هل كان افتعال أحداث مبررا لقتل ثلاثة آلاف مواطن أمريكي مقابل أن تحتل أمريكا العراق وتدمر كل مكوناته الحضارية ، وتسفك دماء الأبرياء في العراق ، هذه الدماء ستبقى تلاحقهم وتلطخ وجوههم وتاريخهم وتقض مضاجعهم إلى يوم الدين ، وتقتل أكثر من ثلاثة ملايين عراقي بين الحصار والاحتلال ، وتخلف آلافا من المشوهين في الفلوجة ولأجيال قادمة بفعل فوسفورهم وأسلحتهم المحرمة · أحداث وسنين تمر، وتعود قصة أحداث 11/9 إلى الواجهة رغم مرور تسع سنوات ، لندرك وربما منذ البداية حسب ما أشارت إليه كل المعطيات والتصريحات والتحليلات بأن هذه التمثيلية ما كانت إلا لتكون الطريق الوحيد لغزو العراق بعد فشل أمريكا وبريطانيا في إثبات أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل باعتراف مفتشي الأسلحة الذين جابوا العراق شبرا شبرا ولم يجدوا ما كانوا يبحثون عنه ، وتجاوزوا الزمن إلى أكثر من سبع سنوات ، وهو ما أشار إليه خبير الأسلحة البريطاني العالم ديفيد كيلي بأن بلير كذب على شعبه بخصوص الأسلحة · وقد كان بصدد إصدار كتاب يفضح فيه أسرارا حول الأسلحة وحول تورط بلير في الحرب على العراق ، لكن لم يتحقق له ذلك ، إذ وجد مقتولا في غابة قرب منزله في مقاطعة اوكسفورد شاير في بريطانيا عام 2003 ، وقيل آنذاك بأنه انتحر!
فكما نعرف ، كانت حمى الحرب تشتعل في أحشاء بوش الصغير ، وكان يبحث عن أي وسيلة لإلصاق تهمة أحداث أيلول بالعراق ، لا بل قال المحققون أثناء استجواب الشهيد صدام حسين بأن أحد الأسباب لغزو العراق أن الشهيد صدام حسين لم يرسل بتعازيه إلى بوش في أحداث أيلول ، رغم أن الشهيد طلب من المناضل طارق عزيز إرسال برقية تعزية إلى الشعب الأمريكي حملها وزير العدل الأمريكي السابق رمزي كلارك·
يقول الشهيد صدام حسين من مذكراته في المعتقل :
' سئلت أكثر من مرة ، لماذا لم نبعث بتعازينا إلى بوش بكارثة 11/9 ، فكان جوابي هذا إجرام بحق العراق والعراقيين ، فطائرات بوش تقصف وتدمر كل ما في العراق ، وتقتل العراقيين أطفالا ونساء وشيوخا ، وتفرض حصارا ظالما على العراق راح ضحيته أكثر من مليون ونصف مليون عراقي · وقد حرّم على الأطفال حليبهم وعلى تلاميذ المدارس القرطاسية وأقلام الرصاص وغيرها · وقد قلت لإخواني في القيادة: ما الذي يجعل صدام ملزما بأن يبعث برقية عزاء إلا أن يكون ذلك انتقاصا بحق العراق والإنسانية ، أو ما يسمى ضعفا ونفاقا ···' ·
ترى هل كانت البرقية لتلغي مجيء يوم القيامة في العراق ؟ ذرائع بوش الصغير وتابعه بلير ما كانت لتقف عند برقية وكلمات عزاء ، لكن المخطط الجهنمي كان كبيرا ، فذهبوا ليدمروا حضارة عظيمة ويفنوا بشرا ويشتتوا شمل العراقيين··
والسؤال الذي يؤرقنا متى يقدم هذان المجرمان وغيرهم ممن كذبوا إلى المحكمة الدولية ؟