عقيل ميرزا
انتهت عملية الاقتراع لبرلمان 2014 واتضحت الخارطة السياسية للمجلس الجديد، وإذا أغمضنا أعيننا عن كل ما قيل عن هذه العملية الانتخابية سواء من المحسوبين على السلطة أو المعارضة، فإننا سنجد أنفسنا – بغضّ النظر عن انتشاء السلطة أو غضب المعارضة – أمام مجلس جديد بقيادات جديدة، والأهم من كل التراشق والاحتقان الذي صاحب العملية هو أن نكون أمام دور جديد يلعبه المجلس الجديد.
إذاً نحن أمام تحدٍّ كبير، وسؤال كبير أيضاً فالسلطة قالت ما تشاء والمعارضة قالت ما تشاء أثناء العملية الانتحابية ولكن ماذا سيقول المجلس الجديد؟ بل ماذا سيفعل؟!
الدور الرئيس الذي توجد من أجله البرلمانات في كل الدنيا هو الدور الرقابي والتشريعي، وأن يكون البرلمان مقصلة حادّة تقطع دابر الفساد، وتحمي المال العام، وتدافع عن حقوق الناس، وأن أيَّ تقاعس عن هذا الدور هو بمثابة إعلان وفاة لهذا المجلس.
الناس كانوا ومازالوا يسمعون الكثير من قصص الفساد، ولكنهم لا يرون مفسدين، وكأن المفسدين جن أو ميكروبات لا تُرى بالعين المجردة، لذلك فإن ما يثبت جدوى هذا المجلس أو أي مجلس آخر هو مدى ملاحقته للفساد والمفسدين.
المجلس السابق استطاع أن يُفعِّل سحب الثقة ولكن ليس من وزير فاسد، أو مسئول سارق، بل من نائب زميل للنواب الذين قرروا سحب الثقة منه، وهو أمر يمكن أن ننظر إليه بموضوعية لو أن أولئك النواب استماتوا أيضاً في سحب الثقة من مسئول حكومي في قضايا فساد، أمّا أن يستخدم النواب صلاحية سحب الثقة ضد زميل لهم في البرلمان فقط فهذه سابقة لم تحدث إلا لدينا في البحرين.
نحن اليوم لا نحتاج إلى برلمان أليف، بل متوحش قادر على الافتراس، كما أننا لا نحتاج إلى برلمان «أفجم»، بل نحتاج إلى برلمان بأسنان بل أنياب حادّة، ولا نحتاج إلى برلمان أنيق يقلم أظفاره في كل الأوقات بل نحتاج إلى برلمان بأظفار طويلة يستطيع أن يخدش فريسته، ويلتهمها، لا أن يكون هو الفريسة دائماً وهو المغلوب على أمره أبداً؛ لأننا بهذه الطريقة سنحكم على المجلس الجديد بالفشل، والجميع يريد عملاً برلمانياً ناجحاً.