نشرت الاخبار ان خمسة تيارات بعثية في سوريا، قد اعلنت عن اندماجها فيما يسمى بتيار الانبعاث والتجديد، ولايرى هذا التيار مشكلة في فتح حوار مع حكومة المالكي، مما يؤشر على ان هذه الفقاعات المشبوهة من صنع ايادي خفية، لان من يلتقي مع عملاء وخونة المنطقة الغبراء في بغداد، لا يمكن ان يكون اقل خيانة من الذين ركبوا دبابات الاحتلال، والذين افرزهم الاحتلال الاميركي الصهيوني الفارسي للعراق.
عن اي انبعاث وعن اي تجديد اذا كان هؤلاء، على استعداد ان يمتطوا بغلة العملاء، وان يشاركوهم في الخيانة والعمالة، لملالي ايران و المخابرات الاميركية، فهل العراق المحتل يحصل علىتحريره؟، من خلال نهب ثروة العراق، وتمزيق جسده، والغاء دوره الوطني والقومي، ام ان الالتحاق بصفوف المقاومة العراقية الباسلة، هي الطريق الشرعي والوحيد لتبيان مصداقية الانتماء للوطن، والتضحية من اجل تحريره، وتدمير آلة العدوان وعملائها.
لقد حاول البعض ان يخرج على القيادة التاريخية لحزب البعث في داخل العراق، التي تتحمل مسؤولية قيادة المقاومة، ولكن بضاعتهم الفاسدة لم تجد من يشتريها، فتم طمسهم وغابوا عن الساحة، لان القوى الوطنية قد لفظتهم، والشارع العراقي قد احتقرهم، فما وجدوا ضالتهم الخيانية المنشودة، ولان الامبريالية الاميركية قد حزمت حقائبها وستهرب من العراق الاشم، ولان ملالي طهران يعلمون جيدا انهم سيكونون فريسة سهلة لابناء العراق، وان عملاءهم في بغداد لن يكون في مقدورهم مواجهة القوى الوطنبية والقومية والاسلامية، التي تتحمل عبء مسؤولية المقاومة، ولان البعث يشكل العمود الفقري في المقاومة، فمن الضروري لاميركا وملالي ايران ان يستهدفوا البعث.
خمسة تيارات بعثية بدلا من خمسة عملاء خونة، ولا اظن انهم يملكون اكثر من اسمائهم، باعوا التاريخ الوطني والقومي للعراق، في اعلانهم عن ما يسمى بتيار الانبعاث والتجديد، فاي انبعاث هذا في ظل الاحتلال، وممالأة عملاء الاحتلال؟، وعن اي تجديد، فهل التجديد في استبدال الثبات على المبادئ، الى مواقف خيانية تقبل ان تعيش على فتات موائد عملاء الاحتلال، وهذه التيارات المزعومة، ماذا لديها على طريق تحرير العراق المحتل، والمغتصبة ارادته؟، الذي يعيش في فوضى سياسية، وتخلف اقتصادي واجتماعي.
لقد مر على مسيرة البعث العديد من الانشقاقات منذ تأسيسه، وكان مآلها جميعا الزوال والاندثار، وبقي البعث صامدا، يقود التنمية قبل الاحتلال، ويقود المقاومة بعد الغزو، ولن يكون مصير هؤلاء افضل من مصير من سبقهم، ممن اعلنوا عن انفسهم بديلا عن القيادة التاريخية للبعث في العراق، وحاولوا بكل خسة ونذالة ان يرفعوا شعارات البعث الخالية من المقاومة، وما عرفوا ان البعث قد خلق للمقاومة، ولن يكون غير ذلك، ومن اراد ان ينتمي للبعث، عليه ان يتقدم الصفوف في المقاومة، مقاومة السلطات العاتية، والاستعمار، ومقاومة النفس الامارة بالسوء، كما هي نفوس كل الذين انشقوا عن البعث، فالبعث له عنوان واحد لابديل له، وكل الجماهير العربية تعرف هذا العنوان، وهو المقاومة، وما عدا ذلك صنيعة اراد اولئك الذين وراء صناعتها، ان يشوشوا على قيادة البعث وعلى المقاومة، بسبب اقتراب رحيل الاميركان، والهواجس التي تنتاب عملاء المنطقة الغبراء في بغداد، لانهم غير قادرين على الصمود امام انتفاضة شعب العراق، وجسارة مقاومته الباسلة، بعد ان ينكشف غطاء الاحتلال عن عملائه.
لا انبعاث ولا تجديد الا في خندق المقاومة، ولا مقاومة الا بقيادة البعث، الذي اراد ان يعطي درسا لكل الجبناء، ان السلطة ليست هدفا بل وسيلة، وهاهو البعث عندما فقدها انتقل مباشرة الى خندق المقاومة، وهاهو البعث قد حطم المشروع الامبريالي الاميركي على ارض العراق، وكان المسمار الاول في نعش الامبريالية الاميركية، وجعل من الادارة الاميركية سبة في وجه الانسانية، لتجاوزها كل القوانين والاعراف الدولية، وانتهاكها لكل قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، فالانبعاث والتجديد لا يصنعه العملاء والخونة، والمتطلعين للعيش اذلاء، تحت رحمة عملاء المنطقة الغبراء، بل يصنعه من يحمل السلاح في وجه الغزو والعدوان، وافرازات الاحتلال، الذين جعلوا من العراق جثة هامدة، وصنعوا منه اكثر دولة فاشلة، واكثر دولة مصابة بالفساد، لان النهب والسرقة وظيفة هؤلاء العملاء.
البعث حزب الامة وحامل لواء وحدتها، وتحرير ارضها وانسانها، وقيام العدالة في توزيع ثروتها، ولانه حزب الامة، فهو مستهدف من اعداء الامة، ولانه حزب الامة، فان مسؤولياته جسام لن يستطيع اي فرد في الانضمام الى صفوفه، لانه يحمل الصبر والمعاناة، والثبات على الموقف والايمان الراسخ بالثبات على المبادئ، واسم البعث لن يكون سهلا على كل من تسول له نفسه ان يمتطيه، لانه نضال ومعاناة، ومن اراد ان ينتمي له، عليه ان يفكر كثيرا قبل الانخراط في صفوفه، فهو تضحية وبذل وعطاء، لانه يرتاد الساحات المناضلة و يخوض نضالاته فيها، ولا يعشق الا حياة النضال والمواجهة مع كل الاعداء، ايا كانت الوانهم ولكنات السنتهم، من محليين واقليميين وعالميين، واغتصاب اسم البعث لم يكن جديدا على البعث، وكل الذين اغتصبوا اسمه وقعوا في الوحل، اما وحل الخيانة والعمالة، واما وحل الطائفية، وسقطت هاماتهم واندثرت احلامهم، وبقي البعث وخاصة في العراق مع حجم الهجمة الامبريالية الصهيونية المجوسية عنوان مقاومة، وصمد البعث بقيادة المناضل عزة الدوري، نموذجا فريدا في مواجهة الغزو والاحتلال وافرازاته، فما وهن ولا ضعف، ولا ذهبت به الظنون ان من ركب دبابة الاحتلال ستكون اياديه نظيفة، يمكن ان يتصافح معها، وما تخلى عن القيم والمبادئ التي رسمها منذ بدايات طريقه.
تيار الانبعاث والتجديد فقاعة صابون، ستزول مع اول هبة ريح، ولن يتمكن اصحابه من اكل فتات المائدة، التي سيغدقها عليهم المالكي واسياده، لانه قد فات الاوان، فالعراق قد دشنت مقاومته بوابة التحرير، والبعث والمقاومة قد تخطوا زمن الاستهداف منذ مدة بعيدة، عندما انتزعوا روح المبادرة من ايادي القوات الاميركية الغازية، وما عاد العراق الا ان تعلن مقاومته النفير العام، وعودة جيشه وقواته الوطنية لاخذ دورها الوطني، ويعود العراق العروبي الشامخ، المشرق بهجة وعطاء، ليقود الامة على طريق تحقيق اهدافها، من اجل ان تأخذ دورها ومكانتها بين الامم والشعوب، المتطلعة نحو الانعتاق من الاستعمار والصهيونية والطائفية، ومن اجل ان تعيد مسيرتها الاولى في بعث رسالتها الخالدة.
شبكة البصرة