بسم الله الرحمن الرحيم
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية إشتراكية
· بعد جريمة غزو العراق… السودان أمام التفكيك والبلقنة للبوابة العربية على إفريقيا.
· محكمة الجنايات الدولية صناعة سياسية أمريكية معاصرة لإرهاب قادة الدول وتكريس الهيمنة الامبريالية الصهيونية.
· اوكامبو حصان طروادة اكتشفوا مواهبه في الارجنتين فجندوه دولياً لتنفيذ المؤامرة ضد السودان
يا جماهير شعبنا…
عشرين عاماً على قيادة العميد عمر حسن البشير انقلاباً عسكرياً ضد التجربة الديمقراطية الوطنية التي كان يرأس حكومتها الصادق المهدي حيث أطاح الانقلاب بتلك الحكومة وأعلن حكماً عسكرياً اسماه ثورة الإنقاذ وقام على جناح السرعة ب بإعدام مجاميع من خيرة الضباط الوطنيين من مختلف الرتب وتسريح أعداد كبيرة غيرهم،
وبالاشتراك مع (عرابه) حسن الترابي جرى انفرادهما بفرض نظام شمولي باسم الإسلام وتفريغ الجيش السوداني من خيرة ضباطه الوطنيين والقوميين رغم تحذير كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنها حزبنا – حزب البعث العربي الاشتراكي – من أخطار وعواقب تلك التوجهات على وحدة السودان المنشودة مما استتبع التنكيل بأطراف القوى السياسية المعارضة ونال حزبنا آنذاك قسطاً وفيراً من ذلك إعدامات واعتقالات وتشريد وتعذيب،
ولم يمر وقت طويل حتى اختلف قطبا النظام الشمولي مما أدى آخر المطاف إلى الزج بحسن الترابي ذاته بالسجن مدداً طويلة ولأكثر من مرة؛ لكن النظام أبقى على شكل من الانتماء الانتهازي للإسلام للتغطية على الفراغ السياسي الفعلي لاستمرار انفراده بالسلطة واخذ يستدرج بعض أثرياء المستثمرين والمغامرين لإقامة المشاريع تحت ذلك العنوان، كما استغل طموحات الصين الشعبية في القارة الإفريقية للحصول على النفط واستثمار واستغلال الثروة النفطية المكتشفة والواعدة في جنوب البلاد مما اعتبرته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأطلسيين مساساً بالمصالح الغربية
في تلك القارة وأدى ذلك أن تقوم القوى الجوية الأمريكية آنذاك إلى قصف بعض تلك الاستثمارات وتدميرها بينما راحت الأجهزة الاستخبارية الأمريكية والأطلسية وتمارس أدوارها المعهودة في دعم وتغذية وتحريض تمرد جماهير الجنوب السوداني ضد سلطة البشير واستمرت وتعمقت ثورة الجنوب ضد السلطة المركزية ولم يشفع للنظام ومحاولاته لاسترضاء القوى الامبريالية بتسليمها بعض الثوار ممن أطلق عليهم أنهم من قادة الإرهاب الدوليين في صفقات مشبوهة إلى أن وجد النظام نفسه مرغما على التفاوض مع المتمردين في الجنوب وقبوله تقاسم السلطة معهم بما يشكل مقدمة لحكم
انفصالي لجزء عزيز من الوطن بينما اخذ يتبلور على الجناح الغربي في ولاية دارفور تمرداً آخر بسبب التهميش والإهمال وعدم الاهتمام بجيوب الفقر والجوع في تلك الولاية الأمر الذي شكل مناخاً مرغوباً لاستغلاله من قبل القوى الغربية الامبريالية فأخذت تمارس أساليبها من خلال معابر متعددة أحيانا بدعم التمرد هناك عن طريق الأنظمة العميلة والمتواطئة وخصوصاً تشاد وأحيانا باسم الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وأخرى باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والى آخر أمثال هذه المزاعم. وما زاد عن الطين بله لجوء نظام البشير إلى أساليب البطش واعتماد القصف
الجوي الأعمى وتجنيد ميليشيات الجنجويد إلى جانب القوى العسكرية في محاولة لإنهاء التمرد بالقوة العسكرية مما أعطى القوى الغربية الشريرة الحجج والتبريرات الكافية للحصول من مجلس الأمن الدولي [الأداة الطيعة لفرض الهيمنة الأمريكية في حقبة الانفراد بالقرار الدولي] على ما تريده من قرارات كان آخرها إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بعد إصدار مثل تلك المذكرة بحق اثنين من كبار أعوانه وذلك في غياب إرادة عربية حقيقة وإرادة افريقية واهية أو منشغلة بالعديد من الحروب الداخلية المريرة والأمراض الفتاكة والفقر والجوع والتشرد.
ليس شماتة في نظام البشير وممارساته في المواجهات مع القوى السياسية والقيادات الوطنية والقومية وقمعها على مدى عقدين من الزمن منذ عام 1989 وتذبذبه المتواصل بين العديد من الخنادق والأحضان، وليس دفاعاً عن ذلك النظام وما وقع فيه من الأخطاء والخطايا ولكن حجم الأخطار والمؤامرات الدولية على السودان وما ينصب له من أحابيل وشباك للإيقاع به وتهديد سلامته وتفكيك وحدته وبناه السياسية والاجتماعية وبلقنته باسم العدالة الدولية الزائفة أو الحرص المزعوم على حقوق الإنسان السوداني والديمقراطية كوجه من أوجه المخططات الأمريكية الصهيونية الأطلسية
باتت اليوم أخطار واقعية ومصيريه ليس آخرها أخطار محكمة الجنايات الدولية وأداتها المسمى بالمدعي العام حصان طروادة أو كامبو الذي سمعنا وشاهدنا بجاحته وعنجهيته بما يوجب على كافة القوى الوطنية والقومية المخلصة التجاوز عن كافة الحساسيات التاريخية والتنظيمية وتوحيد قواها للتصدي لهذه المؤامرة الدولية وللنهوض بمسؤولياتها القومية والوطنية تجاه ما يبرر هذا الجناح الإفريقي الهام من وطننا العربي كما يفرض على جميع الحكومات والمؤسسات والشعوب العربية بكافة مستوياتها أن توحد جهودها للتصدي لهذه الأخطار العظمى الداهمة وتعيد النظر بعلاقاتها مع مؤسسات المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لاحتواء مسلسل الإجراءات التآمرية المدبرة باعتبارها كلمة حق يراد بها باطل لتهديد بوابة الوطن الإفريقية بعد ما باتت ممعنة في تهديد باقي بوابات وأطراف الوطن العربي نتيجة سياسات التواطؤ على المصير القومي أو التخاذل أمام الأطماع الدولية والإقليمية ونكرر التحذير بأن التاريخ لا يرحم.
يا جماهير امتنا…
إن شعب السودان الواعي وطلائعه الوطنية والقومية على إدراك تام اليوم أن التطورات الأخيرة وفي قمتها هذا التحرك التآمري غير المسبوق والزج بالمحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام الموتور اوكامبو يشكل هدرا لسيادة قطر عربي إفريقي والتدخل في شؤونه ومن المؤكد أن الدافع إليه ليس الشفقة أو الحرص على جماهير دارفور أو على غيرها ولكنه يتجاوز ذلك إلى انه في الواقع هجمة استعمارية عنصرية باسم العدالة الدولية المزعومة هذه المرة وصفحة جديدة من صفحات التآمر الدولي الصهيونية لبلقنة السودان ونهب ثرواته وشل قدراته الاقتصادية الواعدة بإشاعة
الفوضى وعدم الاستقرار وإفشال كل محاولات المصالحة والتوحيد بين مكوناته الأمر الذي يفرض على جماهير الأمة وجميع قواها النضالية في جميع الساحات العربية التصدي بقوة لهذه المؤامرة وإحباطها.
عاش السودان الكبير عربياً موحداً بكافة مكوناته.
والمجد للشرفاء والأحرار المناضلين من اجل وحدة السودان والموت والعار للمتخاذلين والمتواطئين ودعاة الهزيمة.
وعاش نضال امتنا العربية على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية.
القيادة العليا
لحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني
6/3/2009