بيان صادر عن الأمانة للتجمع القومي الديمقراطي
في ذكرى يوم الأرض
يحيي التجمع القومي الديمقراطي ذكرى يوم الأرض الذي جسده شعبنا العربي في فلسطين المحتلة بانتفاضته البطولية واعتباره يوماً تاريخياً في حياة فلسطين والأمة العربية، يوم تفجرت هذه الملحمة النضالية في وجه الاحتلال الصهيوني العنصري، الذي أقدم في ذلك اليوم من عام 1976م على نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية في العديد من المدن والقرى في سياق مخطط تهويد الأرض الفلسطينية وتهجير أصحابها الحقيقيين، وقد هبت الجماهير العربية في فلسطين المحتلة وأعلنت الإضراب الشامل وعمت التظاهرات السلمية الحاشدة مختلف المدن والقرى الفلسطينية، وتصدت لها القوات الصهيونية باعتدائتها الوحشية مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المتظاهرين العزل الذين رووا بدمائهم الزكية الأرض الفلسطينية الطاهرة.
ان التجمع القومي إذ يشارك الأشقاء في فلسطين وفي الوطن العربي وعلى امتداد الساحات العالمية المساندة للحق وللحرية والاحتفاء بهذا اليوم الكفاحي. أنما ينطلق من إيمانه وثوابته القومية التي تؤكد ان القضية الفلسطينية كانت وستبقى تمثل مركز ولب الصراع مع العدو الصهيوني، وان الأرض تمثل الركيزة الأولى في المشروع الصهيوني الاستيطاني، وان قضية الشعب الفلسطيني هي جوهر صراع الأمة العربية مع أعدائها الصهاينة وكل المستعمرين والمتواطئين.
ان يوم الأرض هو بحق صرخة احتجاجية في وجه العدو الصهيوني وسياساته العنصرية الفاشية، وفي وجه كل الدول والقوى الكبرى الداعمة له خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي هي مصدر الدعم العسكري والمالي والمعنوي والدبلوماسي للكيان المحتل في كل الأوقات وفي كل الظروف.
كما أن الاحتفال بيوم الأرض يتزامن مع انعقاد القمة العربية على أرض العراق الطاهرة التي يدنسها الاحتلال الأمريكي البريطاني الإيراني البغيض وعملاءه من حكام العراق، وهي بذلك تسعى لإعطاء صك البراءة لهؤلاء العملاء، كما أنها قمة التآمر على مصالح الأمة في فلسطين وسوريا. لذلك، فأن الاحتفال بيوم الأرض هو صرخة في وجه الأنظمة العربية المتواطئة مع العدوان والاحتلال التي تخلت عن تنفيذ التزاماتها تجاه شعب فلسطين والعراق خضوعاً للمشيئة الأمريكية الصهيونية ومشاريعها وأهدافها في المنطقة العربية وعلى رأسها تثبيت الاحتلال في هذين البلدين العربيين وإجهاض أية مقاومة تعمل ضد قوى الاحتلال.
لقد أثبتت تجارب الأمة العربية في صراعها مع أعدائها ان نهج المقاومة هو وحده الطريق الذي يوصل إلى الحقوق المشروعة ومواجهة كل محاولات رفض الهوان والإذعان من قبل الغزاة والمحتلين سواء في فلسطين او العراق وغيرهما من الأقطار العربية، لذا فأننا كقوى وطنية وجماهير شعبية مطالبون بالتفاعل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية قومية وتعزيزاً للصلات النضالية مع الشعب العربي في فلسطين المحتلة من أجل مواجهة كسر إرادة المعتدين وإفشال مشاريعهم الاستعمارية.
من هنا نحن نعلن دعمنا الكامل للشعب العربي في فلسطين من أجل التمسك بأرضه والتشبث بهويته الوطنية والقومية، وتأكيد حقه في الدفاع عن أرضه وكيانه، وفي نفس الوقت ندين كل جرائم القتل والإرهاب والتنكيل وكل سياسات التمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم المدن التي تمارسها قوات العدو الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني أمام مرأى ومسمع العالم.
في هذه الذكرى ندعو كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية وجميع منظمات وقوى المجتمع المدني في بلدنا برص صفوفها وتوحيد مواقفها من أجل مساندة ودعم الأشقاء في فلسطين والإعلان عن تضامننا معهم من أجل نيل حقهم في الحرية والاستقلال وتحرير كل الأراضي المغتصبة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
كما ندعو إلى حشد كل طاقات الأمة العربية وقواها الوطنية والسياسية والمجتمعية في الدول التي أسقطت نظم الاستبداد والقمع فيها عبر ثورات الربيع العربي لمجابهة كل الأخطار والتحديات من أجل إعادة الاعتبار لمفهوم الأمن القومي للأمة العربية جمعاء ونصرة قضية فلسطين العادلة ودعم المقاومة في العراق وإفشال كل مشاريع التسوية المذلة وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب.
التجمع القومي الديمقراطي
28 مارس 2012