|
جبهة التحرير العربية بيان سياسي في ذكرى وعد بلفور المشؤوم |
أيها الرفاق, جماهير شعبنا المناضل
استطاعت الحركة الصهيونية ان تجعل من إقامة وطن لليهود في فلسطين مصلحة امبريالية بريطانية وقد تجسد ذلك في وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني عام 1917.
واليوم تستمر السياسة الاسرائيلية في جعل وجود اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط مصلحة امبريالية غربية وبالاخص اميركية. فاسرائيل حالياً يعتبرها البعض بحق الولاية رقم واحد وخمسين في الاتحاد الاميركي او ربما هي الولاية الاهم. فقد استطاعت الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة والمتنفذة في السيطرة على رأس المال والاعلام من جعل دولة اسرائيل والحفاظ عليها من اولويات السياسة الاميركية.
كما ان الحركة الصهيونية ومنذ مؤتمرها الاول في بازل عام 1897 اتخذت من الخطوات الصغيرة المتتابعة طريقاً للوصول الى التحولات الكبرى ,فالسيطرة على بعض الاراضي في فلسطين واقامة الكوبتسات والجمعيات التعاونية منذ مطلع القرن التاسع عشر ادت الى اعلان دولتهم عام 1948 وما يحصل اليوم من استمرار مصادرة الارض واقامة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس انما هي خطوات قد ادت الى ارتفاع عدد سكان اليهود في القدس الشرقية الى 300 الف والى ارتفاع عدد المستوطنين في بقية الضفة الغربية الى ما يزيد على 350 الف مما يؤدي الى مزيد من السيطرة على الأرض وتحويل شعبنا الفلسطيني الى عمال على اراضيهم لدى المستوطن اليهودي. والهدف واضح وهو عدم افساح المجال لقيام دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 كما اقرت معظم الفصائل بذلك, والذي سمي بالمرحلية.
كما ان الحركة الصهيونية ومنذ البداية اتخذت من القوة وسيلة لفرض مشروعها في اقامة الدولة واستمرارها , فقد اسسوا منذ البداية قوات الهاغاناة , وعصابات الشتيرن والارغن ,وكانوا اول من مارس الارهاب المنظم ضد شعبنا الفلسطيني لتحقيق اهداف عدوانهم في استلاب الارض وتهجير شعبنا في المنافي.واليوم اسرائيل تمتلك اكبر قوة عسكرية في الشرق الاوسط وتعمل امريكا على الحفاظ على التفوق الاستراتيجي "لاسرائيل" على كافة جيرانها العرب.
كما ثبت في الواقع ان لا وجود ليمين او يسار في اسرائيل. فحزب العمل المصنف يسارياً لدى بعض الواهمين هو من اقام الدولة الاسرائيلية وغولدا مائير الاشهر بين قادة اسرائيل هي التي تمنت ان تستفيق يوماً لتجد أن البحر قد ابتلع غزة, وهي التي كانت تنكر وجود الفلسطينيين وعندما سألها احد الصحفيين عن الفلسطينيين قالت لا يوجد شيء اسمه فلسطين واضافت انا فلسطينية وحكومة رابين هي صاحبة سياسة تكسير عظام شباب الانتفاضة الفلسطينين. وايغال آلون هو صاحب فكرة المستوطنات الامنية التي تستمر مع نتنياهو وبوتيرة متصاعدة.
كما ان المفاوضات فقد ثبت ايضاً انها من جانب اسرائيل للمفاوضات فقط واستغلال الوقت لتعزيز المشروع الصهيوني في فلسطين واقناع العالم بان هناك مفاوضات , فقد بات واضحاً وباعتراف المفاوض الفلسطيني ان المفاوضات قد وصلت الى طريق مسدود. فالامن بالنسبة لاسرائيل كما اوضحت ذلك ليفني اثناء المفاوضات يعني بقاء الاغوار بيد اسرائيل, كما تلحق المستوطنات القائمة بدولة اسرائيل. مع الحفاظ على القواعد العسكرية الاسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية اضافة ان الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح والاجواء الفلسطينية والحدود البحرية تبقى مجال حيوي لاهل اسرائيل , اما الحدود فهي حدود مؤقته, اما القدس واللاجئين والمياه فهي مواضيع مؤجلة, فعلى ماذا تستمر المفاوضات, امام هذه الوقائع شديدة الوضوح اهدافاً واستراتيجية بالنسبة لاسرائيل. فاننا نرى ان الجانب الفلسطيني وان كانت الاهداف واضحة فان طريق المفاوضات المتبعة حالياً بالتأكيد ليست الاستراتيجية لتحقيق هذا الهدف.
لذلك فاننا في جبهة التحرير العربية نرى ضرورة وقف المفاوضات وعدم الاستمرار في المفاوضات ,وندرك سلفاً انها الى طريق مسدود والتوجه الى وضع خطة موجهة تبدأ من التصدي للمشروع الاستيطاني وذلك باستصلاح الاراضي وتعزيز المواجهات مع العدو الصهيوني وفضح ممارساته بالتوجه الى المؤسسات الدولية واقامة شبكة دعم واسناد من القوى الثورية العربية ومن مناصري الشعب الفلسطيني في العالم الذي يشاركونه نضاله ضد المستوطنين. وفي هذه المناسبة لا بد لنا الا ان نحيي هؤلاء الوافدين الذين يناضلون ضد المشروع الصهيوني الاستيطاني ويقفون الى جانب ابناء شعبنا كتفاً بكتف من اجل نصرة الحق الفلسطيني على ارضه.
وحول التطورات في المنطقة العربية فقد وقفنا في حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية في السابق وحيدين نؤكد ان هناك تحالف امريكي اسرائيلي ايراني من اجل تفتيت المنطقة الى دويلات طائفية في وقت كان يجد الكثير من الفصائل والقوى الفلسطينية والعربية يجد في ايران الملالي حليفاً وفي النظام السوري داعماً للمقاومة, واليوم بعد ان اعلنت السعودية حليفة امريكا الاول في المنطقة ان امريكا تخلت عن حلفاؤها لصالح تحالفها مع ايران وتعلن اسرائيل ان ما يجري في المنطقة العربية من صراع مذهبي هو خدمة لتحقيق اهدافها.
وان الغزو الامريكي للعراق ادى الى تمدد النفوذ الايراني الذي يعمل على السيطرة على مقدرات العراق وخاصة النفطية منها اضافة الى تقسيم العراق اثنياً ومذهبياً. وفي هذا السياق لا بد لنا الا ان نحيي قائد الجهاد والتحرير الرفيق الامين العام عزة ابراهيم قائد كتائب المقاومة التي الحقت الهزيمة بالقوات الامريكية واجبرتها على الانسحاب من العراق وتعمل اليوم من اجل هزيمة المشروع الفارسي الاسرائيلي الامريكي لتفتيت العراق. فتحية الى رفاق البعث في العراق الذين يحافظون على عروبة العراق ووحدته في هذا الظرف العصيب
نحن وان كنا نقف ضد الغزو الامريكي لسوريا كما وقفنا ضد العدوان الغربي على ليبيا فاننا مع ارادة شعب سوريا في مطالبه في التعددية والديمقراطية وتبادل السلطة واسقاط انظمة القمع والاستبداد والتبعية.
أخيراً لا بد لنا الا ان نتوجه بالتحية وتمنياتنا الخالصة الى الاسرى المحررين الذين تخلصوا من ظلم السجان وعادوا الى اهلهم الى الحرية متمنين ان تكون هذه الخطوة مقدمة لتحرير كافة الاسرى واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
وانها لثورة حتى التحرير
جبهة التحرير العربية
الأمانة العامة
31/10/2013م