الرميحي يؤكد رصد عملية سرقة طالته
الرميحي: أبلغنا «الشئون الإسلامية» عن السرقات في المسجد
مجهولون يخربون ويكسّرون مسجد صعصعة بن صوحان في «عسكر» ويسرقون محتوياته
عسكر –
تعرض مسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان في قرية عسكر، إلى التخريب والتكسير، وذلك يوم أمس الأول السبت (17 مارس/ آذار 2012)، فيما سُرقت بعض مقتنيات المسجد، والتي من بينها المكيفات والنوافذ المصنوعة من الألمنيوم.
وأكد النائب خميس الرميحي لـ «الوسط»، أنه «بعد متابعتنا للمسجد تبيّن وجود سرقات، وقد تم إبلاغ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كونه الجهة المشرفة على المسجد».
وذكر أن «مكيفات المسجد مسروقة منذ فترة، وخصوصاً مكنات المكيفات الموجودة في الخارج»، مشيراً إلى أن «من بين المسروقات الجديدة من المسجد المواسير النحاسية، وهي غالية الثمن، كما توجد مسروقات من داخل المسجد، ونحن نتابع الموضوع…».
من جانبه، أكد الباحث التاريخي، جاسم آل عباس، «زرت موقع المسجد يوم أمس الأحد (18 مارس/ 2012)، وشاهدت كيف تم تكسير النوافذ وأبواب المسجد، وعملية تخريب الضريح ورمي كتب الأدعية ونسخ القرآن على الأرض».
وذكر آل عباس لـ «الوسط»، «تظهر أبواب المسجد مفتوحة على مصراعيها بعد أن كانت مغلقة، ولا يستطيع أحد الدخول إلى المسجد»، مشيراً إلى أن «يوجد قبران مجاوران لمسجد صعصعة بن صوحان، وهما للشيخ محمد الجوي والشيخ محمد بن درباس، وهما أيضاً تظهر عليهما آثار تخريب، إذ إن السيراميك الموجود حول قبرهما مكسّر». وتعرض مسجد بن صوحان خلال الأعوام الماضية إلى تخريب وتكسير لأكثر من مرة، بحسب ما أفاد آل عباس.
ودعا آل عباس وزارتي الداخلية والعدل والشئون الإسلامية والأوقاف، إلى الحفاظ على المسجد، كونه أحد أقدم المساجد في البحرين، ورمز إسلامي، مؤكداً ضرورة «إعادة بناء المسجد، وتوفير حراس أمن للمسجد، منعاً لأية عمليات تخريب أو تكسير أخرى…».
هذا، وتواردت أنباء في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2011، عن تعرض مسجد الصحابي الجليل صعصة بن صوحان، الواقع في منطقة عسكر، للاعتداء والتخريب من قبل مجهولين، في حين نفى الممثل النيابي للمنطقة خميس الرميحي، والعضو البلدي ناصر المنصوري، حدوث أي اعتداء أو تخريب.
وعلمت «الوسط»، من مصادر عليمة، أن إدارة الأوقاف الجعفرية أرسلت آنذاك فنيين لمعاينة المسجد، والتأكد من حادثة الاعتداء.
وأكدت المصادر أن الفنيين لاحظوا أن نوافذ المسجد مكسرة، بيد أن أبوابه مغلقة، وأنهم سيرفعون تقريراً للمعنيين في إدارة الأوقاف، لاتخاذ اللازم وتصليح ما تم تخريبه. وأشارت المصادر إلى أن مفاتيح المسجد موجودة لدى إدارة الأوقاف الجعفرية.
وقال عضو مجلس بلدي الجنوبية، ممثل الدائرة الخامسة، ناصر المنصوري، حين توارد الأنباء في ديسمبر 2011: «لم يقع أي اعتداء على المسجد، ومنزلي قريب جداً منه، ولم أرَ أي آثار للاعتداء أو التخريب».
من جانبه، ذكر النائب خميس الرميحي أن المسجد مهجور منذ فترة طويلة، ولا يوجد فيه قيّم، وأبوابه مغلقة. وقال: «لا توجد لدينا أية معلومات عن وجود اعتداء أو تخريب في المسجد»، مبيناً أن «النوافذ مكسّرة منذ فترة، وأعتقد أنها حتى قبل الأزمة التي شهدتها البحرين خلال شهري فبراير ومارس الماضيين». وأضاف أن «تقع على إدارة الأوقاف الجعفرية صيانة المسجد، كونه أحد المزارات في البحرين».
وأوردت إدارة الأوقاف الجعفرية، معلومات عن المسجد في موقعها الإلكتروني، وقالت إنه «مسجد يقع في قرية عسكر من المحافظة الجنوبية، ويضم مرقد صاحب أمير المؤمنين (ع) صعصعة بن حجر بن صوحان رضوان الله عليه (القرن 1 للهجرة). وكان راوياً للحديث ومن أصحاب الإمام علي (ع) المخلصين، شاركه جميع معاركه وحمل رايته يوم الجمل، ومن جملة الأشخاص الذين طلب لهم الإمام الحسن (ع) من معاوية الأمن وعدم التعرض لهم.
وذكرت أيضاً أن صوحان «تميز بالفصاحة والبلاغة ما عرضه للنفي مرتين فمرة إلى الشام ثم إلى حمص، والأخرى إبعاده عن الكوفة ونفيه إلى البحرين فتوفي فيها سنة 60 للهجرة ودفن في قرية عسكر الواقعة أقصى جنوب المنامة على بعد 25 كم، وسمي المسجد باسمه. وقال فيه الإمام الصادق (ع): (ما كان مع علي من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه)».
وعاش الصحابي صعصعة فترة عظيمة من فترات التاريخ البشري وعاصر أناساً عظاماً نقشوا في ذاكرة التاريخ بخطوط عريضة زاهية لا تنمحي، فقد عايش جزءاً من حياة الرسول الأعظم (ص) وتربى في ظل دولته الكريمة وعاصر حياة الخلفاء الراشدين وعايش الأحداث المهمة والمؤلمة منها والمفرحة: البيعة، الردة، الفتوحات الإسلامية، وانحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي، ليرى صعصعة نفسه وجهاً لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا الخلافة إلى ملك وراثي، ليروا أمامهم عقبة وهو صعصعة الذي جرعهم الغصة تلو الأخرى وغزاهم في عقر دارهم وفي مقر حكمهم بأشد الكلام وأقساه. فعملوا له الغدر ويبيتون له ويتحينون له من الفرص حتى قال عنه معاوية لأصحابه: «هكذا فلتكن الرجال».
وتعرض مسجد الصحابي صعصعة بن صوحان لاعتداء وتخريب لمرات عدة سابقاً، ومن بينها الاعتداء الذي تعرض له في شهر مارس/ آذار الماضي (2011)، وقد تواردت أنباء حينها بأن المسجد قد هُدم، إلا أن إدارة الأوقاف الجعفرية نفت ذلك. وأفادت بأن المسجد لم يتعرض للهدم ولايزال قائماً وإنما تعرض للتعدي والتخريب عدة مرات، حيث طال التعدي أيضاً العبث بالضريح وسرقة محتويات المسجد بما في ذلك المكيفات، وقد تم إبلاغ الجهة المعنية بالأمر.
كما تعرض المسجد إلى اعتداء في العام 2003، عندما أجبر عدد من أهالي منطقة عسكر قيم مسجد صعصعة ابن صوحان على إغلاقه قبل الساعة الرابعة من كل يوم، ومنع كل من يريد تأدية فريضتي المغرب والعشاء في المسجد وحجة أن أنه «مزار وليس مسجداً»، وقد رفعت إدارة الأوقاف الجعفرية آنذاك، مذكرة إلى مجلس بلدي الجنوبية، بشأن ما تعرض له المسجد من اعتداء.
كما تعرض المسجد إلى اعتداء آخر في العام 2007، عندما اقتلع صبية باب المسجد ورموه بالحجارة، وكسروا 5 نوافذ من الجهة الشمالية للمسجد، وهو ما أفاد به مدير الأوقاف الجعفرية آنذاك عون الخنيزي.
الوسط – العدد 3481 – الإثنين 19 مارس 2012م الموافق 26 ربيع الثاني 1433هـ