من المؤكد ان تشهد مرحلة ما بعد عيد الفطر تصاعد وتيرة الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير بين التلاميذ وذلك على إثر عودتهم الى مدارسهم، وعلى ضوء مؤشرات تتوقع ارتفاع الإصابة بهذا المرض مع إطلالة فصل الشتاء، وقد ظهر علينا مفهوم جديد "تلوث التعليم" على غرار تلوث البيئة.
وها هي وزارة التربية تبذل جهودها في الحيلولة دون انتشاره بين صفوف التلاميذ سواء من خلال الفحص وعلاج الطالب المصاب واغلاق المدرسة بالإضافة الى التوعية العامة عن طبيعة هذا المرض واعراضه.
ومن الملاحظ ان الأسبوع الأول توج بغلق سبع مدارس شملت كل من النسيم والفرنسية والنور وابن خلدون والروابي والقلب المقدس وتالنت مما ينذر بتفاقم الخوف من الذهاب الى المدرسة في اليوم الأول لافتتاحها حيث يعتقد بعض الآباء بانه لربما يكون (طالب واحد مصاب) يكفي لانتقال العدوى للباقين.
وفي هذا السياق، يتوقع أن تغلق مزيد من المدارس، وتتأخر الدراسة، وتقل مدة التحصيل العلمي، وينخفض على إثرها مستوى الطلبة العلمي والأدبي والفني بل لربما يأخذ البعض قرارا بعدم السماح لأولاده أو بناته بالذهاب الى المدرسة (ولو مؤقتا)، فتزداد الامية في البلاد سواء في البحرين أو أي دولة يحل بها هذا المرض.
ويتسائل أولياء أمور عن سبب انقطاع الحديث عن "انفلونزا الخنازير" في بلد المنشأ (المكسيك)، وهل يعقل ان المكسيك اصبحت في منأى بينما كثر الحديث عنها في منطقتنا العربية؟
ويعقب آخر لا يقر بوجود هذا المرض أصلا، قائلا: "أعتبر هذا المرض والحديث عن الإصابة به والتخوف منه هو نوع من زوبعة في فنجان"!، وذلك على أساس أن العالم ومنذ ثمانينيات القرن الماضي قد تعود إثارة الزوابع عند ظهور أمراض الايدز، حمى الوادي المتصدع الذي يصيب الماعز والخراف، جنون البقر، انفلونزا الطيور الذي أطلق عليه "فنزويلا الطيور" للطرافة، وها نحن نعايش اليوم مرضا جديدا أطلق عليه "مرض انفلونزا الخنازير".
والحقيقة، أننا لا ندري جميعا ما الذي يخبئه الغرب المتقدم صناعيا لنا من أمراضا قادمة جديدة ولا ندري في الوقت ذاته مدى دقة هذا القول، وإلا يعد اتهاما في غير محله؟
والحديث طويل وذو شجون، ولكني اكتفي بالتلميح بأن هناك أمورا قد لا نعرفها عن هذا المرض أو غيره، ولماذا ينتشر بهذه السرعة؟ ويصبح موضع اهتمام حكومات العالم، وما الغاية من ذلك؟ هل هي دواع علمية أم مالية، ام تسويق لمنتج قادم؟ أم الدفع بظهور أمية جديدة، أم هو احداث تلوث في بيئة التعليم بدول العالم الثالث؟
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.