بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ناصر المؤمنين والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد:
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28)
ويقول سبحانه وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)
أيها الشعب العراقي الغيور..
أيها المرابطون في سوح الجهاد والمنازلة الباسلة..
منذ خمس سنوات ونصف يعمل المحتل وأعوانه على رسم مستقبل الوجود الأمريكي في العراق من خلال إبرام اتفاقيات أمنية وعسكرية باطلة بطلان الاحتلال وكل ما نتج عنه من عملية سياسية طائفية عرقية وحكومة دمى وبرلمان هزيل من عملاء ومتآمرين مأجورين.
إن ما يجري اليوم في عراقنا المحتل من إستعدادات لإبرام الإتفاقية الأمنية يمثل عملية لرهن العراق كله بكامل خيراته وثرواته وجعلها مباحة للعدو الأمريكي وعملائه الصغار، وإن ما يجري هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تفاوض نفسها حول الإتفاقية دون أن تواجه أية مشكلة مع الحكومة العميلة، فلها أن تقول معاهدة أو اتفاقية أو تقول بروتوكول أو مذكرة، أو اتفاق مبادئ، فالعبرة ليس بأي من هذه المسميات، وإنما بوجود الاحتلال العسكري الأمريكي وامتلاكه السلطة والقوة والقرار والتحكم بشؤون العراق كلها، ولها وحدها أن تقرر بقاء قواتها لزمن مفتوح أو محدد سواء أوافقت الحكومة العميلة أم لم توافق.
يا أبناء العراق العظيم…
ان مقتضى إتفاقية الذل هذه أن قوات العدو لها أن تقتل أو تعتقل من تشاء ومتى تشاء دون أية تبعات قانونية، ولها ان تستبيح أي حي أو مدينة دون علم الحكومة التي نصبتها قوات الاحتلال أو إعلامها، وإطلاق يد المرتزقة العاملين في الشركات الأمنية لممارسة أقذر الأدوار والمهام.
إن هدف العدو الأمريكي توطين الإحتلال إلى أمد غير منظور ولكي يتحقق له ذلك فأنه يعمل على تدمير المجتمع العراقي وتركيبته الوطنية من خلال عمليات القتل والإعتقال والتهجير والإغتصاب ونهب الثروات.
لقد باءت كل مشاريع المحتلين وأعوانهم بالفشل بصمود الأوفياء من أبناء الرافدين الأشاوس رجال المقاومة العراقية الباسلة بكافة فصائلها، ثم بعزمكم أيها العراقيون وصمود الميامين ستفشل بعون الله كل مخططات العدو، ومنها هذه الإتفاقية فالمقاومة متمسكة بقتال العدو وطرد المحتلين وأعوانهم بما لديها من إمكانيات واستعداد عال للتضحية من اجل انتزاع حقوق الوطن كاملة مهما طال الزمن وغلت التضحيات حتى التحرير الكامل والشامل من جميع أنواع الإحتلال والإستعمار والهيمنة والإستغلال والإبتزاز والنفوذ والإرهاب الأمريكي.
إن شعبنا الذي أسقط حلف بغداد ومعاهدة بورتسموث وغيرهما هو قادر بإذن الله على إسقاط إتفاقية بوش ـ المالكي.
ان فرض الوصاية من قبل المحتل الكافر على ديار المسلمين والتعاون مع هذا العدو الصائل وفق اتفاقية فيها إذلال للأمة وقتل لمجاهديها وأحرارها ونهب لثراواتها محرم بكل حال من الأحوال حتى في حال مغادرة آخر جندي أمريكي بمشيئة الله تعالى ثم بعزم المجاهدين الصادقين، وذلك لأن هذه الاتفاقية تتضمن نوع موالاة ظاهرة للعدو وعدوان سافر على كيان الأمة، والله تعالى يقول (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وهو حكم أجمع عليه علماء الأمة سلفا وخلفا بخلاف من زعم إباحته ممن لاخلاق لهم.
ان كل من يوقع أو يقبل أو يسكت عن هذه الاتفاقية أو لا يعمل على نقضها، هو مشارك حكما في ارتكاب هذه الخيانة المرتهنة لأمن الأمة وثرواتها لدى العدو المحتل، وسيتحمل أولئك عاقبة خيانتهم على أيدي المجاهدين طال الزمان أم قصر، وسيبوءون بلعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وسيكتبهم التاريخ في صفحة أبي رغال وأمثاله.
أما إذا أجبر المحتل الحكومة والبرلمان على تمرير هذه الإتفاقية فعليهما الإستقالة قبل تمريرها، ومن لم يفعل منهم فانه لا عذر له.
نعاهد الله سبحانه وتعالى ثم أبناء شعبنا وأمتنا على مواصلة الجهاد والمقاومة حتى التحرير الشامل والكامل لعراقنا العزيز، وما النصر إلا ّ من عند الله العزيز القدير.
ان موقفنا هذا إنما يعبر عن وحدة الكلمة والموقف والبندقية والهدف حتى التحرير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القيادة العليا للجهاد والتحرير … جبهة الجهاد والخلاص الوطني
جماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية) … عصائب العراق الجهادية
جيش المجاهدين في العراق … كتائب الثورة العربية
18 شوال 1429 هجرية
الموافق
19 تشرين أول 2008 ميلادية
موقع الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية