحقيق نتائج في المسارين التأسيسي والانتخابي كما يثمن موقف مناضليه في تصديهم لحملة التشهير والتشكيك والتشويه وبث روح الإحباط والهزيمة التي طالت قيادات ومناضلي الجبهة الشعبية ويؤكد في نفس الوقت على ضرورة التحلي بالروح النضالية الجبهوية والالتزام بممارسة النقد والنقد الذاتي في الأطر والهياكل المناسبة داخل الجبهة.
سادسا : يذكر بان معركة الحرية والكرامة والعدالة والدفاع عن سيادة الوطن ورفعة شعبنا الكادح معركة متواصلة يستلزم خوضها التحلي بالصبر والاستعداد الدائم للنضال ومزيد البذل والعطاء بمنهج جماهيري مدني وسلمي بعيدا عن النزعات الانعزالية والفوقية ويهيب بكافة أبناء شعبنا الاستعداد والانتباه الى أي محاولة لسلب سيادة وطننا والتفريط في ثرواته والاعتداء على قوت شعبه.
عاش نضال شعبنا من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
عاشت الجبهة الشعبية
عاشت تونس حرة كريمة
حزب الطليعة العربي الديمقراطي
تونس في 17 ديسمبر 2013