مضى ما يقارب الشهر على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية التي وضعت نهاية "للمعارك" السياسية التي شهدتها الساحة السياسية البحرينية طوال فترة الحملات الانتخابية، هكذا "انفض المولد" وانجلى "غبار" تلك المعارك وباتت الصورة واضحة وجلية، وصار في مقدور كل الأطراف التي دخلت حلبة الصراع الانتخابي أن تقف مع ذاتها وتفكر بشكل أكثر اتزاناً وهدوءاً، لمعرفة حجم الأرباح وحجم الخسائر، في ضوء كل ما حصل من "صراعات" و"تداعيات" أثناء الحملة الانتخابية.
وكان من الطبيعي والمنطقي أن تسفر تلك المعارك عن "رابحين" و"خاسرين" فهذه هي الديمقراطية التي قبلنا أن نكون جزءا منها وعلينا تحمل تبعاتها سواء جاءت النتائج وفق رغبتنا ومرضية لنا أو كانت بخلاف ذلك، فإن ذلك لن يغير من الحقيقة على أرض الواقع، وفي نهاية المطاف نحن مطالبون باحترام وتقدير إرادة الناس واختيارهم، بالرغم من معرفتنا الأكيدة أن هناك من حاول "سرقة" تلك الإرادة و"مصادرة" ذلك الاختيار.
ومع الإقرار بهذه الوقائع، فان ذلك لا يمنع من التوقف أمام هذا "الحدث" أو هذه التجربة بكل نتائجها وتفاصيلها وإعادة تقييمها بصورة عقلانية وموضوعية بعيداً عن العواطف المتأججة والانفعالات المنفلتة التي سادت أجواء الانتخابات، والتي كانت للأسف تتحكم وتوجه سلوكات وخطابات الكثير من المترشحين والناخبين من الأتباع والأنصار على حد سواء.
نقول ذلك من باب أننا في التجمع القومي الديمقراطي قد كنا أحد الأطراف التي خاضت غمار هذه التجربة المرة الثانية بعد انتخابات 2006، انطلاقاً من ثوابتنا الوطنية التي ترسم وتحدد قرارات وخيارات التجمع القومي، والتي هي تعكس التزامنا بخيار الديمقراطية والعمل السياسي الجماهيري السلمي، والرغبة في تطوير التجربة البرلمانية وقبل هذا وذاك هو حماية الوحدة الوطنية في ظل استشراء غلواء الطائفية، مع إدراكنا "صعوبة وشدة المنافسة، ومعرفتنا بحجم التناقضات التي يزخر بها الواقع السياسي البحريني".
فقد أوضح البيان الصادر عن الأمانة العامة للتجمع القومي بشكل تفصيلي حقيقة أهدافه من المشاركة في العملية الانتخابية، ونظرته إليها باعتبارها "جسراً للتواصل مع الناس والتفاعل مع قضاياهم الوطنية والمعاشية، وباعتبارها وسيلة مهمة للحوار والبناء من أجل المصلحة العليا للوطن، ومن أجل حياة سياسية تحفظ الحقوق والمكتسبات".
هذه المقدمة الاستطرادية مهمة وضرورية قبل الخوض في بعض المحاور أو النقاط التي تمثل صلب هذه المقالة والأهداف المتوخاة منها.
ليسمح لنا القارئ الكريم بأن نبدأ بذكر حقيقة باتت معروفة للقاصي والداني نرى فيها مدخلاً مناسباً لموضوعنا، وأن حاول البعض تجاهلها أو إخفاءها وراء بعض "المناكفات" ومحاولات "التهويش" لأسباب معروفة، والحقيقة التي نقصدها هنا كيف كنا نحن في التجمع القومي الديمقراطي مع القوى الوطنية الأخرى راغبين وحريصين على أن تدخل المعارضة السياسية للانتخابات "بقائمة وطنية موحدة" من أجل تأكيد معنى العمل السياسي "التنسيقي" أولاً وتجنب أية منافسة يمكن أن تكون لها انعكاسات أو تداعيات سلبية على مستقبل العلاقة بين أطراف "التحالف" أو "التنسيق" السداسي، ثانياً وبالتالي قطع الطريق على أية جهة تسعى إلى تأزيم علاقات قوى المعارضة، وأخيراً وهو الأهم ابعاد "صبغة الطائفية" عن الطرف الأساسي أو الرئيسي في هذه المعارضة الذي يمثل طيفا أو مكونا واحدا، وبذلك نكون قد أسدينا لهذا الطرف وللعمل السياسي الوطني برمته خدمة هو بأمس الحاجة إليها، كما نكون قد اتخذنا خطوة إيجابية مهمة تقربنا أكثر من صيغة العمل الوطني الحقيقي القادر على حماية الوحدة الوطنية وترسيخها.
ومعروف أن الاخوة في جمعية الوفاق هم الذين رفضوا هذا المبدأ جملةً وتفصيلاً وفضلوا بذلك صيغة الترشيحات المنفردة، وبقدر تعلق الأمر بنا في التجمع القومي لم يترك رفض الوفاق أمامنا سوى "خيارين" في ضوء دراستنا لواقع الدوائر الانتخابية والفرص المتاحة لنا فيها: اما الانسحاب من المشاركة في العملية الانتخابية بصورة تامة – وهذا أمر لم يكن واردا مطلقا وإما خوض المنافسة مقابل "مرشح الوفاق" في دائرة يعتقدون أنها "دائرة مغلقة عليهم" وأنها تمثل استحقاقاً شعبياً وانتخابياً لهم وحدهم. وكان هذا هو خيارنا وقرارنا الذي لم يكن منه بد والذي جاء معززاً أو مشفوعاً بالاتفاق – ضمنياً – على بعض الأسس والمبادئ التي يجب أن تحكم المنافسة بيننا، لتبقى منافسة حرة ونزيهة تحفظ حقوق وكرامة الجميع وتصون مبدأ الثقة من أي اهتزاز، وهو الاتفاق الذي سرعان ما هوى "صريعا" "مضرجا" بسهام "الشائعات" و"الافتراءات" التي صوبت نحو مرشح التجمع القومي وبشكل فاق كل التوقع والوصف.
ومع توالي هذه الإساءات لنا، كنا حريصين على إظهار حسن نياتنا والإبقاء على "شعرة معاوية" بيننا وبينهم، وتركنا الأبواب مفتوحة والخطوط سالكة للاتصال بصورة مستمرة مع "قيادات الوفاق" لوضعهم في صورة ما يجري من أجل سرعة التصرف وتدارك الأمر لتفادي أية إشكاليات أو أي تداعيات سياسية يمكن أن تعقد الوضع أو تسهم في تعميق الهوة بيننا وبالتالي إفساد العلاقة بين الطرفين؟
ولم يكن هذا الحرص من جانبنا سوى تعبير صادق عن فهمنا لمعاني الالتزام بالمعايير السياسية والأخلاقية، وأن السياسة لم تكن في عرفنا مجرد "وجاهة" و"مناصب" وان العمل السياسي من وجهة نظرنا لم يكن في يوم من الأيام "مماحكات" أو "ثارات شخصية" بل السياسة هي أصول وقواعد، وخيارات مبدئية ووطنية، وهي سلوكات تؤمن بالديمقراطية والتعددية، وتؤمن بالحوار طريقاً وسبيلاً لإدارة الخلافات، وأن أي انحراف أو تجاوز لهذه المبادئ يمثل قصوراً فاضحاً في الوعي السياسي والوطني، ويعد تعدياً صارخاً على أصول وقواعد اللعبة الديمقراطية.
إن هذه الحقائق التي نسوقها هنا تمثل في الواقع جوهر القضية التي نحن بصددها، وهي قضية إعلان "موت التحالف السداسي" وانتظار دفنه، كما أن هذه القضية تؤشر إلى مسؤولية كل طرف فيما آلت إليه الأوضاع وتفسر مواقف ونيات كل الأطراف ذات العلاقة ومدى حرصها على العمل الوطني المشترك خياراً مبدئياً واستراتيجياً وليس خياراً وقتياً ومصلحيا.
إننا هنا سوف لن نكون معنيين بالحديث نيابة عن الآخرين، ولن نكون لسانا ناطقا باسم أحد، ولكننا معنيون حتماً بشرح مواقف ورؤية التجمع القومي، من أجل الحقيقة والتاريخ، وتقديراً لكل الناس الذين ينشدون الحقيقة، وانصافاً لمواقف ورؤى كل الأعضاء والأصدقاء الذين كانوا يدركون ببصيرتهم الوطنية نهاية الجدار الذي سوف تسقط وتتحطم عنده كل " الأهداف النبيلة" التي كنا نتطلع إليها وكانت الدافع وراء إصرارنا على المضي في طريق "التنسيق" وتحمل جراء ذلك "غضب" بعض الأعضاء و"عتب" بعض الأصدقاء، وبغرض تقريب الصورة، وإنعاش الذاكرة قليلاً.. نذكر فقط بالبدايات المرة التي كانت خواتيمها حنظلاً:
جاءت تلك البدايات لتعلن تدشين الحملة الإعلامية الظالمة ضد مرشح التجمع القومي في الدائرة السابعة بالمحافظة الشمالية عندما برز "مرشح" الوفاق المنافس في إطار حربه النفسية على التجمع للترويج عبر الصحافة بأننا "لا نجرؤ على إعلان حقيقة أفكارنا وعقيدتنا السياسية" و "الادعاء بأن التجمع القومي يخجل أو يتهيب من الإفصاح عن مواقفه وأطروحاته الفكرية والسياسية" أما هو فان الايديولوجيا التي يؤمن بها هي الإسلام، انها إذاً "المناوشات" التي تسبق عادةً الحرب، ثمة ما يثير الدهشة والسخرية في هذا القول: ولا ندري إن كان صاحبه يجهل أو يتجاهل أن الإسلام هو العقيدة السماوية التي نؤمن بها جميعاً، وان الإسلام ليس أفكارا وايديولوجيا تقبل التزييف أو التحريف لدوافع مصلحية أو سياسية. كما أن الإسلام كعقيدة ورسالة إنسانية ليس حكراً عليه وعلى أعضاء جمعيته، ولا ندري ربما وهو يطلق تلك المزاعم كان يرمي إلى إخراجنا من ملة الإسلام وإدخالنا في دائرة الكفر البين والصريح، إلا أنه لم يمتلك الشجاعة الكافية للإفصاح عما بداخله من أوهام وتخيلات سوداوية.
هنا علينا أن نؤكد في هذا الصدد نقطة أساسية، وهي أنه مهما كانت درجة اختلافاتنا السياسية والفكرية، ومهما بلغت مستويات الصراع السياسي بيننا، فإنه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتطاول أو الطعن في عقيدة الآخرين، أو التشكيك فيما يؤمنون به، بل ما نقوله ونؤكده أن الإسلام هو عقيدتنا جميعاً، وهو مظلتنا التي نستظل بها جميعاً، هكذا نحن نفهم أسس عقيدتنا، وهذه هي منطلقاتنا، وعلى الآخرين "أن يفهموا جيداً أن قيمة كل إنسان بمقدار معرفته وفهمه لمعتقداته" أي أن الاعتقاد وحده لا يكفي، بل القيمة تكمن في المعرفة والفهم الدقيقين لما نعتقده، فنحن نفهم ونعرف الإسلام كرسالة سماوية توحيدية، كمبادئ تدعو إلى العدالة والحق ورفض الجور ورفض الطاعة العمياء والجهل، وهو قيم تنادي بالتسامح والمحبة، لذلك نحن نتحلى بأخلاق الإسلام ونتمسك بقيمه سواء في منطلقاتنا الفكرية أو نشاطاتنا السياسية من دون استغلال هذا الدين لدوافع سياسية.
وبالتالي نحن نرفض الإساءة أو الطعن في الخصوم السياسيين، ونرفض تغليب الانتماءات أو الولاءات الطائفية أو العرقية، لذلك نحن نقدم أنفسنا " ممثلين" لكل أبناء شعبنا بكل طوائفه ومكوناته ونخاطب هذا الشعب بلغة وطنية لا لبس فيها، وليس بلغة طائفية، تخاطب الغرائز وتقوم على التحريف والتضليل.
واستناداً إلى هذا الذي نقوله وهو – عين الحق – يجب ألا تستبد الأوهام بأحد، ويجب ألا يقع فريسة للصلف والغرور ويتصور أنه قادر على أن "يزايد" علينا بإسلامه وبمعتقداته وأفكاره، لمجرد أن المصادفة حذفت به ليكون عضواً في جمعية يقول نظامها الداخلي انها إسلامية، فقد يستطيع أن يخدع بعض البسطاء بعض الوقت، لكنه حتماً لن يستطيع خداع كل الناس، وفي كل الوقت، وعليه أن يتجنب إقحام "الدين" و"المقدسات" في الألاعيب السياسية، لكي يجنب الناس والمجتمع شرور الفتن والتمزق والانقسام "فالغالب بالشر مغلوب".
نقول ذلك من واقع ما تعرض له مرشح التجمع القومي من حملات ظالمة ومسعورة، تكفل بها بعض "المجهولين" الذين قاموا "بالطواف" حول البيوت "وجابوا الطرق" و"تسللوا" عبر المواقع الالكترونية لبث الأكاذيب والشائعات المغرضة ضد مرشح التجمع القومي، و"فبركوا" المنشورات الصفراء لتشويه سمعته والتحريض ضده، وقاموا بالاستعانة ببعض "الآسيويين" لتوزيعها على المنازل، مقابل بعض الدنانير كما أفاد بذلك الأشخاص الثلاثة الذين تم القبض عليهم في ظهيرة أحد الأيام وهم يوزعون تلك المناشير خلسة.
أين كل هذا الذي جرى من قيم ومبادئ الإسلام التي يتشدق بها البعض؟ وأين هذه السلوكات من قيم الديمقراطية والمنافسة الشريفة؟ بل أين الالتزام بالحدود الدنيا من المعايير الأخلاقية والإنسانية التي يدعونا إليها ديننا الحنيف وكل مذاهبه السمحة؟
أما بشأن "جهل" هذا البعض بمواقف وسياسات التجمع القومي، فإن هذه المسألة تحتاج إلى "وقفة" من نوع خاص، لأنها صارت تدخل هنا في "خانة" "الاستغفال" و"الاستهزاء" بالأتباع والأنصار قبل الخصوم والمنافسين، والبينة هنا على من "ادعى" و "لفق"، ومطلوب ممن يطلق هذا المزاعم أن يتحلى بقليل من الشجاعة وبعض من المصداقية ويجيب عن بعض التساؤلات المشروعة عن طبيعة ماهية العلاقة القائمة بين القوى السياسية التي دخلت في "تحالف" أو "تنسيق" "رباعي" و"سداسي" طوال العشر السنوات الماضية؟ وما هي طبيعة المواقف التي حملتها البيانات المشتركة تجاه كل القضايا والملفات الوطنية؟ وما هي الأهداف المشتركة التي كانت وراء تنظيم الفعاليات والمهرجانات والمسيرات التي كانت عناوين للحراك السياسي على الساحة الوطنية والتي استمرت طوال تلك الفترة حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن تطلق عليها "الوفاق" رصاصة الرحمة في الانتخابات الأخيرة؟
أما الزعم بأننا "نخجل" أو "نخاف" من إعلان أفكارنا ومواقفنا السياسية فإن المرء ليعجب حقاً من هذه "الهلوسة" وهذا "الهذيان" اللذين يفقدان صاحبهما نعمة الاتزان في الفكر والسلوك، ترى لماذا "الخجل"؟ هل نحن طُرّاء على العمل السياسي الوطني؟ أوليس لنا تاريخ نضالي معمد بالتضحيات من أجل هذا الشعب والأمة طوال عقود من الزمن؟ هل تآمرنا يوماً ضد مصلحة شعبنا أو وطننا مع أي طرف إقليمي أو دولي؟ وهل كنا نطوف أو نتسكع على عتبات سفارات ومكاتب الدول الاستعمارية الكبرى من أجل الاستقواء بها على وطننا وعلى أمتنا؟ وهل عرف عنا أننا أيدنا أو دعمنا احتلال أي أرض أو دولة عربية؟ أو وقفنا موقفاً سلبياً ومتخاذلاً من "المقاومات" العربية سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان؟ وهل نحن الذين أقاموا الاتصالات ونسجوا العلاقات مع عملاء الاحتلال وأعوانه في العراق المحتل؟ انه لأمر عجيب حقاً!
ولمن يجهل تاريخنا نقول له: إن مسيرتنا الوطنية معروفة، وهي جزء من مسيرة ممتدة على امتداد طول وعرض أرض العرب، هي مسيرة حافلة بالتجارب والمواقف الوطنية والقومية والإنسانية وهي نابعة من أيديولوجيا واستراتيجية نضاليين تقومان على الوحدة والحرية والعدالة، مسيرة مستمدة من رسالة الإسلام الخالدة والمليئة بالإيمان والثبات على المبادئ والتضحية والصبر على الشدائد والمحن، هكذا كنا وسنبقى مهما تبدلت الأحوال وتكالبت علينا قوى الشر والحقد وسنبقى على الدرب سائرين سوف لن تلهينا الصغائر، ولن توقفنا عن مواصلة المسيرة، وسوف ننظر دائماً إلى مصلحة الوطن والشعب باعتبارها الأساس والمعيار، وستكون يدنا دائماً ممدودة لكل من يعمل لهذه المصلحة، وسنبقى من الوجهة الوطنية والإنسانية والأخلاقية نحترم ونقدر الجميع.
هذا هو التجمع القومي الديمقراطي وهذا هو الإرث النضالي والتاريخي الذي يحمله وهذه هي سياساته ومواقفه وأفكاره، وكل تجربة يخوضها هي بالنسبة إليه دروس وعبر تضاف إلى سجله النضالي المشرف وتجعله يخرج منها أقوى إرادة واصلب عوداً.
كلمة أخيرة نقولها ونختم بها هذه المقالة: إن التاريخ لا يتراجع، بل يسير نحو الأمام، قد يوجد في كل وقت من يحاول عرقلة هذه المسيرة، ويقف ضد إرادة التغيير والتقدم، ولكن عندما يحتاج الناس والمجتمع إلى التغيير والتطور، ينشدون الفكر الذي يرشدهم، ويمنحهم القوة والإرادة من أجل احداث هذا التغيير القادم حتماً عاجلاً أو آجلاً.
وصدق الإمام علي (عليه السلام) حين قال "فلا يغرنكم ما أصبح فيه أهل الغرور، فإنما هو ظل ممدود إلى أجل محدود".
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.