أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة «إن نظام الدولة المدنية النابع من طبيعة التكوين الثقافي والسياسي والاجتماعي والديني هو الذي يناسب بلادنا ويعزز اللحمة الوطنية».
وقال جلالته في كلمة افتتح بها دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي الشورى والنواب، أمس الأحد (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة: «ستظل عيوننا وعقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل من يريد أن يلتحق بسفينة الوطن الواحد وهويته العربية وعمقه الخليجي والعربي. وسنساند من يعمل على التطوير الثابت الواثق كسنة تاريخية دونما قفز على المراحل أو تراجع أو تعثر»، مؤكداً جلالته أن «البحرين كانت وستبقى بيت الجميع والعائلة الواحدة».
كما ألقى رئيس المجلس الوطني علي صالح الصالح كلمة أثنى فيها على المبادرات الخيرة لجلالة الملك التي أعادت الأمن والاستقرار وأشاعت روح الأمل والطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين.
——————————————————————————–
أكد جلالته في افتتاح دور الانعقاد الثاني للمجـــــلس الوطني أن نظام الدولة المدنية هو الأنسب
العاهل: سنساند من يعمل على التطوير الثـــابت كسُنة تاريخية دونما قفز على المراحل
قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: “ستظل عيوننا وعقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل من يريد أن يلتحق بسفينة الوطن الواحد وهويته العربية وعمقه الخليجي والعربي. وسنساند من يعمل على التطوير الثابت الواثق كسنة تاريخية دونما قفز على المراحل أو تراجع أو تعثر”، مؤكداً جلالته أن “البحرين كانت وستبقى بيت الجميع والعائلة الواحدة”.
وأكد عاهل البلاد أن “نظام الدولة المدنية النابع من طبيعة التكوين الثقافي والسياسي والاجتماعي والديني هو الذي يناسب بلادنا ويعزز اللحمة الوطنية”.
جاء ذلك لدى تفضل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فشمل برعايته الكريمة يوم أمس الأحد (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي الشورى والنواب، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
ولدى وصول موكب جلالة الملك إلى مركز عيسى الثقافي ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، كان في الاستقبال رئيسا مجلسي الشورى والنواب.
وعزفت الفرقة الموسيقية للأمن العام السلام الملكي.
وبدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك بإلقاء الكلمة السامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يطيب لنا بداية أن نهنئ أصحاب السعادة أعضاء مجلس النواب الجدد فوزهم في الانتخابات التكميلية، وأن نهنئكم جميعاً على بدء أعمال دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الثالث. وكما أسعدنا وأفرح كل الوطن تلك الروح الوطنية الجامعة التي سادت حوار التوافق الوطني، فقد زاد من سعادتنا نجاح الانتخابات النيابية التكميلية واكتمال عقد مجلس النواب، ليثبت للجميع أن البحرين القوية بعون الله وعنايته قادرة بوعي شعبها على حماية مكتسباتها وتاريخها، واجتياز التحدي تلو الآخر.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة، أن نهنئ المرأة البحرينية، التي أثبتت جدارتها وقدرتها على المنافسة للفوز بشرف خدمة هذا الوطن، والمشاركة في مسيرة البناء والإصلاح.
ونحمد الله سبحانه وتعالى على عظيم نعمه علينا، فكانت البحرين دوماً الأرض الطيبة المباركة، فهذه فصول تاريخها يحكي قصة الإنسان المجتهد والمثابر والعاشق لوطنه والمحب لأهله أهل البحرين جميعاً… أن البحرين كانت وستبقى بيت الجميع والعائلة الواحدة.
الإخوة والأخوات،،، يأتي اجتماعنا اليوم بمركز عيسى الثقافي الذي احتضن حوار التوافق الوطني برئاسة رئيس مجلس النواب الموقر وبرعاية من السلطة التشريعية بالتعاون مع الحكومة الموقرة، تأكيداً على التزامنا الثابت واللا محدود بدعم دولة القانون وترسيخ دور المؤسسات الدستورية ومبدأ التعاون بين السلطات.
فجاءت مرئيات التوافق الوطني، التي تحظى بتأييدنا ودعمنا، لتعكس وتجسد عمق الانتماء الحضاري لهذا الوطن وأهله الكرام، فالحوار لغة الحضارة وسبيل الرشد والفلاح والخير.
الإخوة والأخوات،،، إن النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل يشكلان التحدي الرئيس في مناطق عدة من العالم خلال هذه الفترة، وإننا نفخر بسياسة الانفتاح الاقتصادي التي كانت دائما خيار مملكة البحرين على مر الزمن، وسيظل التحدي هو المحافظة على معدلات نمو إيجابية والاستمرار في خلق فرص عمل مناسبة.
كما انه لابد أن تظل سياستنا الاقتصادية شاملة للجميع، مع تركيز الحكومة على تشجيع الاستثمار وتوفير كافة التسهيلات للمستثمرين.
وفي هذا الخصوص، ننوه وبكل اعتزاز وتقدير برئيس الوزراء صاحب السمو الملكي العم الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في قيادة العمل الحكومي وعمله الدؤوب خدمةً للمصلحة الوطنية.
وبالعزم الذي لا يلين لولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في تطوير منجزات هذا البلد والتمهيد لمستقبل أكثر إشراقاً لأبنائه.
الإخوة والأخوات،،، تأتي قوة دفاع البحرين درعا واقياً يصون الوطن ويحفظ مكتسباته، تلك هي الأولوية الوحيدة لدى منتسبي قوة دفاع البحرين ضباطاً وجنوداً فهم حصن الوطن المنيع، وبهذه المناسبة نشيد بالمستوى المشرف الذي وصلت إليه تدريباً وتسليحاً وتنظيماً، كما نشكر أبناءنا من منتسبي وزارة الداخلية والحرس الوطني على ما قدموه من عطاء مخلص، فلقد كانوا على مستوى المسئولية في حفظ الأمن والنظام، وبث الطمأنينة والسكينة في نفوس المواطنين والمقيمين… ويطيب لنا أن نعرب عن تقديرنا لقوات درع الجزيرة كقوة خير وأمن وسلام، ونموذجاً للتعاون الشامل بين دول المجلس وشعوبه، كامتداد طبيعي وجزء لا يتجزأ من قوة كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي هذا الخصوص تعتز مملكة البحرين بالدعم السياسي والدفاعي من قبل أشقائنا في دول مجلس التعاون، وهو الأمر الذي يعكس مقدار المكانة المتبادلة بين دول المجلس بعضها البعض. ونؤكد لكم أن مملكة البحرين ستبذل كل جهودها في سبيل تنمية وتقوية العلاقات الأخوية المتميزة بين دول المجلس، وذلك إدراكا منا بأنه لا مجال في عالم القوة إلا للأقوياء، وأن ركيزة وقوة مجلس التعاون نابعة من إيمان قادته وإرادة شعوبه بضرورة تلاحم صفوفه ووحدته وبناء وتطوير مؤسساته، وسنسعى جاهدين نحو التنسيق والتكامل والترابط بين دول المجلس في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها.
واعتزازا بالمكانة الدولية التي تحظى بها مملكتنا الغالية بين الأمم والشعوب، ودعمها التام لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، فقد شاركنا شخصياً في الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وعبرنا في خطابنا لزعماء وقادة الدول عن تطور هذا الوطن، وعن تطلعات وطموحات شعبنا ومسيرته الديمقراطية، وأكدنا أن نظام الدولة المدنية النابع من طبيعة التكوين الثقافي والسياسي والاجتماعي والديني هو الذي يناسب بلادنا ويعزز اللحمة الوطنية.
وفي الختام،،، أتمنى لكم جميعا التوفيق والسداد فامضوا على بركة الله بكل إيمان وثبات إلى الأمام لتعميق ثقافة الحوار والديمقراطية وتطوير ممارستها، وستظل عيوننا وعقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل من يريد أن يلتحق بسفينة الوطن الواحد وهويته العربية وعمقه الخليجي والعربي.
وسنساند من يعمل على التطوير الثابت الواثق كسنة تاريخية دونما قفز على المراحل أو تراجع أو تعثر. حفظ الله البحرين وكل أهلها من كل سوء ومدهم بالعافية والخير والسعادة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم، عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، رئيس مجلس الوزراء حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه، ولي العهد نائب القائد الأعلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا صاحب الجلالة لي الشرف أن أتقدم إلى جلالتكم باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء مجلسي الشورى والنواب بأسمى آيات الشكر والامتنان على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي الشورى والنواب.
لقد بتنا نترقب يا صاحب الجلالة هذه المناسبة لنسعد بلقائكم والاستماع إلى كلماتكم الحكيمة وتطلعاتكم الكريمة لمزيد من الإنجاز على طريق البناء والتقدم، ونبارك لجلالتكم نجاح الانتخابات التكميلية والتي أجريت في وقتها المقرر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إيمانكم الراسخ بالنهج الديمقراطي الذي ارتضيتموه بالتوافق مع شعبكم الكريم، كما أود الإشادة بفوز المرأة بمزيد من المقاعد النيابية وقد أنجزت ذلك الاستحقاق بندية واقتدار.
يا صاحب الجلالة إن مبادرات جلالتكم الهادفة إلى معالجة التداعيات التي خلفتها الأحداث المؤسفة التي عصفت بالبلاد في الأشهر القليلة الماضية، تلك المبادرات الخيرة التي أعادت الأمن والاستقرار وأشاعت روح الأمل والطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين، كما أن دعوة جلالتكم بعقد حوار التوافق الوطني للخروج بمرئيات وقواسم مشتركة تسهم في البناء على مكتسبات مشروع جلالتكم الإصلاحي وتعزز اللحمة المجتمعية في ظل الثوابت الوطنية، وان تكليف جلالتكم السلطتين التشريعية والتنفيذية مسئولية تفعيل مرئيات التوافق الوطني يلقي على عاتق السلطتين مسئولية وطنية كبرى في تفعيل وتطبيق هذه المرئيات، ومن جانبنا نحن أعضاء السلطة التشريعية نعاهدكم أن نكون على مستوى هذا التكليف السامي وأن نبذل كل ما نستطيع من جهد في استخدام أدواتنا التشريعية والرقابية لإنجاز هذه المهمة بالتعاون الجاد مع حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه وبدعم ومساندة من ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه.
صاحب الجلالة وفي سياق التزام المملكة بالمواثيق الدولية وبحقوق الإنسان، وتعبيراً عن إرادتكم الصادقة في كشف حقيقة ما حدث وتحديداً لمسئولية العناصر الفاعلة فيها، وحفاظاً على حقوق المواطنين وكراماتهم وكفالة الحريات وحمايتها، أمرتم بإنشاء لجنة مستقلة لتقصي الحقائق في أحداث فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين وتم تشكيلها من أشخاص ذوي سمعة عالمية وعلى دراية واسعة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومازالت اللجنة تعمل بكل جهد للتحقيق في مجريات الأحداث وما نجم عنها من تداعيات، والتي ستقدم تقريرها بذلك إلى جلالتكم متضمناً ما تراه مناسباً من توصيات في هذا الشأن حتى يأخذ كل ذي حق حقه.
صاحب الجلالة لقد أعلنتم في خطابكم الجامع بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل واستلهاماً لقيم ديننا الحنيف بالتزامكم التام بتوفير الأمن والسلامة والطمأنينة لشعبكم وأنه لا يرضيكم أن يتعرض أي فرد من أفراد شعبكم بما يمس أمنه وحريته ومصدر رزقه وتحصيله العلمي وألا تبقى في نفسه مرارة تؤثر على عطائه لوطنه وأن التسامح والابتعاد عن العنف هو ما تصبون إليه جلالتكم وليس التشدد في العقاب وقد عفوتم عمن أساء إلى شخصكم الكريم فالعفو عند المقدرة شيمة من شيمكم الأصيلة.
وأخيراً وليس آخراً المرسوم الذي أصدرتموه جلالتكم بإنشاء صندوق وطني لتعويض المتضررين والذي يهدف إلى المساعدة في توفير تعويضات فعالة للمتضررين المنتفعين بأحكامه إعمالا للمبادئ الأساسية والمبادئ التوجيهية بشأن الحق في الانتصاف والجبر لضحايا الانتهاكات الجسمية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي والصادر بها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يا صاحب الجلالة لقد دعوتم شعبكم للتأمل فيما حدث وأن يعي ويدرك أن المخرج الوحيد الأمثل للخروج من الأزمة هو وحدة الكلمة ورص الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف، وأن نبني على ما نمتلكه من رصيد حضاري من الألفة والتلاحم ومن الجوامع المشتركة لإذابة أطياف المجتمع في بوتقة الوطن.
وفي هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها وطننا العزيز على القوى الفاعلة على الساحة الوطنية أن تتفهم حقيقة الأزمة وخلفياتها وأن تتعامل مع مكوناتها بحكمة ووعي وأن تقرأ الواقع قراءة مسئولة.
فعند اشتداد المحن ومدلهمات الخطوب تستنهض الشعوب الحية مكامن الخير والشجاعة فيها لتصنع قدرها بنفسها، وتربأ عن أقدار يهيئها لها الآخرون تتمسك بناصية أمرها وتستوي على قرارها الوطني سيدة مختارة.
وستبقى البحرين بقيادتكم الحكيمة يا صاحب الجلالة كما كانت دائماً آفاقاً مفتوحة للتواصل الحضاري والإنساني مع جميع دول العالم القائمة على قواعد الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية وتعظيم المصالح والمنافع المتبادلة.
“رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً» صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حضر الافتتاح أصحاب السمو وكبار أفراد العائلة المالكة الكريمة والعلماء والقضاة والوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب، والمحافظون وأصحاب الأعمال، ووكلاء الوزارات ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية، ورجال السلك الدبلوماسي ورؤساء الجمعيات السياسية، وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني، ورؤساء تحرير الصحف المحلية وممثلو وكالات الأنباء العالمية وعدد من المدعوين.
ثم صافح جلالة الملك وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيسي مجلسي الشورى والنواب وأعضاء المجلسين. وفي نهاية حفل الافتتاح عزف السلام الملكي
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3320 – الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ