منصور الجمري
في أعقاب الأحداث المأساوية التي وقعت في الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 انتشرت الكثير من الأنباء والتحليلات ضد المسلمين في الدول الغربية، ولعلَّ من بينها آنذاك أن المسلمين وزعوا الحلوى في شوارع القاهرة فرحاً بتساقط القتلى من برجي التجارة العالمية في نيويورك.
وعلى إثر تداول تلك الأنباء بصورة بشعة ومعادية للإسلام والعرب انتشرت جرائم الكراهية ضد كل من يشبه المسلمين، حتى أن بعض الأفراد المنتمين لديانة السيك من الهنود تعرضوا للقتل والمضايقات، لأن بعض الغربيين لم يعلم بأن العمامة التي يلبسها شخص من السيك ليست دليلاً على أنه مسلم من الأساس. وقبل عدة سنوات قامت امرأة في مدينة نيويورك الأميركية بدفع رجل على المسارات في محطة مترو الأنفاق ما أدى إلى قتله. وبعد التحقيق علمت الشرطة أن الضحية كان هندوسياً، ولكن المرأة التي دفعته قالت إنها تكره المسلمين الذين دمّروا برجي التجارة العالمية، ولم تكن تعرف الفرق بين المسلمين والهندوس. وعليه فقد كثرت في الغرب مؤخراً جهود من مختلف الجهات الرسمية والمدنية لمكافحة الصور النمطية وخطاب الكراهية.
لكن من المؤسف انخراط العديد من الجهات والأفراد في بلادنا ومنطقتنا الخليجية بنشر روايات ومقولات من شأنها التحريض على كراهية فئة من المجتمع بسبب ما نمُرُّ به من أحداث مؤسفة ومؤلمة في البحرين. كما أنه من المؤسف أن لا تنطلق أية جهود، رسمية أو أهلية، لمكافحة هذا التوجُّه الخطير الذي يؤسس المواقف والقرارات اعتماداً على الصور النمطية السلبية والمتعصبة ضد فئة مجتمعية.
إن النهج الذي يسير عليه البعض لا يؤدي فقط إلى ارتكاب جرائم كراهية ضد من يُنظر إليهم حالياً بعين غير عادلة، وإنما أيضاً يؤدي إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو شَرْعَنَة ومَأسَسَة نهج تمييزي مدان إنسانياً ودينياً ووطنياً. كما أن التوجُّه الذي ينتشر مؤخراً لتسخيف الجهات الحقوقية الدولية الداعية إلى احترام الحقوق المدنية، يُعتبر مؤشراً خطيراً لا يمكن أن يتسق مع ادعاءات المسئولين أنهم نفّذوا، بل وتفوّقوا على ما جاء في توصيات لجنة تقصّي الحقائق.