بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
تحية اجلال للقائد الشهيد صدام حسين في ذكرى ميلاده الميمون |
شبكة البصرة |
صلاح المختار |
كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن مثل عالمي
لعل افضل احتفال لمناسبة ذكرى ميلاد سيد شهداء العصر القائد صدام حسين هو التذكير بمنجزاته العظيمة، من جهة، واسقاط الاكاذيب التي الصقت به من قبل القوى المعادية للامة العربية من جهة ثانية، اما المديح المجرد فهو محض عاطفة محترمة لكنها تزول بمرور الزمن. لقد تعرض القائد الشهيد صدام حسين لحملات شيطنة وتشويه لم يتعرض لها اي قائد اخر في التاريخ، ولو جمعنا ما روج عنه، خصوصا في الغرب، لوجدنا اطنانا من الورق والتسجيلات تبدو الحملات ضد ستالين وهتلر، وهما اكثر من تعرض للهجمات في العصر الحديث، صغيرة جدا. وكانت تلك الحملات مبنية على نسج الاكاذيب وتزوير الوقائع، وعلى منع الوطنيين العراقيين والعرب من الرد عليها خصوصا بعد الاحتلال في عام 2003. في هذا المقال سوف نسقط احدى اهم الاكاذيب التي روجت وصدقها حتى بعض الوطنيين العراقيين والعرب، بعد ان نذكّر بحقيقة اعترفت بها كونداليزا رايس قبل ان تترك منصب وزيرة الخارجية الامريكية.
اعتراف كوندي نحن لا نحتاج لاعتراف كوندي، وهو اسم الدلع لكونداليزا رايس، لاننا نعرف قائدنا الشهيد بدقة تامة ولكننا امام العام نحتاج لاعترافات العدو وممثليه الرسميين كي ندعم حجتنا وراينا وموقفنا. ماذا قالت كوندي في اواخر ايامها؟ قالت كوندي لشبكة فوكس نيوز الاخبارية الامريكية ما خلاصته : انا مازلت مؤمنة بان اسقاط صدام حسين هو انجاز ستراتيجي عظيم ليس لادارة بوش فقط بل لامريكا كلها. النص الانكليزي للتصريح : Sun Dec 7,2008 5:57 pm ET WASHINGTON (AFP) – US Secretary of State Condoleezza Rice said here Sunday that the US-led war in Iraq will turn out to be a "strategic achievement" for not only President George W. Bush but for the United States. Interviewed on Fox news, Rice said she "would give anything" to revisit the issue of weapons of mass destruction, but said the 2003 invasion was still right even if the weapons were never found. "I still believe that the overthrow of Saddam Hussein is going to turn out to be a great strategic achievement, not just for the Bush administration, but for the United States of America," Rice told Fox.
هذا التصريح وحده يرسم طريقا واضحا لمسار الاحداث وابطالها الرئيسيين، فطبقا لامريكا فان اسقاط الرئيس الشهيد صدام حسين (انجاز ستراتيجي عظيم) وبناء عليه فان هذا الاعتراف يفرض فرضا السؤال التالي : لم عدت امريكا اسقاط صدام حسين انجازا ستراتيجيا عظيما مع ان العراق بلد صغير ينتمي للعالم الثالث وامريكا هي الان اقوى قوة في التاريخ والقوة العظمى الوحيدة المنفردة بممارسة التاثير الاعظم؟ ويترتب على هذا السؤال سؤال اخر وهو : هل عدت امريكا اسقاط اي نظام او حكومة اخرى في العالم هدفا ستراتيجيا عظيما؟ ان هذين السؤالين يفسران ما يجري الان بوضوح تام. من البديهي ان تكون الترجمة الوحيدة لهذا التصريح والاعتراف هو ان عراق البعث وصدام حسين كان عقبة امام التوسع الامبريالي الامريكي في المنطقة والعالم، وهذه الحقيقة هي التي تفسر لم عد اسقاط نظام الشهيد نصرا وانجازا ستراتيجيا عظيما. ان امريكا ليست نظاما عالمثالثيا متخلفا يقرر اليوم شيء بعجالة، مثل من هو العدو ومن هو الصديق، ودون تخطيط وبعد نظر ثم يغير تخطيطه في اليوم التالي ويغير اعداءه واصدقاءه، بعد حفلة تبويس لحى، انه نظام امبريالي يقوم على التخطيط الدقيق والبعيد المدى لانه يريد الاستحواذ على بلدان اخرى والسيطرة على ثرواتها او استغلال مزاياها الستراتيجية، لذلك فانه لا يغير سياساته وخططه الا اذا واجه مقاومة شرسة تفشله او غير الطرف المستهدف مواقفه واستسلم له. ان اصرار امريكا منذ عام 1991 وحتى الان على غزو وتحطيم العراق بلا كلل، وتقديمها خسائر باهضة، خصوصا المادية، لم تقدمها حتى في حرب فيتنام يؤكد ان العراق كان ومازال اهم مناطق العالم قيمة ستراتيجية واقتصادية بالنسبة للستراتيجية الامريكية العظمى.
وبناء عليه فان الغزو الامريكي – الايراني للعراق ركز منذ يومه الاول على أزالة العراق القوي الواحد المستقر المتقدم علميا وتكنولوجيا، والعربي الهوية والالتزام، وتجلى ذلك في تدمير ما بناه الشهيد صدام حسين والبعث في العراق وهو بناء اصبح عقبة كأداء امام التوسع الامبريالي الامريكي : 1 – حل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي واطلق خطة نهب وحرق كل الوزارات والمؤسسات ما عدا وزارة النفط، مما ادى الى نشر الفوضى العارمة المخطط لها في العراق وتدمير كل ما هو منظم ومرتب. 2 – فرض نظام الكونفدرالية على العراق كما ظهرت في دستور بريمير الحالي، واراد تقسيم العراق على اسس عرقية وطائفية ودينية ومناطقية. فتحول العراق من دولة مركزية قوية مهيوبة اقليميا ودوليا الى دولة هامشية ضعيفة لا دور اقليمي لها ولا وزن عالمي لها. 3 – حينما اضطر لبناء جيش جديد لخدمته بناه مقزما ويشبه الشرطة لانه لا يريد للعراق ان يكون قويا عراقيا لاجل السماح بشرذمة العراق ووضع السلطة الحقيقية في الاطراف اي الكونفدراليات الكردية والجنوبية والوسطى، واقليميا لحماية لاسرائيل من جيش عراقي قوي. 4 – حاول الغاء عروبة العراق بتهجير حوالي ستة ملايين عراقي عربي (سني وشيعي) واستيراد اربعة ملايين فارسي وكردي من ايران وتركيا. وتمت هذه العملية بالتنسيق والتوافق التامين بين امريكا وايران. 5 – اغتال الاف العلماء والضباط والكوادر المتخصصة في ادارة الدولة والشؤون العلمية والتكنولوجية لاجل اعادة العراق الى ما قبل ثورة البعث التي أنتجت اكثر من 300 الف حامل لدرجات الدكتوراه والماجستير. 6 – انكر الاحتلالين الامريكي والايراني عروبة العراق ونفذا خطة واضحة جدا لعزله عن بيئته العربية الطبيعية. 7 – الغى تأميم النفط العراقي وجعله في خدمة الاحتلال. 8 – الغى كافة الحقوق – الامتيازات الاجتماعية والاقتصادية التي حصل عليها الشعب لعراقي في ظل حكم البعث والشهيد صدام حسين، مثل مجانية الطب والتعليم وشبه مجانية الخدمات والمساواة التامة بين كل العراقيين في الحقوق والواجبات استتباب الامن وحماية ارواح المواطنين واملاكهم وحقوقهم، وقام الاحتلال بجعل الشعب العراقي محروما من الخدمات والطب والتعليم والامن والكرامة. 9 – نشر الفساد المنظم في المجتمع والدولة وزرع الامراض الخطيرة كالايدز وادمان المخدرات والشذوذ الجنسي مع ان العراق كان خال منها بشهادة الامم المتحدة. هذه الخطوات التي اقدم عليها الاحتلال كان هدفها اعادة العراق الى مرحلة ماقبل ثورة البعث حيث كان الفقر والامية سائدتان بنسبة 80 % وكان دور العراق الاقليمي ضعيفا، وكانت ثروة العراق تسرق من قبل الاحتكارات التي كانت مستولية على النفط. كل هدف من هذه الاهداف الامريكية – الايرانية هو قيمة ستراتيجية عظمى، لذلك فان اسقاط نظام البعث في العراق كان نصرا ستراتيجيا عظيما لكل قوى الاستغلال والاستعمار في العالم وفي مقدمتها امريكا والكيان الصهيوني وايران. يكفي ان نقارن عراق صدام حسين بكل انجازاته العظيمة، ومنها وللتذكير فقط مجانية الطب والتعليم وشبه مجانية الخدمات العامة، بواقع كل الاقطار العربية المزري اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وامنيا وعلميا، لندرك كم كان العراق عظيما ومتقدما ويشكل عنصر اغراء للعرب لاتباع انموذجه في التنمية، وكم كان قادرا على منع الاعداء من التسرب الى داخل اقطار الامة والتامر عليها وعلى وحدتها وعروبتها. باسقاط نظام الرئيس الشهيد صدام حسين ازيلت العقبة الرئيسية امام تقدم الاستعمارين العالمي الامريكي والاقليمي الايراني والصهيوني واصبح ممكنا التلاعب بمقدرات الامة العربية. كل وطني عربي مطالب بتذكر هذه الحقيقة كلما اثير موضوع غزو العراق كي يمتلك بوصلة الهداية في محيط العواصف العنيفة.
ما يسمى (خدعة السفيرة) الامريكية غلاسبي منذ عام 1991 تروج كذبة لئيمة تقول بان السفيرة الامريكية في بغداد، في الثمانينات ومطلع التسعينيات، ابريل غلاسبي قد ورطت الرئيس الشهيد في ما سمي ب (غزو الكويت) عن طريق التاكيد له بان امريكا والرئيس بوش الاب لا يتدخلان في الخلافات العربية الداخلية، وان هذا القول شجع الرئيس الشهيد على دخول الكويت ووقع في الفخ! هذه الكذبة انتشرت على نطاق واسع جدا وصدقها حتى الكثير من اصدقاء العراق والبعث والرئيس الشهيد. والان لا نرد بانكار هذه القصة الكاذبة كليا، كما فعلنا طوال السنوات الماضية، بل نعود الى ما صرحت به السفيرة غلاسبي في العام الماضي وتضمن انكارا واضحا وشديدا لوجود هذا القول او التاكيد. تقول غلاسبي في مقابلة مع جريدة الحياة اجرتها رندة تقي الدين يوم 15- 03 – 2008 ما يلي حرفيا ردا على سؤال الصحفية : (بالنسبة إلى لقائي معه قبل أسبوع من اجتياح الكويت سنة 1990، تلقيت اتصالاً من وزارة الخارجية، فاعتقدت أنهم اتصلوا لإبلاغي بالتوجه إلى وزارة الخارجية لمقابلة نزار حمدون الذي كان نائباً لطارق عزيز، أو ربما عزيز نفسه، فاكتفوا بالقول لي بالحضور إلى الوزارة من دون تحديد الشخص الذي سأقابله).
وتواصل : (ولدى وصولي وضعوني في سيارة مجهولة مع سائق مجهول وطلبوا منه اصطحابي إلى مكان ما، فأردت أن أعرف إلى أين سأتجه في هذه السيارة، فقالوا لي إلى الرئاسة. وأثناء الطريق لم أكن أفكر بأنني ذاهبة لرؤية صدام، إنما لألتقي شخصاً آخر. وعندما أدركت أنه هو الذي سألقاه، فكرت بأنه ليس مستحيلاً أن تكون الانذارات القوية التي وجهتها إلى العراقيين عبر نزار حمدون، خصوصاً تلك الموجهة إلى السفير العراقي في واشنطن من جانب مساعد وزير الخارجية الأميركي، لم تصله لأن الكل كان يرتعب منه، لذا اعتبرت أنها مناسبة جيدة لي لتكرار التعليمات التي وصلتني من الادارة ومفادها «لا تحتل الكويت وارفع يديك عن هذا البلد. وعندما استدعي السفير العراقي في واشنطن إلى وزارة الخارجية، تم ابلاغه بعدم احتلال الكويت وبضرورة ابلاغ بغداد بهذه التعليمات فوراً).
وتتابع غلاسبي كلامها فتقول : (الكل كان قلقاً في العالم العربي، إذ أن الرجل معروف بعبثيته لذا، وما أن انتهى اجتماع واشنطن، كررت هذه « التعليمات » لنزار حمدون في بغداد وقلت له إن رئيسي (جورج بوش) مهتم جداً بأن أبلغ رئيسكم فوراً بتحذيره بعدم احتلال الكويت. اذن امامنا حقيقة رقم واحد تؤكد، بما لا يقبل الشك، بان وزارة الخارجية الامريكية ابلغت السفير العراقي في واشنطن بان (امريكا ضد احتلال الكويت) وانها (حذرت بقوة العراق من هذا الامر)، وانها كررت التحذير القوي امام المرحوم نزار حمدون، هذا ما قالته غلاسبي.
بل ان غلاسبي تقول بالقلم العريض انها ابلغت الرئيس الشهيد بان امريكا ترفض بقوة احتلال الكويت، فردا على سؤال الصحفية التالي : لكن يقال انكِ قلتِ لصدام أن الحكومة الأميركية لا تتدخل في الخلافات الحدودية بين دولتين عربيتين، وهو ما اعتبره بمثابة ضوء أخضر اميركي لمهاجمة الكويت؟ تجيب غلاسبي : المؤكد أنني لم اعطِ صدام أي فكرة من نوع اننا لن نتدخل في خلاف حدودي، بل إن ما قلته هو إنه « ينبغي ألا يتدخل لا في الكويت ولا في أي مكان آخر ». ثم قُطع اللقاء. فوقف بتهذيب بعد دخول أحد الأشخاص، وقال أرجو المعذرة لدي اتصال هاتفي مهم. فجلسنا جميعاً ننتظر عودته. وعاد ليقول لنا إن الرئيس المصري حسني مبارك اتصل به وأنه أبلغ مبارك « أن عليه ألا يقلق، وأن ليس هناك مشكلة وأنه يتعامل مع الأمور من دون إثارة المشاكل وكل شيء سيكون على ما يرام ». فقلت له انني سأبلغ رئيسي بكثير من السرور بأنك أكدت لي أنه لن تكون هناك مشكلة. أمامنا الان حقيقة رقم اثنين : غلاسبي اكدت للرئيس صدام حسين مباشرة وبحضور شهود بان (على العراق ان لا يتدخل في الكويت ولا في اي مكان اخر)، وهذه الحقية الواضحة جدا لا تسقط فقط تلك الكذبة السوداء بل تطرح أيضا سؤالا مهما وهو : لم اهملت تصريحات غلاسبي هذه ولم تروج كما روجت قصة (توريطها) للرئيس الشهيد رغم مرور اكثر من عام على نشر المقابلة الصحفية مع غلاسبي؟ ان مقارنة الحماس في نشر كذبة ان غلاسبي قد (ورطت) الرئيس بالصمت على تكذيب غلاسبي للقصة يقدم لنا دليلا قاطعا على ان من روج الكذبة كان يعرف انها تلفيق يقصد به شيطنة الرئيس الشهيد والاعداد لغزو العراق من جهة، واظهار الرئيس – حاشاه الله – وكانه ساذج ويمكن التغرير به! اننا اذ نسلط الضوء على هذه القصة فلاننا نريد الان، واكثر مما مضى، تنظيف ساحة الاعلام من الاكاذيب التي كانت الرافعة الاهم التي تمكن الاحتلال بها من توريط الكثيرين في غزو العراق او دعمه او السكوت عليه. صدام الشهيد كان العقبة الاهم والاساسية امام التقدم الاستعماري الاميكي – الصهيوني – الايراني لذلك فان نشر الاكاذيب كان مقدمة لابد منها لغزو العراق واسقاط النظام الوطني الذي عد بحق نصرا ستراتيجيا عظيما ليس لامريكا فقط، كما قالت كوندي، بل لايران والكيان الصهيوني وبنفس القدر والاهمية. 28/4/2009 |
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.