مريم الشروقي
لم يبقَ إلاّ يوم واحد يفصل بين عام 2013 و2014. ونحن مازلنا نواجه الأزمات والصدمات في البحرين، وها هي 3 سنوات تمضي من حياتنا وندخل السنة الرابعة، والحوار ما زال غامضاً في الأفق، والمواجهات الأمنية لازالت محلّك سر، وتتسارع الأحداث في آخر هذا العام بالتحقيق مع الأمين العام للوفاق ومنعه من السفر، ولا نعلم إن كانت سنة 2014 ستكون خيراً لنا أم شراً علينا، ولكن دعونا نتحدّث عن 2013.
2013 كانت سنة خير لي شخصياً، فلقد نُقلتُ بالقوّة من عملي في مسقط رأسي إلى مكان بعيد، ولكنّي وجدت هذا المكان البعيد يزيدني قوّةً وطموحاً وتفاؤلاً، وكذلك تمّ التحقيق معي ولم يزدني التحقيق إلاّ ثباتاً وعزماً، وأعتقد بأنّ الضربة التي لا تقتل تقوّي البشر!
أمّا على صعيد الحوافز، فإنّي ومن معي من المغضوب عليهم، لم يحصلوا على حوافزهم، وها هي 3 حوافز توقف من دون سبب، وكان آخرها ضياع الأوراق في صرح التربية والتعليم، في صرح العمل المؤسسي!
وأعتقد بأنّ هناك كثيرين ممن ضاعت أوراقهم، وقد راسلوني حول هذا الموضوع بالذّات، وآثرت التحدّث عنه في آخر يوم من سنة 2013، عسى أن تكون السنة القادمة أفضل في منح الحوافز بالشفافية التي ننتظرها، وبالأحقّية التي يستحقّها البعض!
إن 15 إلى 30 ديناراً لا تشكّل أهمّية، فكما قلتُ في مقالات عدّة بأننا نصرفها في دكّان أو في تعبئة بنزين، ولكن الحق أولى بالرجوع إلى أصحابه، فالحافز المادّي المصحوب بورقة الشكر على خدماتك، تعطيك حافزاً معنوياً لتقدير المسئولين على عملك، وبالتّالي أنت ستعطي أكثر من قبل من دون النظر إلى الأمور الأخرى، ولكن بالطبع هو حالنا في جزيرة العرب «إن حبّتك عيني ما ضامك الدهر»!
أيضاً في هذه السنة التي لم يبقى منها غير هذا اليوم، لم نجد التشجيع على البحث العلمي، ولم نجد البعثات تزيد من أجل أهل الوطن، ولم نشهد ابتعاثهم إلى الخارج من أجل رؤية ثقافات أخرى وعادات مغايرة، ولو قامت الدولة برصد ميزانيّاتها في الابتعاث للخارج، لوجدنا بأنّ أبناءنا سيبتعدون عن التعصّب، وسيتغيّر فكرهم إلى الأفضل، وكذلك سنتقدّم بالعلم وسنرتقي بالعمل.
فمثال على ذلك المملكة العربية السعودية التي تبتعث أبناءها منذ سنوات طمعاً في تغيير الفكر، الذي سيتغيّر مع الأجيال القادمة، ونحن نشهده حالياً من خلال محاولة المرأة السعودية سياقة السيّارة بمساندة الرجال، وهذا أمر لم نتعوّد عليه من قبل.
على العموم، نسينا نحن المغضوب عليهم أمر الحافز المادّي أو الدراسات العليا، ولكنّنا لم ننسَ واجبنا تجاه الوطن والحمد لله، وهو واجبٌ ليس ثقيلاً، بل واجب نحمله إلى الممات. واجب الحقوق وواجب الواجبات التي سنزرعها في أبنائنا، فالوطن غالٍ ولا يثمّن، وهو هويّتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهو الباقي ونحن الماضون، فلندعُ الله أن تكون السنة القادمة سنة خير على الجميع. سنة نشهد فيها الوحدة والأخوّة الحقّة، ونحاول نسيان الشروخ والجراح التي بصمها المتمصلحون والفاسدون على أهل وطننا الغالي، والله الشاهد على ما نقول.