قدّم بلاغاً للشرطة ووُعد بتحويل القضية للنيابة
يوسف البوري: تعرضت للإهانة والضرب من رجال أمن في «بوري»
قال رئيس مجلس بلدي الشمالية السابق يوسف البوري إنه تعرض للإهانة والضرب من قبل رجال أمن كانوا متواجدين عند مدخل قرية بوري، مساء أمس الأول الخميس (21 يونيو/ حزيران 2012).
وذكر البوري لـ «الوسط» تفاصيل ماحدث عليه، مبيناً أنه «عند الساعة 11 من مساء أمس الأول، كنت قادماً من المنامة، وعند مدخل بوري (الدوار الصغير)، فوجئت برجال أمن يمنعون الأهالي من دخول القرية، وكانت أمامي سيارتان، إحداهما فيها امرأة مع أطفالها، ومنعوها من الدخول، وهددوها بأن تغادر».
وأضاف «نافذة سيارتي كانت مفتوحة، وأنا أسمع وأرى ما يتعرض لها كل من يريد الدخول إلى القرية، بمن فيهم المرأة وأطفالها»، مؤكداً أن «حركة الخروج من القرية كانت طبيعية، بل كان هناك حفل زفاف أحد أبناء القرية».
وقال: «هذا الموقف أثارني، فنزلت من سيارتي وذهبت أسأل رجال الأمن عن سبب منع دخول الأهالي إلى القرية، وقال أحدهم ممنوع، فأخبرتهم أن السيارات الممتدة إلى دوار مدينة حمد كلها تريد الدخول إلى بوري، وفيها أهالي القرية، دون جدوى».
واسترسل البوري «في أقل من دقيقتين جاء 5 من رجال الأمن ومعهم ضابط، وسألوا عن سبب وقوفي، فأخبرتهم أن هؤلاء أهالي قرية بوري، ويريدون الدخول إلى قريتهم، فما كان منهم إلا أن هددوني وبعدها اعتدوا عليّ بالضرب، وأحد رجال الأمن بدأ بركلي برجله على رجلي اليسرى، وأجبروني على ركوب السيارة مرة أخرى، وقاموا بضرب السيارة أيضاً، وتكررت الإساءات لي، وأترفع عن قول الألفاظ التي تلفظوا بها».
وأشار إلى أنه «توجهت إلى مركز شرطة مدينة حمد الشمالي في الدوار الأول، لأقدم بلاغاً عما حدث لي ولأهالي قرية بوري، والصورة التي شاهدتها من رجال الأمن في المركز مختلفة تماماً عن الصورة التي شاهدتها من رجال الأمن الذين منعوني وأهالي قريتي من الدخول لقريتهم».
وأكد «قدمت البلاغ، وكتبوا لي تقريراً طبياً، وفحصوا سيارتي لأنها تعرضت للاعتداء أيضاً»، مشيداً بـ «تعامل الضابط المناوب في مركز الشرطة، وأسلوبه الحضاري. وأنا أقدر تجاوبهم مع الشكوى، وأقدر اتصال مدير مكتب وزير الداخلية بي، واطمئنانه عليّ»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «رجال الأمن الخمسة حضروا إلى المركز، وأُخذت إفاداتهم، والضابط أكّد لي بأن القضية ستُحوّل إلى النيابة العامة».
وتساءل البوري: «كيف تُقيّد حرية الناس من الدخول إلى قريتهم، ونعتهم بألفاظ يترفع عنها كل ذي عقل، ولا تليق برجل أمن، وهذه الألفاظ قيلت أمام أطفال كانوا في السيارات التي منعت من الدخول إلى بوري، أين حسن التصرف، وبعث شعور الطمأنينة في نفوس المواطنين من قبل رجال الأمن؟، هذه مبادئ عامة يجب أن يتحلى بها رجل الأمن في كل دول العالم».
ورأى أن «الدفاع عن كرامة الإنسان، تتجاوز كل العناوين الضيقة، فهذه الكرامة منحة إلهية من الإنسان».
وقال: «كنت أسمع قصصاً وروايات من الأهالي عمّا يتعرضون له من قبل رجال الأمن، ولكن الآن أصبحت أنا شاهداً، وأنا من تعرضت للاعتداء والإهانة من قبل رجال الأمن»، مؤكداً أن «ما حدث في بوري، مماثل لما يحدث في أغلب القرى بصورة يومية».
وأردف قائلاً: «للأسف، لم نُحترم من قبل رجال الأمن كمواطنين، والأطفال الموجودون في السيارة التي كانت أمامي رأوا صورة مختلفة عن تلك التي يتعلمونها عن رجل الأمن في المدرسة».
وفي السياق نفسه، شدد البوري على أن «أبناء القرى مواطنون، لهم حقوق وعليهم واجبات، وحالهم حال بقية المواطنين في المناطق الأخرى، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، وكرامة الدولة من كرامة مواطنيها، ويمكننا اليوم أن نتدارك بعض الأمور ونحتضنها، ولكن يصعب ذلك في الغد. ونحن الرهان الرابح لهذا الوطن، تربيتنا وحضاريتنا تجعلنا نترفع عن الكثير من الأمور، ونتغاضى عن أمور كثيرة».
وأفاد بأن «كرامة المواطنين تهان بصورة مستمرة، ونحن نحترم رجال الأمن، ولكن نرفض إهانة كرامة أي مواطن، هناك من يسيء إلى الدولة بهذه التصرفات، فالاستهانة بكرامة المواطنين، ستكون لها عواقب وخيمة».