منصور الجمري
ربما تفاجأ السفير البريطاني إيان لينزي يوم أمس في الجلسة الافتتاحية لندوة العلاقات البريطانية – البحرينية في فندق «سوفيتيل» بالزلاق أمس؛ إذ توجّهت كل الأسئلة تقريباً إليه أثناء الجلسة، ووجد أن عليه أن يشرح بعض الأمور بلغة دبلوماسية تبعده عن مطبّات «السرد القصصي» الذي يتبناه البعض بشأن ما يجري في البحرين. فالسفير أشاد بقرار جلالة الملك تشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق والقبول بتوصياتها، وحث على انتهاج السلمية والابتعاد عن العنف والشروع في الحوار، وناصحاً بالابتعاد عن الشحن الذي يمنع إمكانية تقارب وجهات النظر، ومؤكداً في الوقت ذاته عمق العلاقات التاريخية بين البحرين وبريطانيا، ورافضاً الاتهامات التي تتحدث عن قضايا خيالية تكاد تصعق من يسمعها، وخصوصاً إذا كان هو متهم بها ولا يعلم عنها شيئأ.
سخونة الأجواء في الجلسة الافتتاحية أدّت إلى تمديد وقتها، وكانت هناك ربما ثلاثة أسئلة فقط خرجت عن سياق «السرد القصصي» الذي يتحدث عن «مؤامرة» تشترك فيها القوى العظمى مع إيران ضد حكومة البحرين والمناصرين لاستمرار الوضع القائم على ما هو عليه. أحد الأسئلة التي خرجت عن السياق كان موجهاً لرئيس الأمن العام حول فيما إذا كان يعتقد أن الأخطاء التي ارتكبتها السلطات في 2011 إجرائية أو بسبب ضخامة الحدث، وردّ بأنه يعتقد أن السبب خليط بين هذا وذاك.
سؤال آخر خرج عن السياق، من أحد الحضور، وكان استفساراً لحديث السفير البريطاني الذي قال إنّ هناك الكثير من الشركات البريطانية تودُّ المجيء إلى الخليج، ولكن فيما إذا كانت ستأتي إلى البحرين أو إلى دولة خليجية أخرى فإن ذلك يعتمد على مدى قدرة البحرين على اجتذاب الشركات من خلال تفعيل «رؤية 2030» وإعادة الوضع إلى سابق عهده، مشيراً إلى أنّ من السهل أنْ تفقد الثقة، ولكن الصعوبة في نيلها أو استعادتها، وهو التحدي الذي تواجهه البحرين حالياً.
أمّا السؤال أو التعليق الثالث الخارج عن السياق فقد كان من نصيب الكاتب الإيراني المقيم في بريطانيا «علي نوري زاده» الذي طعم مداخلته بعبارات عربية ليساند كل الاتهامات حول دور إيران الشرير في كل ما يجري من سوء في جميع دول الشرق الأوسط، بما فيها البحرين، إلا أنه وصل إلى ما أراد قوله: «أختلف في تسمية المتداخلين الخليج الفارسي بالعربي، فكما أننا لا يمكن أن نغيّر اسم شط العرب لا يمكن أيضاً أن نغيّر اسم الخليج الفارسي». في العادة، فإنّ مثل هذا التعليق يشعل النار في النقاشات، إلا أنّ يوم أمس كانت هناك نار أكثر سخونة، ومرّ التعليق من دون ردة فعل مضادة