سهيلة آل صفر
تواصلاً مع المقالة السابقة عن المؤامرات التي تُحاك لعالمنا العربي والإسلامي، وكيف أن المستعمرين يتبادلون الأدوار والأزمنة في استغلال شعوبنا، واستبدال الإنجليز والألمان والفرنسيين بالأميركيين، وكلٌ له نصيبه من الهيمنة لاستغلال ثرواتنا وإنهاكنا سابقاً ولاحقاً.
وأؤكد لكم أنهم لن يتركونا إلا ونحن خالو الوفاض تماماً وشعوبٍ مجزأة متنافرة ولا يجمع بينها أي دينٍ أو لغة أو حتى جغرافيا، لسعيهم الدؤوب لإزالة كل هذه الروابط وتقسيمنا إلى دويلاتٍ صغيرة، لتسهل السيطرة علينا.
ومع وجود العناصر الضعيفة من القيادات السياسية ممن لا يفقهون العلوم السياسية ولم يدرسوا التاريخ، ليأخذوا الحيطة والحذر من الغدر المتربص بهم، ومدى وسع المؤامرات القائمة ضدنا، ودرء تلك الأخطار، وإعطاؤهم كل التسهيلات لاستغلال أراضينا بقواعدهم الجبارة للتجسس، أو باستغلال مواردنا خوفاً على سلطاتهم وثرواتهم.
لقد فات عامان على ثورات الربيع العربي، ونحن مازلنا في أول الطريق، لنلاحق العصر، خلعنا معظم الفاسدين، ومازلنا نتخطى أول الدروب، ومع البدء في أول خيوط حرية التعبير والاحتجاج، وستتابع الأمور للاستقرار السياسي والاقتصادي، وبقيت بعض الدول منها سورية التي لم يتعض حاكمها لما رآه من خلع وقتل لزمرته، ولا الطريقه للخروج من المأزق.
وبقيت المعارضة تقاوم وطال بها أمد المقاومة، دون الوصول إلى حلول أو تنازلات من الحاكم لترضية شعبه في مطالبه حتى ولو لبعض من الديمقراطية ومن حقوقه المشروعة، وعمّت الفوضى والخراب والشعب يتخبط ويقاتل بعضه البعض ودخول المخربين والمرتزقة البلاد ونشر الغاز الكيميائي، وآتت الفرصة المناسبة لأميركا والغرب ولصالح الصهاينة لاستكمال خططهم، وسال لعابهم للمزيد من تفرقة العرب والمسلمين، وبدأ الهجوم والتلويح لضرب سورية، وبالاسلوب الوقح نفسه الذي بدأته في الهجوم على العراق وبنفس الاتهامات والضجيج الإعلامي العالمي تماماً وبمسرحية الغاز الكيمائي.
وهاهي تهددها، إحدى أقوى القوى المقاومة للوجود الصهيوني، وعلى طبقٍ من ذهب، أما الصهيونيه فلقد جاءها الخلاص من حيث لم تحلم به يوماً بدءاً من يد المخلص أوباما.
أين هم حكامنا وجامعة دولنا العربية؟ أين الانتفاضات للمنع؟ وأين هم الرؤوساء لثورات الربيع؟ كم سنواجه من الفواجع لنتعلم الدرس وثم نبكي ونتحسر، هل نحن أغبياء لهذه الدرجة؟ هل مازلنا نعتقد أننا في أمان، والعدو يتربص ويخطط للكيد بنا؟
تُرى من سيكون عليه الدور؟ ومن الذي بلاده تُجهز للضربة التالية؟