حول ما يجري على أرض فلسطين، أدلى رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الدكتور عبد المجيد الرافعي بالتصريح التالي:

لم يُسجَّل لتاريخ العرب والمسلمين، قديماً وحديثاً، مثل ما هم عليه اليوم من هوانٍ وضعف واستسلام لإرادة الأجنبي، في ظل استمرار مصادرة القرار السيادي المستقل وضرب كل مرتكزات الأمة في الممانعة والتحرر والتقدم.

لقد كانت فلسطين هي المبتدأ منذ بدأت إطماع المستعمرين والصهاينة في وطننا العربي، فلم يكتفوا باغتصاب الأرض وتشريد أصحابها وحسب، وإنما يعملون اليوم على تعميم شتى عوامل التفرقة والانقسام على كل ما تطاله مخططاتهم التآمرية من أقطار عربية، كما هو حال العراق المحتل وكما يُرسم للصومال والسودان واليمن وغيرها.

إن ما يرتكبه الصهاينة في فلسطين المحتلة اليوم، من ضم للحرم الإبراهيمي ومسجد بلال في الخليل واعتبارهما ضمن التراث اليهودي، والهجوم على المصلين داخل المسجد الأقصى واستخدام الرصاص المسيل للدموع والهراوات والأسلحة ضدهم، واستمرار بناء المستوطنات الصهيونية بشكل يفوق عن السابق بدل إيقافها، ومصادرة الأراضي والأحياء وتهويدها بعد تشريد سكانها، واستمرار التضييق على غزة وحصارها، كل ذلك وغيره، يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر الجدي ووضع الأمة العربية والإسلامية أمام مسؤولياتها التاريخية في اختراق حالة الصمت والخنوع القاتل، وإعطاء الزخم الجماهيري لحركة الشارع العربي والإسلامي والعالمي للضغط الرسمي والشعبي من أجل إيقاف هذه الجرائم المتكررة ضد الإنسانية والشرائع والأديان، مناشدين الحكام العرب، وهم على أبواب اجتماعهم بعد أسابيع قليلة في الجماهيرية العربية الليبية، للحفاظ على الحدود الدنيا من التضامن العربي المطلوب لمواجهة ما تتعرض له الأمة من مخاطر وتهديدات خارجية وداخلية، فالعدو الصهيوني وحماته الإمبرياليين لن يكتفوا بالقضم المتواصل للأرض وانتهاك المقدسات، بعد أن صار وجودنا برمته على محك الكرامة المفقودة والإلغاء التدريجي المبرمج.

جميعنا مسؤولٌ أمام ما يجري على أرض فلسطين، شعوباً وحكاماً ومقاومين، ولا مناص من وقفة مرؤة وشرف تُشعُّ في وسط هذا الظلام العربي الحالك، كما تفعل المقاومة العربية البطلة في العراق وفلسطين ولبنان.

الدكتور عبد المجيد الرافعي

في 3/3/2010